عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 16-08-2005, 06:01 PM   #2
معلومات العضو
منبر الحق

افتراضي



يــــــــــــــــتــــــــــــــــبـــــــــــــــ ــــــــــع

فالحجام مضطر لمحظور وهو:الكشف والنظر إلى العورة،وهذا الاضطرار مقيد بموضع معين،فليس له مجاوزته في الكشف والنظر،ولا الزيادة على الوقت المحتاج إليه .
فإن خالف هذا الواجب: فقد عرض نفسه للإثم،وكان للقاضي المسلم أن يحكم بتعزيره بما يستحق من العقوبة .
6- كتمانُ سـرِّ المريض:
حفظ أسرار الناس ،وستر عوراتهم واجب كلِّ مسلم،ويتأكد هذا الواجب على الحجام،وذلك:لأن المرضى قد يكـشفون له شيئاً من أسرارهم ،فيجب على الحجـام لزاماً أن يصون ما كُشف له من أحوال مريضه،محيطاً تلك الأسرار بسياجٍ كامل من الكتمان .
صح عن النبي r أنـه قـال: (( من ستر على مسلم ستره الله في الدنيا والآخرة )). رواه مسـلم وأبـو داود واللـفظ له وغـيرهما عـن أبي هريرة-رضي الله عنه- .
وفي صحيح مسلم من حديث أبي هريرة-رضي الله عنه-أن النبي r قال:
((لا يستر عبدٌ عبداً في الدنيا،إلا ستره الله يومَ القيامة )) .
وعن ابن عباس-رضي الله عنهما-عن النبي r قال: (( من ستر عورة أخيه؛ ستر الله عورته يوم القيامة،ومن كشف عورة أخيه المسلم؛كشف الله عورته حتى يفضحه بها في بيته)) حديث حسنٌ،أخرجه ابن ماجة في السنن.

23
إلاَّ أنه يجوز للحجام-وقد يجب- إظهار أسرار المريض في حالات خاصة،منها :
أ - إذا كان هناك ضرر على مصلحة المريض..كأن يكون المريض مصاباً بمرض نفسي قد يدفعه إلى إحداث ضرر بنفسه كالانتحار مثلا،فالواجب على الحجام عندئذ أن يخبر أهل المريض حتى يمنعوه عن إيقاع الضرر بنفسه.
ب - إذا كان هناك ضرر على مصلحة إنسان آخر ..كأن يكون المريض مصاباً بمرض تناسلي معدٍ،وهو على وشك الزواج،وطلب منه المعالج تأخير زواجه إلى حين شفائه فرفض المريض ،فحينئذ يجب على المعالج إخبار أهل الزوجة منعاً لوقوع الضرر بها إذا تم الزواج .
ج - إذا كان هناك ضرر على المصلحة العامة..كأن تكون مهنة المريض سائقَ حافلة عامة،أو قائد طائرة ،وهو مصاب بمرض عصبي يفقده السيطرة على قواه كالصرع مثلا،فيجب على المعالج أن يمنعه من أداء مهنته هذه لوقوع الضرر بالآخرين،فإن لم يمتنع جاز للمعالج إخبار الجهات المعنية لمنعه .
7- حُسْنُ الخلق :
يتعامل الحجام مع الناس بشكل مستمر،وغالب هؤلاء الناس هم مرضى يحتاجون إلى الرعاية واللطف ،فيجب على الحجام أن يكون معهم كريماً شفوقاً،حسن العشرة،طيب الكلام،مشاركاً لهم مصائبهم،ومواسياً لهم،ومعبراً لمرضاه عن تمنياته الصادقة بالشفاء العاجل،والمعافاة الكاملة .
في الصحيحين عن عبد الله بن عمرو بن العاص -رضي الله عنهما-قال: لم يكن رسول الله r فاحشاً،ولا متفحشاً،وكان يقول: (( إنَّ من خياركم أحسنكم أخلاقاً )) .
24
وعن أبي هريرة –رضي الله عنه- قال: سُئل رسول الله r عن أكثر ما يدخل الناس الجنة ؟فقال: (( تقوى الله وحسنُ الخلق )).وسئـل عن أكثر ما يدخل الناس النار؟فقال: (( الفمُ والفَرْجُ )) . حديث حسن . أخرجه أحمد، والبخاري في الأدب المفرد،والترمذي،وابن ماجة.
وعنــد الطـبراني وابن حبان في صحيـحه عـن أسـامة بن شريك -رضي الله عنه-قال:كنّا جلوساً عند النبي r كأنَّما على رؤوسنا الطير،ما يتكـلم منا متكلم،إذ جاء أُناسٌ فقالوا :من أحبُّ عباد الله إلى الله تعالى ؟قال: (( أحسنهم خُلقاً )) حديث صحيح.انظر: صحيح الترغيب: (3/10 ) .
8- التواضع :
لابدَّ للحجام أن يكون متواضعاً،يقبل الحق أينما وجده،فيقبل مشورة غيره من الحجامينَ،طالباً قدر استطاعته الاستفادة منهم في سبيل علاج مــرضاه.قـال الله عز وجل وعبــاد الرحمن الذين يمشون على الأرض هـوناً( سورة الفرقان،آية:63.
وعن أبي هريرة –رضي الله عنه – أنَّ رسول الله قال (ما نقص مالٌ من صدقة،وما زاد الله عبداً بعفوٍ إلا عزَّاً،وما تواضع أحدٌ لله إلا رفعه الله))رواه مسلم .
وثبت في مسند الإمام أحمد،والبخاري في الأدب المفرد ،والحاكم في المستدرك،عن ابن عمر –رضي الله عنهما-قال: سمعت رسول الله يقول:
(( من تعظَّم في نفسه أو اختال في مشيته،لقي الله عزَّ وجل وهو عليه غضبان )) .

9- التعليم :
يجب أن يكون الحجام مستعداً دائماً لتعليم إخوانه الجدد في صناعة الحجامة،والذين لا تزال معارفهم قاصرة،وتنقصهم الدُّرْبَةُ والخبرةُ في هذه الصناعة التي تصدوا لتعلمها،والعلاج بها .
أخرج البخاري ومسلم عن أنس –رضي الله عنه- عن النبي قال:
(( لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه )) .
وفي صحيح مسلم عن جابر بن عبد الله –رضي الله عنه- عن النبي r قال:
(( من استطاع منكم أن ينفع أخاه فليفعل )) .
10- التأصيل الشرعي،أو التفقه في الدين :
يجب على الحجام المسلم أن يعرف الأمور الشرعية المتعلقة بصناعة الحجامة التي تصدى للعلاج بها،حتى لا يقع في محذور يخالف شريعة الإسلام،فإنَّ للحجامة بعضاً من الأحكام الشرعية الخاصة بها.
وقد عرفت – أيها الحجام – شيئاً منها قبلُ،وسأذكر بعضاً منها – بمشيئة الله- عند الحديث عن الأحكام الفقهية المتعلقة بالحجامة .
عن معاوية –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله (( مـن يرد الله به خيراً يفقه في الدين )) متفق عليه .
11- تفريجُ كُرَبِ المريض،وتقديم المساعدة لكلِّ محتاج :
من واجب الأخوة الإسلامية:أن يدفع المسلم عن أخيه الضرر قدر استطاعته،وأن يقوم بمساعدته في أي وقت وحين،والحجام المسلم منــدرجٌ في
26
عموم هذا الواجب، فعليه مساعدة الناس قدر استطاعته،وعلاجهم في أي وقت كان .
في الصحيحين عن ابن عمر-رضي الله عنهما- أن رسول الله قال:
(( المسلم أخو المسلم،لا يظلمه،ولا يُسْلِمُهُ،من كان في حاجـة أخيه كان الله في حاجته، ومن فرج عن مسلم كربةً فرج الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، ومن ستر مسلماً ستره الله يوم القيامة )) .
12- التلطف بالمريض،والرفق به،والحِلم في استجوابه عند علاجه :
على الحجام أن يكون رفيقاً متلطفاً في تعامله مع مريضه،مراعياً مستوى المريض النفسي والثقافي،مخاطبا إيَّاه على قدر عقله.
وأن يستمع الحجام للمريض باهتمام إلى شكواه .
عن عائشة-رضي الله عنها- قالت:قال رسول الله : ((إنَّ الرفق لا يكون في شيءٍ إلاّ زَانَهُ،ولا يُنـزَعُ من شيءٍ إلا شَانَهُ )) رواه مسلم .
وعن ابن عباس-رضي الله عنمها-قال: قال رسول الله للأشجِّ: (( إنَّ فيك خصلتين يحبهما الله ورسوله: الحِلْمُ والأناةُ )) رواه مسلم .
ثم يدعو الحجام للمريض بالشفاء والعافية.
أخرج البخاري في صحيحه عن عائشة -رضي الله عنها -أن رسول الله كان إذا أتى مريضاً أو أُتيَ به،قال: ((أذهب الباس،اشف وأنت الشافي،لا يغادر سقماً)) .
27
وفي الصحيحين عنها-رضي الله عنها-:أن النبي كان يعود بعض أهله يمسح بيده اليمنى ويقول: (( اللهم رب الناس، أذهب الباس،اشف أنت الشافي لا شفاء إلاّ شفاؤك،شفاءً لا يغادر سقماً )) .
وعن ابن عباس-رضي الله عنهما-أنَّ النبي r دخل على أعرابي يعودُه،وكان إذا دخل على من يعوده قال: (( لا بأس،طهورٌ إن شاء الله )) رواه البخاري .
وفي صحيح مسلم عن سعد بن أبي وقاص-رضي الله عنه-قال:عادني رسول الله فقال: (( اللهم اشف سعداً،اللهم اشف سعداً،اللهم اشف سعداً )) .

ثم يُذَكِّرُ المريضَ بالأدعية المأثورة الصحيحة التي تقال عند المرض(1) موصياً له بالتوبة والاستغفار،لما في ذلك من توثيق صلة المريض بربه،وزيادة اعتماده عليه سبحانه جلَّ وعلا،فهو المفرج للكروب،والمعافي للأمراض،والرافع للبلاء،لا ربَّ سواه ولا إله غيره .
قال سبحانه:أمَّن يجيب المضـطر إذا دعـاه ويكشفُ السـوء ويجعلُكم خُلفاءَ الأرض أءلـه مع الله قليلاً ما تذكرون ( سورة النمل،آية:62

منقول
    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة