عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 14-08-2006, 10:33 PM   #1
معلومات العضو
علي سليم
اشراقة اشراف متجددة

افتراضي حُرِّرَ جَنُوبَ لُبْنَان فلنُحَرِّر نُفُوسَنَا للرَّحْمَن

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحد لا شريك له، وأشهد آن محمدا عبده ورسوله.
** يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ **
** يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَتَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا{
** يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا(70)يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا{

أما بعد، فإن أصدق الحديث كتاب الله، وأحسن الهدي هدي محمد، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.
اما بعد: وضعت الحرب اوزارها و كثُر زوّارها و انصارها فمن مديح القوم الى قديحه و من مستقلّ و آخر مستكثر....
فمع بدّوِ شرارة الطلقة الاولى اخذنا جانبا شرعيّا و ادلينا بدلونا فكان ان لبنان هو جزء من اربعة اجزاء تحت مسمّى (الشام) و كانت تحت امرة معاوية بن سفيان رضي الله عنه...
و جاء السيّد بنص قول النبي صلى الله عليه و سلم و عسى الله و نبيّه محققة التعجيل او التأجيل (عسى الله ان يصلح بابني هذا بين طائفتين عظيمتين...) الحديث
و منذ ذلك الحين نشأ بما يُعرف شيعة و سنّة و لولا الاولى لما كانت الاخرى و لولا الاسلام ما كان الكفر و كذلك الحسنة و السيئة و السنة و البدعة و الجنة و النار.....
و كان وطيس المعركة يتأجج في وضح النهار بينما السمر يكون ليلا...يتقاتلون نهارا و يتسامرون ليلا...اخوة لم يُعرف لها مثيلا في الامم السابقة و لذا كان قول الباري فيصلا ( و ان طائفتنان من المؤمنين اقتتلوا فاصلحوا بينمها فان بغت احداهما على الاخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء الى امر الله فان فاءت فاصلحوا بينهما بالعدل واقسطوا ان الله يحب المقسطين)
طائفتان...مؤمنتان...و هنا اشارة لذوي القلوب العاقلة.....
و جلّ الخلاف الناشئ يومها هو القصاص او الانتظار خلاف عمليّ ليس عقائديّ , الغاية منه نصرة النبيّ صلى الله عليه و سلم و اتباعه.....

و قبلها قُتل الحسين رضي الله عنه بسيف مهراق و كان الميزان ذا اجنحة اربعة:
فمن قاتله خاب و خسر قولا واحد و من نصره و انتصر له فاز و ربح قولا واحدا و هذا في حياته و عند مماته
و الاخرى تمتدّ جذورها الى يوم القيامة فمن رضي كان شريك من قاتل و من سخط اشترك مع من ناصر و هذا اربعة اقوال لا خامس لها.....
و مضت تلك القرون الفاضلة و الخيرية لقوله صلى الله عليه و سلم (خير الناس قرني ثم الذين يونهم ثم الذين يلونهم...) الحديث
ذهبت الخيرية بذهاب اصحابها و نشأ جيل و انتسب الى ابيه بيد الاصل شيئ و الفرع شيئ آخر....
وبات الميزان بكفتين ظالمتين ليُصبح على النحو التالي:
من كان من نسل علي و الحسن و الحيسن رضي الله عنهم و ارضاهم في كفّة و ما عدا هؤلاء في كفّة اخرى.....
و تعاقب الليل و النهار و معادلة الله تعالى ثابة لا تتبدّل و لا تتغيّر مهما تغيّر الاشخاص و كيفما استدرار الزمان و حلّ المكان....(و لا تزر وازرة وزر أخرى)
و صادف مقتل الحسين رضي الله عنه في يوم أُمرنا بصومه شُكرا و حمدا على نجاة موسى من فرعون و جنده...
و جاءت فرضية رمضان فرفعت عن صيام عاشوراء وجوبه و ظلّت سنّية صيامه للاصل....للشكر.....لنجاة موسى, و الا لترك الناس صيام يوما الاثنين و الخميس لتصادفهما ما حرّم الله تعالى من قتل و تدمير....
و كان الناس حول عاشوراء بين منصف و ظالم, بين متّبع و مبتدع,,,,
بينما طائفة تصومه شكرا و حمدا و اخرى تشقّ الجيوب و تلطم الخدود و تعلن ابا بكر و الفاروق....
وما ضرّ نوحا كُفر ابنه انه ليس من اهله...انه عمل غير صالح...
و ما ضرّ ابراهيم كُفرآزر انه ليس من اهل...انه عمل غير صالح..
و ما ضرّ لوطا كُفر زوجه انها ليست من اهله ...انها عمل غير صالح...
و ما ضرّ آسية كُفر فرعون انه ليس من اهلها... انه عمل غير صالح..
و ما ضرّ كُفر ابي طالب محمدا انه ليس من اهله...انه عمل غير صالح...
من فقه هذا كان له سلّما اوصله الى برّ الامن و الامان حيث لا خوف عليه و لا هو ممن يحزنون....
ثم كانت لبنان جزء مصغّر عن بلد الشام الام فالاحتلال الفرنسيّ اعمل يمينه للحيلولة دون يقظة ناشئة القوم و اخذ بتقطيع الاوصال و تجزييء المجزء فكان ما كان.....
و اُلقيت مناشير هنا ثم هناك تحُث ساكني الديار على التخلّي عن عقيدتهم و معتقدهم فصادفت آذانا صاغيا و قلوبا غُلفا عن الحق....
و بات لبنان مزرعة الاخرين و بعل حثالة العالمين بتلك الافكار و الاوراد و انفصلت العاصمة بيروت عن شقيقتها القاصمة طرابلس فقصموا ظهر الاخيرة و كانت ميدانا للتُهم و لتوجيهات الضربات القاسية دون ناشئة العلم و اهله....
فالمسلم السنيّ اللبنانيّ يُحارب بأثقل العتاد فلا غرابة ان ترى طائرة تحلّق لتُرسل صاروخا عربيّا لكسر جمجمة حوت على قال الله و قال رسوله صلى الله عليه و سلم.
و غصّت تلك السّجون صونا لجلّاديها...فكانت اشهى انواع التعذيب و الّذّه تُوزّع على مدار الساعة و الدنيا ساعة...
و هنيئا وقتها للاعلام القانع تحت سيوف المقاتلين بمسمّى العروبة...و الاّ لكانت قانا طرابلس قبل قانا الجنوب!!!!
فرأينا أطفال الجنوب حصدتهم آلة حربية صيهونية فابادتهم عن بكرة ابيهم و بقي الخبر و المُخْبِر بينما اطفال الشمال لا خبر و لا مخبر!!!
نساء بُقِرت بطونها و مُثّلَ باعضائها بسلاح عربي!!! فايهما يستحق بمسمّى قانا!!!
و لا فرق بين طفل جنوبي و آخر شماليّ فالذراري في الجنة باذن الله تعالى...و لا فرق بين مسلم جنوبي و آخر شمالي الا لما يحمله بين قضبان صدره و الناس على نيّاتهم و ليس العلم كالجاهل و ليس من ظنّ بالله خيرا كمن ظنّ به شرا....

ذرفت عيون الجماد و انقطت انفاس النبات و بقيت الذكرى خالدة لا تمحوها سوط الجلاد و لا قذف البارجات.....
فدوّن التاريخ جُرم بني اسرائيل عليه السلام و هو منهم براء....كما دوّن التاريخ جُرم بني العروبة و عبدة الاوثان و كلاهما مجرم يستحق العقوبة و النكال....
بيد سجّان من ينتمي الى العروبة اشدّ وجعا لما يحدثه من نزيف جسدي و آخر نفسيّ, و هذا كمثل ولد عاق بر الوالدين فصفع وجه والده بيمينه فهي ليست كيد غريبة و بعيدة عن صلة الارحام!!!
كلاهما صفع و لكن اولاهما اشدّ و انكى لقربها اصلا و نسلا.....

جاء العدوّ الشّرس و نظر الى احد الجُزر فرأى غمض جفن فعاود النظر فرأى ابتسامة الرضى و كرّر النظر الى بقية الجزر فكانت عين كليلة تبدي المساويا!!!!
اين هي المعادلة!!! ما ذنب النسوة و صغار السّن!!!ما ذنب الشجر و الحجر!!!ما ذنب الشيخ و القسّ!!!ما ذنب المسجد و الصومعة!!!
اهكذا كان غزيّ محمد صلى الله عليه و سلم!!! اهكذا كانت وصيته!!! .....(....لا تقتلوا وليدا و عجوزا و شيخا....و لاراهبا....و لا تقطعوا شجرة.....) الحديث
يا لها من معادلة بُنيت على اصل ما احوجه الى اصل!!!!
جاءت الحرب بخيرها و شرها و المؤمن الفطن يقف عند الخير منها فيجنيه و عند الشرّ منها فيتقيه....
فغالب كوافّ الناس نظر بعين الدّجّال و عينه طافية مكتوب بين جنينه ك,ف,ر, يقرؤها كل مؤمن.....
فرأى الشرّ و اخذ يلوح برمح الويل و سيف الثبور....و وجّه الزناد نحو بني صهيون فاثقل فيهم الجراح و ضغط على فوهة سلاحه نحو من وقف محايدا.....
فكان العمل خير...حيث لم يقتل غير كافر ملحد...و ما زالت يده على الفوهة للحيلولة دون وقوع ما يسمّى الحرب الطائفية....
و نحن رأينا جانب الخير محاذيا لجانب الشرّ و لولا اتّحاد السوفياتي لما كانت الشيشان!!! و لولا يوغسلافيا لما كانت البوسنة و الهرسك!!!و لولا الحرب لما كان الاسلام بمعنى رجوع اهله اليه.....

رأينا امّ المعاصي تنتشر كانتشار الجراد فترقّبنا تسونامي تعمّ الجميع و تأخذ بثأر الله رب العلمين....
فكانت رحمة الله فوق هذا كله فأتت الحرب على غير حسبان اهل الحساب فكانت خاصة ليعتبر العامة فهل من معتبر!!!!
و هل شهداء احد في قعر الوادي هم من عصى اوامر الله تعالى و رسوله!!!فاين هم من رماة الجبل!!!فنجّي الرماة و قُتل الغزاة!!!!
فكانت الحرب على شيعة لبنان و بعض مناطق السنة هناك و نُُثَرُ في الشمال.....
فاصطفى الله الشهداء و ترك البقية لتعتبر و تتذكر غابر الازمان.....
و الشهيد يقاس بايمانه و نوع قتاله و نية استشهاده فكن على هذا من دراية....

جاءت الحرب على اثر معاصي العباد و اعتكاف العبّاد فالاول سيّدا حرا و الاخر في حجرة يصلي الفرض و النفل....
مرّ صيفنا بقليل من المعاصي و بكثير من الطاعات فلذلك فرحنا و مرحنا و ليكن صيفنا الاتي هكذا ان لم يعتبر المعاهدين اما صيف محكوم بشرع و الا حربا ضروس......

مرت الايام تلو الايام و بانت الحقائق و زالت الاوهام, ظهر للعالم اجمع ان من يقاتل من وراء جدر و خلف الحصون المحصنة ما هم الا سنّور بلبوس الاسد.....

انتهت الحرب و تبادلت الاراء....و تعالت الاهواء....فَفَرِح المجاهدون و غَضب القاعدون و ما جهاد المفرحون الا عن عقيدة و دفاع...و ما غضب الغاضبون الا هو جهاد مشروع لولا الغضب.....
قال تعالى ( الم , غلبت الروم, في أدنى الارض و هم من بعد غلبهم سيغلبون) ( في بضع سنين لله الامر من قبل و من بعد و يومئذ يفرح المؤمنون)( بنصر الله ينصر من يشاء و هو العزيز الرحيم)
و هذا للروم....فلا بدّ من الفرح قياسا على الروم و الفرح منوط و مشروط......
هذا ما وسعني كتابته على عجل سائلا المولى العفو و المغفرة.....

    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة