عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 09-11-2010, 06:39 PM   #10
معلومات العضو
أسامي عابرة
مساعد المدير العام
 
الصورة الرمزية أسامي عابرة
 

 

افتراضي


وفي المسألة الخامسة ومن باب مِنَ الشِّرْكِ الاسْتِعَاذّةُ بِغَيْرِ اللهِ
: أن كون الشيء يحصل به منفعة دنيوية من كفّ شرّ أو جلب نفع لا يدل على أنًّه ليس من الشرك :ومعنى كلامه: أنًّه قد يكون الشيء من الشرك ،ولو حصل لك فيه منفعة؛ فلا يلزم من حصول النفع أن ينتفي الشرك؛ فالإنسان قد ينتفع بما هو شرك. مثال ذلك:الجن؛فقد يعيذ ونك،وهذا شرك مع أنًّ فيه منفعة.

مثال آخر:قد يسجد إنسان لملك ،فيهبه أموالَا وقصورًا،وهذا شرك مع أنًّ فيه منفعة،ومن ذلك ما يحصل لغلاة المداحين لملوكهم لأجل العطاء؛فلا يخرجهم ذلك عن كونهم مشركين.

فكن كما شئت يا من لا نظير له ........ وكيف شئت فما خلق يدانيك.

وفي الحديث فائدة ،وهي:أن الشًّرع لا يبطل أمرًا من أمور الجاهلية إلا ذكر ما هو خير منه؛ففي الجاهلية كانوا يستعيذون بالجنّ، فأبدل بهذة الكلمات،وهي:أن يستعيذ بكلمات الله التامًّات من شرّما خلق.

وهذة الطريقة هي الطريقة السليمة التي ينبغي أن يكون عليها الدعية، أنَّه إذا سدّ عن الناس باب الشرّ؛ وجب عليه أن يفتح لهم باب الخير،ولا يقول:حرام ،ويسكت، بل يقول:هذا حرام ،وافعل كذا وكذا من المباح بدلًا عنه، وهذا له أمثله في القرآن والسنة.

فمن القرآن قوله تعالى (يَا يُّهَا الذِينِ ءَامَنُو اْلاِ تِقُولُوا رَعِنًا وَقُولُُوا ْانظُرنَا) البقرة 104 فلما نهاهم عن قوله (رَاعِنَا) ذكر لهم ما يقوم مقامه وهو (انظُرنَا).ومن السنة وقوله صلى الله عليه وسلم لمن نهاه عن بيع الصّاع من التمر الطّيب بالصاعين، بالثلاثة.(بع الجمع بالدراهم ،اشتر بالدراهم جنيبًا)فلما منعه من المحذور؛فتح له الباب السليم الذي لا محذور فيه.

ص166-167


القول المفيد على كتاب التوحيد لشيخ العثيمين رحمه الله تعالى

 

 

 

 


 

توقيع  أسامي عابرة
 

°°

سأزرعُ الحبَّ في بيداءَ قاحلةٍ
لربما جادَ بالسُقيا الذي عبَرا
مسافرٌ أنت و الآثارُ باقيةٌ
فاترك لعمرك ما تُحيي به الأثرَ .


اللهم أرزقني حسن الخاتمة و توفني وأنت راضٍ عني

°°
( )
°•°°•°
    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة