عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 25-01-2011, 05:44 PM   #1
معلومات العضو
عطر
إشراقة إدارة متجددة
 
الصورة الرمزية عطر
 

 

I11 أهـذا سَمْتُ مُسْلِمة حَصَانٍ ؟!

أهـذا سَمْتُ مُسْلِمة حَصَانٍ ؟!


في البلد الأمين يجب أن تُعظّم شعائر الله وحُرُماته أكثر من أي مكان آخر ، إذ تعظُم فيه السيئات ، وتُضاعف فيه الحسنات .
غير أن الناظر بِعَيْن بَصَرِه وبصيرته ليرى من أحوال فِـئام من الناس عَجَبا !
إذ يرى التهاون في شعائر الله ، والتفريط في حُرُماته .
فَتَعْجَب ويطول العَجَب حينما ترى مُسلمة جاءت إلى تلك البقاع الطاهرة المبارَكة ، وتَجْزِم أنها ما جاءت للسياحة ولا للفُرْجَة ، وإنما جاءت للطاعة والقُرْبَة .

ولكنك ترى من المظاهر ما يتناقض مع هذا المقصِد
بل يتناقض معه تناقضا صريحاً صارخا
فترى من الملابس النسائية ما يتنافى مع الحشمة
ويصطدم مع الأخلاق
ويُنافِي الـذَّوق
فضلا عن مخالفته لصريح الكتاب الرّباني والسنة النبوية

فترى لباساً شفافاً يحتاج إلى لباس آخر يستره
فكم من عباءة تحتاج إلى عباءة أخرى تسترها !
وثياباً ضيّقة تحتاج إلى ثياب أخرى فضفاضة واسعة
وأصوات عالية
وضحكات بل وقهقهات

وكأن لسان الحال : يا غريب لا تكن أديباً !!

ربما هانَ اللباس على صاحبته
وربما رخُصت الحشمة على المحتشمة
أو قلّت قيمة الحياء
أو زهدت في العفاف

ولكن أن يكون هذا في البلد الأمين
وبِقُرْبِ بيت رب العالمين
وفي الْحَرَم فهذا الذي لا يُستساغ أبداً

أرى ألبسة غريبة أو غربية لا تمتّ إلى دِينٍ ولا إلى خُلُق
يُراد منها نزع الحياء ، ووأد العفاف ، ونَبْذ الفضيلة

حينما أشاهد تلك الملابس أتساءل :
أهذا سَمْتُ مُسلمة حَصَانٍ ؟ = وسَمْتُ المسلمات هُدىً ودِينُ
وأبْدَتْ زيـنة خُلِقت لِبَعلٍ = ولم تُخلَـق لِتَقْحَمَها العـيونُ
حينها تذكرت قصة طريفة ..
مَفادُها أن مسلما جاء من أوربا إلى مكة – شرّفها الله وحرسها – فرأى يوما سارقاً تقتاده الشّرطة في الحرم ، فتساءل عن ذنب هذا الذي قُبِض عليه ، فقيل له : سارق ! فتعجّب : سارق وفي الْحَرَم ! فما كان من هذا المسلم الذي جاء من أقصى الأرض إلا أن تبِع هذا السارق حتى أُدخِل مكتبا للأمن ، فاستأذن للدخول فأُذِن له ، ثم استأذن أن يُكلِّم هذا السارق ، فأُذِن له ، فقال للسَّارِق : الناس تُذنِب في بلادها ثم تأتي تتوب وتغسل الذنوب هنا .. وأنت تّذنب في الْحَرَم ، فأين سوف تتوب ؟!
فيا مسلمة جاءت إلى البلد الأمين ، وطافت بالبيت العتيق ، وسارت في إثر مسير المسلمة الصابرة الصادقة ( أم أسماعيل ) بل وطافت حيث طاف الأنبياء ..

هلاّ استشعرتِ أنك في أعظم بلد ؟
وأنك في أطهر بقعـة ؟
وفي أقْـدس مكان ؟

فإن لم ثَـمّـة تعظيم لشعائر الله وحُرُماته في هذا البلد فأين يكون ؟؟؟
وإن لم يكن حياء من الله بجوار بيته فأين يكون الحياء منه سبحانه وتعالى ؟؟؟

رُحماك ربنا ..
السبت 21/6/1425هـ .


كتبه
الشيخ عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة