عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 10-05-2005, 09:24 PM   #1
معلومات العضو
أبو البراء

لموقع ومنتدى الرقية الشرعية - مؤلف ( الموسوعة الشرعية في علم الرقى )
 
الصورة الرمزية أبو البراء
 

 

Thumbs up أسباب فشل توظيف القرآن الكريم والسنة المطهرة في الرقية والعلاج !!!

الإخوة أعضاء ؤزوار منتدى الرقية الشرعية حفظهم الله ورعاهم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،،

الحقيقة التي لا بد من البحث للوقوف عليها في العصر الحاضر هي أسباب فشل توظيف القرآن الكريم والسنة المطهرة في الرقية والعلاج لكافة الأمراض العضوية والنفسية وأمراض النفس البشرية ؟

إن المتأمل في كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم يعلم جازما متيقنا ، أن الرقية والعلاج بالكتاب والسنة تحتاج إلى قلوب طاهرة عامرة بالإيمان ، ألقت الضغائن والأحقاد جانبا ، وملأت القلوب بالمحبة الخالصة لله ولرسوله وللمسلمين ، فتسلحت بالعقيدة والمحبة والطاعة ، وهذا ما سوف يظهر أثر القرآن والسنة على سمت من عرف قدرهما وعلم حقها ، والسيف بضاربه ، وكل إناء بما فيه ينضح ، وقد تجلى ذلك الأثر في رقية سيد الحي بفاتحة الكتاب ، وانتفع بها أيما انتفاع بإذن الله تعالى ، فكأنما نشط من عقال ، والقصة سوف يعرج عليها لاحقا في هذا الفصل ، والشواهد والأحداث كثيرة على ذلك ، ولا بد من وقفة تبين أسباب ذلك القصور في استعمال القرآن والسنة لمثل ذلك العمل الجليل ، وهذه الوقفة تتجلى في الاهتمام بالمعالِج والمعالَج وهذا ما سوف يتضح من خلال هذه السلسلة بإذن الله تعالى 0

قال صاحبا الكتاب المنظوم فتح الحق المبين : ( يحرص الناس على اتخاذ وسائل السلامة والحماية والوقاية التي تقيهم مصائب الدنيا ومكدرات الحياة من مرض أو هدم أو حريق أو غرق أو أي حادث من الحوادث أو الأخطار ، وليس هناك مانع شرعا ولا عقلا يمنع من اتخاذ سبل الوقاية ، فالوقاية خير من العلاج ، بل إن الشريعة الإسلامية حرصت على المحافظة على الضرورات الخمس : ( النفس ، المال ، العرض ، الدين ، العقل ) 0
وسبل الوقاية من الشرور الدنيوية تنقسم إلى قسمين :
1 - سبل مادية 0
2 - سبل إلهية 0
والذي يهمنا الأمر الثاني ، فإنه هو النافع بإذن الله تعالى ، فلقد جاءت السنة المطهرة بعلاج جميع الأدواء لكن الناس يفرطون في ذلك ، ولو أن المسلم اعتنى بالتحصينات الشرعية وندب إليها أهله ومن تحت يده لسلموا بإذن الله تعالى من كل شر ومكروه 0
فكل أمر ثبت في السنة أنه نافع لمرض من الأمراض فهو نافع لا محالة حتى لو ظن من أتى به أنه غير نافع بناء على عدم استفادته ، ذلك أنه قد يكون عدم استفادته من جهة المصاب نفسه أو من جهة المعالج وصدق الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم : ( صدق الله وكذب بطن أخيك ) ( متفق عليه ) 0
ومن واقع تجربتنا ثبت لنا أن أكثر المصابين قد فرطوا في هذه الأدعية والأذكار التي هي حصن حصين بإذن الله من كل شر ظاهر أو خفي ) ( فتح الحق المبين في علاج الصرع والسحر والعين – ص 38 ، 39 ) 0

إن الرقية الشرعية أصبحت مطلبا ملحا ، بسبب انتكاس الفطر السوية لدى كثير من الناس ، وبعدهم عن خالقهم ، واقترافهم المعاصي ، ووقوعهم في المحرمات ، مما أدى إلى تسلط الشيطان ، بوسائله الخبيثة ، ودسائسه الماكرة ، فلا بد للمسلم أولا من العودة الصادقة للينبوع والمنهل الحقيقي المتمثل في الكتاب والسنة ، ومن ثم المعرفة التامة بالطرق الصحيحة المباحة للرقية الشرعية ، فيتقيد بها ، ويلتزم بمنهجها ، ويطبق ذلك على نفسه ، وآل بيته ، ويجوز له كذلك طلب الرقية الشرعية بنفس الطريقة والمنهج ، واتخاذ ذلك سببا شرعيا للشفاء 0

قال الدكتور فهد السحيمي عضو هيئة التدريس بالجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية في أطروحته المنظومة لنيل شهادة الماجستير :

( ولقد بلغ النبي صلى الله عليه وسلم الأمانة وأدى الرسالة وبين التوحيد وحذر من الشرك المناقض له أيما تحذير ، وسد كل طريق يوصل إليه حماية للتوحيد عما يشوبه من الأقوال والأعمال التي يضمحل معها التوحيد أو ينقص 0
وإن من الأمور التي طار في الأمة شررها وعظم في الناس خطرها وأوقعت كثيراً منهم في حبائل الشرك – ولا حول ولا قوة إلا بالله – عدم فهم مسألتي الرقي والتمائم الفهم الصحيح عند كثير من الناس ، وهاتان المسألتان المهمتان فصل القول فيهما النبي صلى الله عليه وسلم لما يؤديان إليه من الشرك بالله عز وجل ، فلقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن الرقى والتمائم وأخبر بأنهما من الشرك وذلك لما كان يوجد فيهما عند الجاهليين من طلب النفع ودفع الضر من غير الله ، فما كان من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا التسليم لما قاله المصطفى صلى الله عليه وسلم ، فذهبوا إليه وقالوا له : إنك نهيت عن الرقى 0 وأخبروه بأنه كانت عندهم رقى ينتفعون بها من ذوات السموم وغيرها من الأمراض ، فطلب منهم أن يعرضوها عليه فأقر منها ما لم يكن شركا حيث قال لهم : ( لا بأس بالرقى ما لم يكن فيه شرك ) ( أخرجه الإمام مسلم في صحيحه – كتاب السلام ( 64 ) – برقم 2200 ) 0
أما التمائم فلم يسألوا عنها فبقيت على ما هي عليه من النهي عن تعليقها ، ولكن أنى لأولياء الشياطين أن يتوقفوا عن بث ما أملته عليهم أنفسهم وشياطينهم ؟! فلقد عم الخطب واتسع الخرق على الراقع حيث انتشرت الرقى والتمائم الشركية في كثير من بلاد المسلمين وأصبح أمر هذه الأشياء بينهم سهلا متداولا وما ذلك إلا نتيجة الجهل في مسألة التوحيد وعدم التحذير من الشرك في تلك البلاد ، بل لو تكلم الداعية في هذا الموضوع ، لاتهموه بتفريق المسلمين 0 حتى أصبحت الدعوة للتوحيد والتحذير مما يناقضه من الأمور المحظورة بينهم ، ولا حول ولا قوة إلا بالله ) ( أحكام الرقى والتمائم – ص 5 ، 6 ) 0

وقال الشيخ سعد البريك في تقديمه لكتاب " الفتاوى الذهبية في الرقى الشرعية " : ( لقد باتت الحاجة ماسة إلى توسيع دائرة الانتفاع والعلاج بالرقى الشرعية ، لما ثبت لها من أثر جلي في شفاء كثير من الأمراض النفسية وغيرها تلك التي استعصت على الطب الحديث كالصرع والمس والعين والسحر 0
وفي ظل هذه الحاجة استغل بعض النفعيين تعلق المرضى بأسباب العلاج فراحوا يتخبطون في تسمية أمراض ووصف أدوية بلا دليل يؤيدها من النقل أو العقل أو الاستقراء والتتبع 0
على أن الميدان ما خلا من المحتسبين الصادقين الذين نفع الله برقيتهم وبارك في أدويتهم بمنه وكرمه 00 لكن اختلط الحابل بالنابل وظهر مشعوذون يدعون زورا أنهم يعالجون بالرقى ، وظلم صالحون ، اتهموا بهتانا بأنهم يشعوذون حتى أصبح المحتاجون في حيرة مدلهمة لا يميزون بين الخبيث والطيب 0 ووقع بعض المرضى ضحية هذا الخلط والغموض فقصدوا المشعوذين ظنا أنهم من أهل الرقى الشرعية ، وآخرون أعرضوا عن الرقى خوفا من أولئك المشعوذين ) ( الفتاوى الذهبية – ص 7 ) 0

يقول الأستاذ علي بن محمد ياسين : ( إن الرقية الشرعية أصبحت من الضرورات في ظل الأسباب التي سوف أسرده وهي على النحو التالي :
أولاً : كثرة السحرة والمشعوذين وانتشار السحر بين الناس 0
ثانياً : ضعف يقين كثير من الناس وتعلقهم بالأسباب المادية ، والهرولة وراء كل من نادى بالشفاء والعلاج ، سواء كان طبه شرعياً أو غير شرعي وهو الأغلب 0
ثالثاً : كثرة الأمراض التي لا يعرف أسبابها ولا علاجها 0
رابعاً : وجود المعالجين الذين يدّعون العلاج بوسائل تدور حولها الشبهة 0
خامساً : كثرة تسلط الجن والإصابة بالعين والحسد بين الناس 0
سادساً : حاجة الناس الماسة للأدوية الإلهية ، خاصة أن منفعتها ثابتة وظاهرة ومتحصلة إذا أتت بضوابطها ، وانتفت موانعها 0
سابعاً : أهميتها في جانب التوحيد ، وتعلق الناس بربهم ، الذي يملك نفعهم وضرهم ) ( مهلاً أيها الرقاة – ص 155 ) 0

إن النصوص الثابتة من الكتاب والسنة دلت على جواز الرقية الشرعية ، وحددت السبل ، وبينت الأسلوب الشرعي الأمثل لذلك ، وأوضحت أنها شفاء لكافة الأمراض العضوية والنفسية وأمراض النفس البشرية من صرع وسحر وعين وحسد 0

مع تمنياتي للجميع بالصحة والسلامة والعافية :

أخوكم المحب / أبو البراء أسامة بن ياسين المعاني 0

    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة