الموضوع: التقليد الأعمى
عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 30-11-2016, 09:54 PM   #1
معلومات العضو
رشيد التلمساني
مراقب عام و مشرف الساحات الإسلامية

افتراضي التقليد الأعمى

الحمد لله الذي أكمل لنا الدين و أتم علينا النعمة و رضي لنا الإسلام دينا ، و الصلاة و السلام على سيدنا و إمامنا و قدوتنا و حبيبنا محمد و على آله الطاهرين و صحابته أجمعين و على من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين .
إن الشباب المسلم قد انبهر بالحضارة و الثقافة الغربية ، فنجد اليوم الكثير من شباب و فتيات الأمة العربية و الإسلامية قد تحللوا من أخلاقهم و تخلوا عن عاداتهم و تقاليدهم التي هي أصل و منبع الإسلام و راحوا يلهثون وراء تقليد الغرب فى عادات و تقاليد غريبة و مختلفة عن التقاليد الإسلامية و العربية . فترى و يا للأسف مظاهر يندى لها الجبين و يقشعر لها البدن ، ترى شبابا يضعون في آذانهم الأقراط و يلبسون سراويل منخفضة حتى ترى ملابسهم الداخلية و يقصون شعرهم قصات غريبة و يقومون بصبغه بأنواع من الصبغات ، و إلى غير ذلك من المظاهر المؤسفة ، أما الفتيات فقد انتشرت بينهن موضة لبس السراويل الضيقة و الملابس الخليعة . و كل هذا بحجة الحرية الشخصية و مسايرة الموضة و كذلك بحجة التحرر من القيود و التقاليد البالية التي أصبحت لا تتماشى مع العولمة و التقدم و الحضارة حسب رأيهم ، و قد نسوا أو تناسوا أن الثقافة الإسلامية و العربية لا تمنع الحرية الشخصية ، و لكن هذه الحرية لها حدود و ضوابط حتى لا تنفلت الأمور ، و نسوا أو تناسوا أن الإسلام يحث على المعرفة و يشجع البحث العلمي و التطور .
و الله ، إن الناظر في واقعنا اليوم ليتأسف و يحزن و ينفطر قلبه من الحالة التي وصل إليها شباب و فتيات الأمة الإسلامية و العربية من تقليد أعمى و انبهار بالثقافة و الحضارة الغربية ، و هذا كله نابع من عدم معرفة شبابنا و فتياتنا لهويتهم و دينهم و ثقافتهم و تقاليدهم العربية و الإسلامية .
إن الهوية تعني الثوابت الدينية و الوطنية و الأخلاق السامية و القيم الاجتماعية ، و الإحساس بالهوية يعطي للفرد شعورا بالانتماء لهذه الأمة فيعمل جاهدا على رقيها الثقافي و الاجتماعي و الصناعي ، كما أن هذا الشعور بالانتماء يولد لدى الفرد مناعة ضد الأفكار الفاسدة و ضد الغزو الثقافي ، و هذا مما يشجعه على الحوار و النقاش مع مختلف الثقافات الأخرى و يتفاعل معها إيجابيا ، فيأخذ منها ما ينفعه و ما يتلاءم مع ثقافته و هويته و يترك ما يضره و ما يفسده .

 

 

 

 


 

توقيع  رشيد التلمساني
 لا حول و لا قوة إلا بالله

التعديل الأخير تم بواسطة رشيد التلمساني ; 02-12-2016 الساعة 12:24 AM.
    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة