هده بعض البدع التي نبه عليها الشيخ العلامة محمد بن صالح العثيمين منقولة من كتابه فقه العبادات :
قال رحمه الله :
و أما ما يفعله بعض الناس من التمسح بجدران الحجرة، أو التبرك بها، أو ما شابه دلك، فكله من البدع، و أشد من دلك و أنكر و أعظم أن يدعو النبي صلى الله عليه و سلم لتفريج الكربات و حصول المرغوبات، فإن هدا شرك أكبر مخرج عن الملة، و النبي عليه الصلاة و السلام لا يملك لنفسه نفعا و لا ضرا، و لا يملك لغيره كدلك نفعا و لا ضرا، و لا يعلم الغيب و هو صلى الله عليه و سلم قد مات كما يموت غيره من بني آدم، فهو بشر يحيا كما يحيون و يموت كما يموتون، و ليس له من تدبير الكون شيء أبدا.
قال الله تعالى- أي : للرسول صلى الله عليه و سلم : (( قُلْ إِنِّي لَا أَمْلِكُ لَكُمْ ضَرّاً وَلَا رَشَداً (21) قُلْ إِنِّي لَن يُجِيرَنِي مِنَ اللَّهِ أَحَدٌ وَلَنْ أَجِدَ مِن دُونِهِ مُلْتَحَداً (22)
و قال الله تعالى له : (قل لا أملك لنفسي نفعا و لا ضرا..) (الأعراف : 188)
و قال الله تعالى : (قل لا أقول لكم عندي خزائن الله و لا أعلم الغيب و لا أقول لكم إني ملك إن أتبع إلا ما يوحى إليٌّ) (الأنعام :50).
فالرسول صلى الله عليه و سلم بشر محتاج إلى الله عز و جل، و ليس به غنى عنه طرفة عين، و لايملك أن يجلب نفعا لأحد أو يدفع ضررا عن أحد، بل هو عبد مربوب مكلف كما يكلف بنو آدم، و إنما يمتاز بما منٌّ الله به عليه من الرسالة التي لم تكن لأحد قبله و لن تكون لأحد بعده، و هي الرسالة العظمى التي بعث بها إلى سائر الناس إلى يوم القيامة.