عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 19-10-2008, 05:10 AM   #1
معلومات العضو
الانصار

Icon37 الحث على حب الرسل والصالحين

بسم الله الرحمن الرحيم


الحث على حب الرسل والصالحين
وعن أبي موسى الأشعري - رضي الله تعالى عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المرء مع من أحب متفق عليه.




الله أكبر، عن أبي موسى - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: المرء مع من أحب هذا يتناول أن من يحب الصالحين يكون معهم ومن يحب الأشرار يكون معهم، الله تعالى يقول: وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ كل يكون مع شكله كل يقرن بشكله يوم القيامة زوجت يعني: قرنت، وإذا النفوس قرنت قرن الأشكال بعضهم ببعض فَكُبْكِبُوا فِيهَا هُمْ وَالْغَاوُونَ قال سبحانه وتعالى في التائبين : إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَاعْتَصَمُوا بِاللَّهِ وَأَخْلَصُوا دِينَهُمْ لِلَّهِ فَأُولَئِكَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ وَسَوْفَ يُؤْتِ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ أَجْرًا عَظِيمًا .

المرء مع من أحب كلمة جامعة في هذا أبلغ - يعني - ترغيب وترهيب أبلغ - يعني - حث على محبة الأخيار محبة الأنبياء والصالحين والمؤمنين وفيه التحذير من محبة الأشرار محبة الكفار محبة الفجار محبة الفساق المرء مع من أحب انظر لنفسك - يعني - تأمل في هواك وميولاتك، من تحب ؟ فإذا كنت تحب الصالحين وتألفهم وتصحبهم فاحمد الله على هذه النعمة واستبشر بخير، وإذا كنت تحب الأشرار والفساق وأصحاب الأخلاق السيئة فاتهم نفسك وسل ربك العافية سل ربك أن يخلصك، وهذا لا بد مثل هذا الحديث وغيره وغيره لا بد أن يرد إلى النصوص، النصوص يبين يفسر بعضها بعضا - يعني - بمجرد محبة الصالحين بدون أي أسباب أخرى هذا لا يكفي.

هل يكفي من الدين أنك تحب الصالحين وبس ؛ بل محبة الصالحين تقتضي فعل أفعالهم - يعني - القدوة بهم اقتفاء آثارهم التخلق بأخلاقهم، أما محبة الصالحين وهم في طريق وأنت في طريق أنت تدعي، ادعى قوم محبة الله فامتحنوا بالآية قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ إذا مصداق محبة الصالحين هو العمل بأعمالهم والتخلق بأخلاقهم والاقتداء بهم والسير على آثارهم وهذا أمر معلوم فمن أحب قوما فهو معهم في الدنيا والآخرة لا بد، ولا يجتمع دعوى حب الصالحين مع السير في غير طريقهم، هذا لا يصير، هل يكون لكن قد تكون المحبة - يعني - ناقصة يحب الصالحين لكن المحبة ناقصة تجده - يعني - يحب الصالحين وفيه خير ولكن لنقصان هذه المحبة تجده - يعني - له - يعني - جوانب أعمال عنده جوانب تنافي ما يدعيه - أو ما -، تنافي ما عنده من حب للصالحين، وقد يكون الإنسان يبغض الفجار لكن ما هو البغض الكافي تجده وين كان يبغضهم لكنه يوافقهم في أشياء يوافقهم في أشياء هذا - يعني - يقتضي أن بغضه لهم ليس بدرجة.

المرء مع من أحب فيه ترغيب في حب الصالحين من عباد الله والتحذير من حب الفاسقين والكافرين فيه تحذير، وهذا الحديث الظاهر إنه جاء على سبب إنه إن رجلا قال: يا رسول الله متى الساعة ؟ قال: ما أعددت لها لا تسأل عن الساعة، ما ما الذي أعددت ، قال: حب الله ورسوله، قال: المرء مع من أحب المرء مع من أحب ففي هذا بشارة لمن يحب الله ورسوله ويحب الأنبياء أنه يكون معهم في الجنة ؛ ولكن لا بد - يعني - ممكن نقول إن هذا من أحاديث الوعد التي لا بد من ردها للنصوص الأخرى فمحبة الله ورسوله ومحبة الصالحين لا شك أنها عنوان خير عنوان خير وبشارة فليهنأ العبد الذي يجد في قلبه ذلك فليحمد الله وينبغي أن يسأل الإنسان ربه أن يحبب إليه أن يسأل ربه أن يحببه إليه يقول اللهم إني أسألك حبك وحب من يحبك وحب كل عمل يقرب إلى حبك، يسأل الإنسان ربه لأن ما في القلب من الأحوال هو هبة من الله الأحوال الطيبة فيسأل الإنسان ربه أن يجعله كذلك، اللهم حبب والله تعالى يقول: وَلَكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ أُولَئِكَ هُمُ الرَّاشِدُونَ فمن الدعاء الحسن أن تقول: اللهم حبب إلي الإيمان وزينه في قلبي إلى آخره، اللهم حبب إلي من تحب من عبادك، اللهم إني أسألك حبك وحب من يحبك وحب كل عمل يقرب إلى حبك، اللهم استرنا.

والحمدلله رب العالمين


شرح الشيخ عبدالرحمن بن ناصر البراك
جامع شيخ الاسلام ابن تيمية
__________________




التعديل الأخير تم بواسطة ايمان نور ; 14-11-2008 الساعة 07:44 PM.
    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة