عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 31-12-2009, 07:06 PM   #1
معلومات العضو
لقاء
اشراقة ادارة متجددة

افتراضي *(¨`•.•´¨)*الطب الوقائي في الإسلام من صحة الأرواح إلى صحة الأجساد والبيئة(¨`•.•´¨).*

الطب الوقائي في الإسلام.. من صحة الأرواح إلى صحة الأجساد والبيئة:

الإسلام غطّى جميع أوجه الطب الوقائي.. وصحة الأديان من صحة الأبدان

سعيد بن صالح بن حسين الحمدان - الدمام

ما هو الطب الوقائي؟!

سؤال مهم، والإجابة عنه تحتاج إلى شيء من التفاصيل، فقد اتفقت الهيئات الصحية العالمية على تعريف علمي حديث لكلمة (الصحة) بأنها تحسين حالة الإنسان جسمياً ونفسياً وعقلياً، وليس مجرد غياب المرض..

والطب الوقائي هو علم المحافظة على الفرد والمجتمع في أحسن حالاته الصحية،

وذلك عن طريقين:

1- وقايته من الأمراض قبل وقوعها، ومنع انتشار العدوى إذا وقعت

2- صيانة صحته بتحسين ظروف معيشته ومنع الحوادث وأسباب التوتر العصبي..

تعاليم الإسلام الصحية من الطب الوقائي لا العلاجي

فالإسلام لم يأتِ لعلاج الأمراض الجسمية، والقرآن الكريم ليس كتاب طب أو صيدلة، ولكن الإسلام قد جاء للدين والدنيا معاً، وجاء لبناء مجتمع مثالي على ظهر الأرض، حيث يكون هذا المجتمع متكاملاً في جميع النواحي الأخلاقية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والعسكرية وأيضاً الصحية؛ ولذلك، فقد حرص الإسلام على إعطائنا الأوامر والتعاليم الطبية الوقائية التي تؤدي إلى ما نسميه (بالمجتمع الصحي).

وقد تناولت تعاليم الإسلام الصحية جميع أبواب الطب الوقائي وفروعها.. ومنها:

أولاً: أوامر صحة البيئة الإسلامية ونظافتها Sanitatoin AND Personal Hygenc، ومن ذلك نظافة البدن والأيدي والأسنان والأظافر والشعر، ونظافة الملبس ونظافة الطعام والشراب، ونظافة الشوارع والبيوت والمدن، ونظافة المياه كالأنهار والآبار.

ثانياً: أوامر لمنع الأمراض المعدية Epidimiology وتشمل الحجر الصحي، عزل المريض، عدم الدخول على الوباء، عدم الفرار منه، تعقيم الأيدي قبل الدخول على المريض وبعد الخروج منه، الاستعانة بالطب والدواء، والتطعيم في الوقاية والعلاج.

ثالثاً: أوامر في التغذية Nutrition فقد منع الأغذية الضارة بالصحة كالميتة والدم ولحم الخنذير والمخدرات، ومن الأشربة منع الخمر، وشجع أكل اللحوم سواءً لحم البر والبحر وكل مشتقات اللحوم، وشجع على أكل ما له قيمة غذائية، إلى جانب الاهتمام بنوعية الغذاء، واهتم الإسلام أيضاً بنظام الغذاء كمنع الإسراف في الأكل، والأكل دون جوع، والأكل حتى التخمة.

رابعاً: الصحة الجنسية Sex Hygeneكتحريم الزنا واللواط والعادة السرية وتحريم الرهبنة واعتزال النساء، ومنع إتيان النساء في المحيض، وأمر بالغسل بعد المحيض وبعد الجماع..

خامساً: الصحة النفسية والعقلية Mental AND Psychic Hygene وهي تعاليم لمنع أسباب التوتر العصبي، وذلك بالأمر بالإيمان بالله وقدره، الصبر على الشدة والمحنة والمصيبة والمرض، تحريم اليأس والانتحار، الأمر بتعاون الناس وتراحمهم لتخفيف أعباء الحياة، ثم منع كل بؤر التوتر في المجتمع كالمقامرة والربا، والمضاربة واللهو غير البريء، والضجة..

سادساً: تشجيع اللياقة البدنية Body Built بالحث على الجهاد، العمل اليدوي والحركة، تشجيع الألعاب الرياضية، المصارعة، ركوب الخيل، السباحة الرمي، المبارزة، السباق بأنواعه، كراهية السمنة والكرش والخمول..

ومن هذا التقييم نرى أن الإسلام قد غطى جميع أوجه الطب الوقائي ومحاولاته، فقدَّم لنا ما يشبه الدستور الصحي الذي يتناول التعاليم الرئيسية ذات الصفة الدائمة لخلق مجتمع صحي مثالي.

لماذا اهتم الإسلام بالوقاية..

ولم يتحدث عن العلاج؟!

ذهب رسول الله صلى الله عليه وسلم ليعود أحد أصحابه المرضى، وبعد أن رأى المريض ودعا له بالشفاء قال لأهله: (ادعوا له الطبيب) فقالوا متعجبين: (وأنت تقول ذلك يا رسول الله) فقال: (نعم.. تداووا عباد الله فإن الله لم يُنزل داءً إلا أنزل له دواء.. إلا داء واحداً) قالوا ما هو: (قال: الهرم) أي كِبَر السن. وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا مرض لا يداوي نفسه، بل يستدعي الأطباء لعلاجه، وفي هذا تقول السيدة عائشة رضي الله عنها: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يُسقم في آخر عمره، فكان يفد عليه أطباء العرب فينعتون له الأنعات ليعالجوه بها..

من هذا نجد أن الإسلام رغم اهتمامه الشديد بتعاليم الطب الوقائي، ترك الطب العلاجي لاجتهاد الناس، وليس هذا عن قصور في الدين، ولكن لحكمة عظيمة مقصودة لذاتها، فالطب الوقائي يتناول صحة المجتمع والجماهير العريضة، فهو يدخل في رسالة الأديان باعتبار أن صحة الأديان من صحة الأبدان، وأن في وقاية المجتمع حماية للدين، أما الطب العلاجي أي تشخيص المرض وعلاجه بالوصفات الطبية أو العمليات الجراحية فليس من عمل الدين ولا رسالته، وإلى جانب هذا فإن قواعد الطب الوقائي من الحقائق العامة والثابتة التي تصلح لكل زمان ومكان، أما الطب العلاجي فيتغير باكتشاف الأدوية الحديثة والأجهزة العلمية..
وما كان الله ورسوله ليقيد أمة الإسلام بعلاج معين يلتزمون به في كل العصور، فلا يتطورون ولا يجتهدون في الدراسة والبحث ولا يستفيدون من الاختراعات الحديثة.

أعود إلى مجال الطب الوقائي، وأضرب بعض الأمثلة من تعاليم الإسلام في مجالاته المختلفة وبخاصة مجال الصحة، أي مجال صحة البيئة وعلم مقاومة الأوبئة.

صحة البيئة في الإسلام

المقصود بعلم صحة البيئة هو خلق بيئة صحية لا تنفذ إليها الأمراض بفضل النظافة، واهتمام الإسلام بالنظافة أمر لا يدانيه فيه أي دين سماوي، أو حتى مذهب أرضي قديم أو حديث.. وإذا كانت أول سورة نزلت في القرآن الكريم تحدثت عن العلم في قوله تعالى: (اقرأ)، فإن ثاني سورة نزلت بعدها مباشرة أمرت بالنظافة في قوله تعالى: (فثيابك فطهر).

والإسلام هو الدين الوحيد الذي يجعل النظافة جزءاً من العبادات، بل في أصول الدين نفسه، فأول خطوة للدخول في دين الإسلام هي الغسل، أي الاستحمام، حتى قبل شهادة ألا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، ولا صلاة إلا بعد وضوء، أي غسل الأيدي والوجه والأقدام، وللإسلام اصطلاحات خاصة في مسائل النظافة، فهو يكني عن الميكروبات أو الطفيليات الضارة باسم الشيطان أو الخبث أو الخطايا، ويُعبر عن النظافة بكلمة الطهارة، وعن القذارة بكلمة النجاسة..

ومن أمثلة ذلك قول الرسول صلى الله عليه وسلم: (قلم أظافرك فإن الشيطان يقعد على ما طال منها
وقوله: (إذا توضأ العبد فمضمض خرجت الخطايا من فيه، فإذا استنثر خرجت الخطايا من أنفه)، ولهذه التعبيرات حكمة عظيمة..

لقد جاء الإسلام منذ أكثر من (14) قرناً من الزمان، في وقت كان الإنسان لا يعرف فيه شيئا عن أهمية النظافة في محاربة الأمراض، ولا يعرف ما هو الميكروب أو الطفيليات، ولذلك كان الإسلام بهذه التعبيرات لكي يُبسط الأمور للناس ويُخاطبهم على قدر عقولهم وفهمهم وعلمهم، وفي الوقت نفسه كان الإسلام بهذه التعبيرات يربط النظافة بالعقيدة، ويجعلها جزءاً لا يتجزأ من تعاليم العبادة والصلاة.

بل جعلها جزءاً من الإيمان بالله، لقول الرسول الكريم- صلى الله عليه وسلم-: (النظافة شطر الإيمان) أي نصفه، وفي رواية: (النظافة من الإيمان)، وبهذا كله يجعل الإسلام مسألة النظافة عقيدة وسلوكا ملزما للمسلم في كل شؤون حياته وليست لمجرد الخوف من المرض وحده، وما أعظم أن تكون النظافة غاية لذاتها قبل أن تكون وسيلة لمنع الأمراض..

وزيادة في الحرص والدقة فأكثر من مادة إذا أصابت إحداها أي شيء مثل ثوب الإنسان أو جسمه أو طعامه أو شرابه أو إناء الطعام، بل أرض الغرفة، أرض الشارع، أو إذا أصابت الماء الدائم المستعمل للشرب أو الوضوء. ولو كان الماء بئرا أو نهراً، فإنها تُنجس هذا الشيء ولا يتطهر إلا بإزالة هذه النجاسة بشرط إزالة لونها أو رائحتها، ومن هذه المواد النجسة الدم، البول والبراز، المني، القيء، الخمر، لعاب الكلب، لحم الخنزير وكل شيء عفن كبقايا الحيوان الميت..
    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة