عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 20-05-2007, 11:42 AM   #1
معلومات العضو
فاديا
القلم الماسي
 
الصورة الرمزية فاديا
 

 

افتراضي بماذا تذكّرك هذه الأوقات !


ان عقارب الساعة التي تعد الثواني والدقائق والساعات والايام
كل منهما يناظر الآخر
ويمثّل الآخر
ويأخذ كل منها حكم الآخر

تذكرني بعالم الدنيا
تلك الساعة الضخمة

دوران الليل والنهار هو بحكم الثواني للساعة
والسنوات التي تعد الدقائق
وطبقات عمر الانسان التي تعد الساعات
وادوار عمر العالم التي تعد الايام
كل منها يناظر الآخر
ويتشابه معه ويماثله
ويذكر كل منها الآخر ويأخذ حكمه



وقت الفجر ............. يذكرني ببداية الربيع ،
واوان سقوط الانسان في رحم الام ،
بداية الانسان على الفطرة الاصيلة التي فطره الله عليها
بداية كل شيء ، وكل ما يصاحب البدايات من اشراق وتفاؤل وامل وسعادة



وقت الظهر ......... يذكرني بمنتصف الصيف
ويرمز الى عنفوان الشباب.... وما يخلفه من غفلة وانسياق وراء الدنيا ومشاغلها
وكما انه تكامل للاعمال اليومية وفترة استراحة مؤقتة
فهو وقت حاجة الروح ايضا الى التنفس والاسترواح ولجوئها الى الخالق
للتخلص مما تعطيه هذه الدنيا الفانية والاشغال المرهقة المؤقتة من غفلة وحيرة واضطراب



وقت العصر........فهو يشبه موسم الخريف..............
يذكرني بزمن الشيخوخة وحالها المحزن
وبالأيام الأليمة لآخر الزمان
وبوقت ظهور نتائج الأعمال اليومية
وانحناء الشمس الى الغياب .....يعلن دوما بأننا ضيوف مأمورين في هذه الدنيا وان كل شيء يزول
وكل شيء في هذه الدنيا بلا ثبات ولا استقرار واننا جميعا الى غياب....



وقت المغرب............. يذكرني بغروب اغلب المخلوقات وأفولها نهاية الخريف
يذكرنا أيضا بوفاة الانسان ودخوله القبر وفراقه الأليم لجميع أحبته
وبانقضاء الدنيا كلها وانتقال ساكنيها الى عالم آخر
وبدمار الدنيا عند قيام الساعة
يذكرني بانطفاء مصباح دار الامتحان هذه
ويوقظ الانسان من نوم الغفلة وينبهه
فكل محبوبات هذه الدنيا تغرب وراء افق الزوال



وقت العشاء ..........يذكرني بغشيان عالم الظلام وستره آثار عالم النهار بكفنه الاسود
انقلاب الصحيفة البيضاء الى سوداء
ويذكرني بتغطية الكفن الابيض للشتاء وجه الارض الميتة
وبوفاة حتى آثار الانسان المتوفي
ودخولها تحت ستار النسيان
وبانسداد ابواب دار امتحان الدنيا نهائيا
وموت الدنيا الضيقة الفانية
تذكر الانسان بالاسراع اللى الالتجاء بخالقه
لينور مستقبله ويضمد جراح الزوال والفراق عما يحبه من اشياء وموجودات



وقت الليل ...... يذكرني بالشتاء
يذكرني بالقبر
بعالم البرزخ
يذكرني الليل بقرب الحشر
فأتذكر مدى حاجتي الى رحمة الرحمن



وقت التهجد بالليل...... تذكرني ضرورته بالضياء لليل القبر
ولظلمات عالم البرزخ
يذكرني بنعم لا متناهية للمنعم الحقيقي



كل وقت في هذا الكون هو انقلاب عظيم يذكر بانقلابات أخرى عظيمة
وعلامات لنعم الله التي لا تحصى ولا تعد
وتجليات رحمته الواسعة
وقدرته اللامحدودة

فما أليقها من حقيقة اصيلة

فهل نعتبر من كتاب الكون المفتوح امامنا بهذا الوضوح !!!!

    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة