عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 27-05-2012, 04:12 PM   #2
معلومات العضو
أسامي عابرة
مساعد المدير العام
 
الصورة الرمزية أسامي عابرة
 

 

افتراضي



* أهلا و سهلا و حياكم الله بعد هذا الفاصل، كان حديثنا في هذا اليوم عن المشاكل الزوجية ، ماهي الأسباب المؤدية إلى الخصومات بين الزوجين التي بسببها تتكدر حياة كل من الزوج و الزوجة و تتنغص معيشتهما و لا يرتاحان في جلوس و لا في منام و لا في عبادة و لا في أي حال ، كنا ذكرنا من الأسباب المؤدية إلى المشاكل الزوجية أن بعض الأزو اج لا يقصد بإقامة الحياة الزوجية التقرب إلى الله عزوجل و إنما ينظر إلى ما سيأخذه من الطرف الآخر و ما سيدفعه إليه كأن الحياة الزوجية شيء من المقايضة و بالتالي لا يرتاح كل من الزوجين ، هكذا أيضا من أسباب المشاكل الزوجية عدم احسان اختيار كل من الزوجين للآخر، كذلك من أسباب المشاكل الزوجية عدم احتمال الأذي الحاصل من أحد الزوجين ، كذلك من أسباب المشاكل الكلام الرديء ، الكلمة السيئة التي لا تتناسب أن يقولها محب لحبيبه ، هكذا أيضا خروج المرأة و عدم مراعاتها لحق زوجها بحيث تخرج أوقاتا عديدة بدون استئذان من هذا الزوج و كذلك ، من أسباب المشاكل الزوجية ظن بعض الأزواج اغتناؤهم عن الزوج الآخر ، فيظن الزوج أنه غني عن الزوجة ، و تظن الزوجة أنها غنية عن الزوج فيحدث الشقاق و الخصام لأن كل واحد منهم يرى أنه غير محتاج للآخر ، بينما الصواب أن كل واحد منهما يكمل الآخر و يحتاج إليه و ينبغي به أن يراعي عاطفته لتكمل حياته.


-هكذا أيضا من أسباب المشاكل الزوجية التركيز على الأخطاء و تضخيم تلك الأخطاء و بالتالي تحدث الخصومات بين الزوجين ، ينبغي لكل من الزوج و الزوجة أن لا يكون نظره قاصرا ينظر إلى جزء واحد و جزء معين و يترك تلك الأجزاء الكثيرة المتعددة التي هي محاسن في الطرف الآخر ، « لا يفرك مؤمن مؤمنة إن سخط منها خلقا رضي منها آخر ».


- كذلك من أسباب المشاكل الزوجية تلك الوساوس و الشكوك التي يضعها الإنسان في ذهنه تجاه الطرف الآخر بمجرد احتمالات غير مستندة إلى دليل ، وجد مكالمة غيرمعروفة المصدر فبدأت الشكوك و الظنون الخاطئة الظالمة تحك في رأس كل واجد من الزوجين فنتج عن ذلك الخصام و الشقاق، هذه الغيرة المفرطة التي بدون سبب غير محمودة العواقب و لذلك كون الزوجين بينهما غيرة هذا معناه أن كل واحد من الزوجين يحب الزوج الآخر لكن عندما تزيد هذه الغيرة عن حدودها المعتادة و تبتدئ تصل إلى مواطن الشك و مواطن الريبة فحينئذ يقع أول طريق إلى المشاكل الزوجية.


- هكذا أيضا من أسباب المشاكل بين الزوجين أن يبدأ الزوج بالمقارنة بين زوجته و النساء الأخريات خصوصا في عصرنا هذا الذي وجد فيه مساهمة من الوسائل الاعلامية في عرض النساء بأبهى صورة و أجمل شكل مما يجعل بعض الأزواج يزهد في زوجته و هو وراء امرأة في حال كمال جمالها ، في حال بذلها من نفسها أعلى الأسباب التي تجعلها على أكمل الصور و نسي أن ينظر إلى بقية الحلقة التي في تلك المرأة ما أخلاقها ، ما صفتها ، ما طريقتها في حديثها ، ماهي أمانتها ، ماهي ديانتها ، هل يأمن لمثل هذه المرأة أن تكون زوجة له و حينئذ ينبغي به إذا قارن بين زوجته و بين النساء الأخريات أن لا يقارن فيس جزء واحد و يترك تلك الاجزاء الكثيرة التي عند امرأته مماهي صور مشرقة يسر بها ، ذهاب الانسان من بيته إلى عمله و هو مستقر الخاطر ’ آمن على ما في بيته هذا خير من امرأة جميلة لا يدري ماذا تفعل بعده.



- و كذلك من أسباب المشاكل الزوجية عدم قيام بعض الأزواج بالنفقة على زوجته أو النفقة على أبنائه و هذا من كبائر الآثام و هو نوع من الظلم و قد قال النبي صلى الله عليه و سلم « كفى بالمرء إثما أن يضيع من يقوت » ، من أسباب المشاكل الزوجية تبرم أحد الزوجين عند قيامه بالواجبات المنوطة به تجاه الزوج الآخر ، هو صحيح يقوم بالواجب و يؤديه لكنه يؤديه بتبرم و بتسخط أو يمن على الطرف الآخر لكونه فعل ما فعل من الواجب.


- كذلك من الأسباب المؤدية للمشاكل الزوجية إذا كان عند الزوج أكثر من زوجة ثم لم يعدل بينهن فإن هذا يؤدي إلى خصومات و شقاق بينه و بين زوجته

هذا شيء من الأسباب المؤدية إلى المشاكل الزوجية نريد أن نتباحث في طرق العلاج التي يحصل بها اسقرار البيت الزوجي و يحصل بها السكن بين الزوجين:


*فأول الوسائل: حسن اختيار الزوجين لبعضهما يقول النبي صلى الله عليهو سلم : « تنكح المرأة لمالها و لجمالهاو لحسبهاو لدينها فاظفر بذات الدين »، و يقول صلى الله عليه و سلم: « إذا أتاكم من ترضون دينه و خلقه فزوجوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض و فساد عريض ».


*هكذا أيضا من الأمور المؤدية إلى نفي المشاكل الزوجية أن لا يرغم أحد الزوجين على الزواج بالآخر ، إذا حصل الرضى التام بين الزوجين لزواجهما فإن هذا من أسباب تحصيل السعادة الزوجية


* كذلك من طرق العلاج المشاكل الزوجية صبر الزوجين على بعضهما ، و احتساب الأجر في ذلك عند الله عزوجل ، إذا كان هناك فترة ضيق و حرج عند أحد الزوجين ، يمر بالزوج ظروف معينة فتتغير أخلاقه قليلا ، لا ينبغي أن تزيد الزوجة على زوجها الحالة سوءا بسوء خلقها معه نتيجة كونه تغير ت أخلاقه ، و هكذا إذا مرت بالمرأة ظروف إما حيض ، إما حمل ، أما وحم و نحوذلك فلا ينبغي بالزوج أن يقابل تلك الأخلاق المتغيرة عند زوجته بأخلاق تماثلها فتحدث المشاكل الزوجية و تتفاقم.


*كذلك من طرق علاج المشاكل الزوجية الموازنة بين المحاسن و المساوئ لا يكون الانسان أعور العين يرى جانبا و يغفل جوانب أخرى ، و هكذا من أسباب نفي المشاكل الزوجية غض الزوجين أبصارهما عن النظر الآخرين ، فيقنع كل واحد منهم بالآخر و لا يصبح يقارن بين صاحبه و بين الآخرين.



*و من أسباب و من طرق دفع المشاكل الزوجية أن تكون المرأة قائمة بحقوق زوجها على أكمل الوجوه ، طائعة له وأن يكون الزوج أيضا قائما بحقوق الزوجية يبذلها بطيب نفس بدون تمنن و لا تبرم و لا تسخط و إنما يبذلها و هو مرتاح ، يتقرب بذلك لله جل و علا .


*هكذا أيضا من أسباب درء المشاكل الزوجية ، اختيار كل واحد منهما للأخلاق الفاضلة الطيبة عند التعامل مع الزوج الآخر .


* و كذلك من درء المشاكل الزوجية بقاء المرأة في بيت زوجها لا تخرج منه إلا بإذنه للحوائج التي لا بد لها منها ، و لا يحسن بالزوج إذا استأذنت زوجته للخروج غلى أمر تحتاج إليه أن يمنعها ، و إنما يتقرب لله عزوجل بالتعاون معها في الإذن لها.


* هناك طرق شرعية جاءت الشريعة في علاج المشاكل الزوجية : ﴿ و اللاتي تخافون نشوزهن فعظوهن و اهجروهن في المضاجع و اضربوهن ﴾ ثم في الآية التي بعدها: "فإن خفتم شقاق بينهما فابعثوا حكما من أهله و حكما من أهلها إ، يريد اصلاحا يوفق الله بينهما ﴾، ثم في الآية الأخرى : ﴿ و إن امراة خافت من بعلها نشوزا أو اعراضا فلا جناح عليهما أن يصلحا بينهما صلحا و الصلح خير ﴾.


* إذن شريعتنا شريعة كاملة واضحة حاولت أن تقوم الأسرة و أن تجعلها على أكمل وجوهها لتكون أسرة هانئة سعيدة و من هنا فينبغي بنا أن نتدارس سيرة النبي صلى الله عليه و سلم و كيفية تعامله مع زوجاته رضي الله عنهن لتكون بيوتنا على أكمل الوجوه نقاء و صفاء و محبة و سعادة ، أسأل الله جل و لعا وأن يسعدكم في حياتكم و أن يجعلكم أزواجا هانئين ، هذا و الله أعلم و صلى الله لعى نبينا محمد و على آله و صحبه أجمعين.
منقول

 

 

 

 


 

توقيع  أسامي عابرة
 

°°

سأزرعُ الحبَّ في بيداءَ قاحلةٍ
لربما جادَ بالسُقيا الذي عبَرا
مسافرٌ أنت و الآثارُ باقيةٌ
فاترك لعمرك ما تُحيي به الأثرَ .


اللهم أرزقني حسن الخاتمة و توفني وأنت راضٍ عني

°°
( )
°•°°•°
    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة