عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 22-10-2012, 07:38 AM   #2
معلومات العضو
ابن حزم
إشراقة إدارة متجددة
 
الصورة الرمزية ابن حزم
 

 

افتراضي الاستنساخ الإلهي والنسخة الإنسانية


أو نستطيع أن نقول أنها نسخة طبق الأصل من مادة النفس، فكان بهذا استنساخ إلهي من صورة نفس كل إنسان، فنحن لدينا الدليل الشرعي الصحيح الصريح علي أن الذرية الشاهدة علي أنفسها بأن الله تعالي ربها وخالقها هي ليست الأرواح، وهي بالعقل والمنطق ليست الأجساد لأن الأجساد لم تخلق بعد في هذا الوقت فلم يتبقي إلا صحة قولنا من أنها نسخة إلهية من صورة نفس كل إنسان، وإذا تمكن الإنسان العالم أن يستنسخ من خلية واحدة كائن متكامل بناء علي شريطه الوراثي فرب الإنسان والذي علم الإنسان ما لم يعلم أقدر علي أن يخلق نسخة لكل فرد من تلك البشرية مهولة الأعداد التي كانت وهي كائنة وستكون إلي يوم القيامة، وهي التي كلها الآن موجودة بالفعل عن يمين آدم وشماله في السماء الأولي. هذا الدليل هو الحديث النبوي الشريف الذي قال فيه رسول الله صلي الله عليه وسلم في رواية الإسراء والمعراج: ثم أخذ بيدي فعرج بي إلى السماء الدنيا، قال جبريل لخازن السماء: افتح. قال: من هذا؟. قال: جبريل. قال: هل معك أحد؟. قال: نعم معي محمد صلى الله عليه وسلم. فقال:أرسل إليه؟ قال: نعم. فلما فتح علونا السماء الدنيا إذا رجل قاعد على يمينه أسودة (أسودة معناها جمع غفير كثيف) وعلى يساره أسودة. إذا نظر قبل يمينه ضحك، وإذا نظر قبل شماله بكى. فقال: مرحبا بالنبي الصالح والابن الصالح. قلت لجبريل:من هذا؟ قال: هذا آدم، وهذه الأسودة عن يمينه وعن شماله نسم بنيه، فأهل اليمين منهم أهل الجنة، والأسودة عن شماله أهل النار، فإذا نظر عن يمينه ضحك وإذا نظر قبل شماله بكى.. الحديث.. (متفق عليه من رواية أبي ذر وصححه الألباني) ومن هذه الرواية فهمنا أن الذين عن يمين آدم هم أهل الجنة، والذين عن شماله هم أهل النار ولايجوز بحال أن تكون هذه النسم هي الأرواح! لأنهم في السماء الأولي وأرواح الكفار لا تفتح لهم أبواب السماء بدليل قوله تعالي: {إِنَّ الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا وَاسْتَكْبَرُواْ عَنْهَا لاَ تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاء**الأعراف40. فدل بصريح هذه الآية أن السماوات لا تفتح أبوابها لمن كفر لا بنفوسهم التي هي روح وجسد، ولا بأرواحهم بعد الموت، كذلك بدليل قوله صلي الله عليه وسلم عند موت الكافر: فيصعدون بها (أي تصعد الملائكة بروح الكافر) فلا يمرون بها على ملأ من الملائكة إلا قالوا: ما هذا الروح الخبيث؟ فيقولون: فلان بن فلان -بأقبح أسمائه التي كان يسمى بها في الدنيا- فيستفتح له فلا يفتح له ثم قرأ: {لا تفتح لهم أبواب السماء** فيقول الله عز وجل اكتبوا كتابه في سجين في الأرض السفلى.. الحديث. (خرجه السيوطي عن البراء وصححه الألباني) فدل هذا دلالة صريحة أن الذين عن شمال آدم عليه السلام ليسوا بأرواح الكفار الممنوعة من دخول أبواب السماء، وبالطبع هي ليست الأجساد المدفونة تحت التراب، فدل هذا علي صحة قولنا من أن الذين تم إشهادهم علي أنفسهم بربوبية ووحدانية ربهم، وأن الذين عن يمين آدم وعن شماله هم نسخ كربونية مستنسخة إلهياً من نفوس بني آدم فأنت لك نسخة وأنا كذلك ولكل إنسان في تلك البشرية له نسخة طبق الأصل إما عن يمين آدم وهم أهل الجنة، وإما عن شمال آدم وهم أهل النار، الأولون هم أهل اليمين اللهم اجعلنا منهم، والآخرون هم أهل الشمال اللهم لا تجعلنا منهم طرفة عين والله تعالي أعلي وأعلم.
    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة