الموضوع: سلسلة الكبائر
عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 23-05-2017, 07:26 AM   #3
معلومات العضو
سراج منير

افتراضي

الكبيرة العاشرة الزنا


و بعضه أكبر من بعض قال الله تعالى

ولا تقربوا الزنى إنه كان فاحشة وساء سبيلا و قال الله تعالى و الذين لا يدعون مع الله إلهاً آخر و لا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق و لا يزنون و من يفعل ذلك يلق أثاماً * يضاعف له العذاب يوم القيامة و يخلد فيه مهاناً * إلا من تاب

-قال العلماء هذا عذاب الزانية و الزاني في الدنيا إذا كانا عزبين غير متزوجين فإن كانا متزوجين أو قد تزوجا و لو مرة في العمر فإنهما يرجمان بالحجارة إلى أن يموتا كذلك ثبت في السنة عن النبي صلى الله عليه و



1- و ثبت عن رسول الله صلى الله عليه و سلم أنه قال لا يزني الزاني حين يزني و هو مؤمن و لا يسرق السارق حين يسرق و هو مؤمن ، و لا يشرب الخمر حين يشربها و هو مؤمن ، و لا ينتهب نهبة ذات شرف يرفع الناس إليه أبصارهم حين ينتهبها و هو مؤمن

2- و قال صلى الله عليه و سلم إذا زنى العبد خرج منه الإيمان فكان كاظلة على رأسه ثم إذا أقلع رجع إليه الإيمان

3-و قال صلى الله عليه و سلم ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة و لا ينظر إليهم و لا يزكيهم و لهم عذاب أليم ، شيخ زان و ملك كذاب و عائل مستكبر

4-و عن ابن مسعود رضي الله عنه قال قلت يا رسول الله ، أي الذنب أعظم عند الله تعالى ؟ قال أن تجعل لله نداً و هو خلقك فقلت إن ذلك لعظيم ، ثم أي ؟ قال أن تقتل ولدك خشية أن يطعم معك قلت ثم أي ؟ قال أن تزني بحليلة جارك ـ يعني زوجة جارك ـ فأنزل الله عز و جل تصديق ذلك و الذين لا يدعون مع الله إلهاً آخر و لا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق و لا يزنون و من يفعل ذلك يلق أثاماً * يضاعف له العذاب يوم القيامة و يخلد فيه مهاناً * إلا من تاب


فانظر رحمك الله كيف قرنا الزنا بزوجة الجار بالشرك بالله و قتل النفس التي حرم الله عز و جل إلا بالحق ، و هذا الحديث مخرج في الصحيحين


5-و في صحيح البخاري في حديث منام النبي صلى الله عليه و سلم الذي رواه سمرة بن جندب ، و فيه أنه صلى الله عليه و سلم جاءه جبريل و ميكائيل قال فانطلقنا فأتينا على مثل التنور أعلاه ضيق و أسفله واسع ، فيه لغط و أصوات قال فاطلعنا فيه فإذا رجال و نساء عراة ، فإذا هم يأتيهم لهب من أسفل منهم فإذا أتاهم ذلك اللهب ضوضوا ـ أي صاحوا من شدة حره ـ فقلت من هؤلاء يا جبريل ؟ قال هؤلاء الزناة و الزواني ـ يعني من الرجال و النساء فهذا عذابهم إلى يوم القيامة



- 6-و جاء عن النبي صلى الله عليه و سلم أن إبليس يبث جنوده في الأرض و يقول لهم أيكم أضل مسلماً ألبسته التاج على رأسه ، فأعظمهم فتنة أقربهم إليه منزلة فيجيء إليه أحدهم فيقول له لم أزل بفلان حتى طلق امرأته ، فيقول ما صنعت شيئاً سوف يتزوج غيرها ، ثم يجيء الآخر فيقول لم أزل بفلان حتى ألقيت بينه و بين أخيه العداوة ، فيقول ما صنعت شيئاً سوف يصالحه ، ثم يجيء الآخر فيقول لم أزل بفلان حتى زنى ، فيقول إبليس نعم فيدنيه منه و يضع التاج على رأسه ،


ومن السلسة الصحيحة للالبانى فى الزنا


106 - عن عبد الله ابن عمر قال : أقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال " يا معشر المهاجرين ! خمس إذا ابتليتم بهن و أعوذ بالله أن تدركوهن : لم تظهر الفاحشة في قوم قط حتى يعلنوا بها إلا فشا فيهم الطاعون و الأوجاع التي لم تكن مضت في أسلافهم الذين مضوا و لم ينقصوا المكيال و الميزان إلا أخذوا بالسنين و شدة المؤنة و جور السلطان عليهم و لم يمنعوا زكاة أموالهم إلا منعوا القطر من السماء و لولا البهائم لم يمطروا و لم ينقضوا عهد الله و عهد رسوله إلا سلط الله عليهم عدوا من غيرهم فأخذوا بعض ما في أيديهم و ما لم تحكم أئمتهم بكتاب الله و يتخيروا مما أنزل الله إلا جعل الله بأسهم بينهم " . الصحيحة" 1 / 167 :


( السنين ) جمع سنة أي جدب و قحط . ( يتخيروا ) أي يطلبوا الخير ، أي و ما لم يطلبوا الخير و السعادة مما أنزل الله .
و لبعض الحديث شاهد من حديث بريدة بن الحصيب مرفوعا بلفظ : " ما نقض قوم العهد قط إلا كان القتل بينهم ، و ما ظهرت فاحشة في قوم قط إلا سلط الله عز و جل عليهم الموت ، و لا منع قوم الزكاة إلا حبس الله عنهم القطر " الصحيحة" 1 / 169 :




و عن ابن عباس قال : " ما نقض قوم العهد إلا سلط الله عليهم عدوهم ، و لا فشت الفاحشة في قوم إلا أخذهم الله بالموت ، و ما طفف قوم الميزان إلا أخذهم الله بالسنين ، و ما منع قوم الزكاة إلا منعهم الله القطر من السماء ، و ما جار قوم في حكم إلا كان البأس بينهم - أظنه قال - و القتل " .: صحيح



370 عن أبي أمامة قال : " إن فتى شابا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله ائذن لي بالزنا ، فأقبل القوم عليه فزجروه و قالوا : مه مه ! فقال : ادنه ، فدنا منه قريبا قال : فجلس ، قال : أتحبه لأمك ؟ قال : لا والله جعلني الله فداءك ، قال : و لا الناس يحبونه لأمهاتهم ، قال : أفتحبه لابنتك ؟ قال : لا والله يا رسول الله جعلني الله فداءك ، قال : و لا الناس يحبونه لبناتهم ، قال : أفتحبه لأختك ؟ قال : لا والله جعلني الله فداءك ، قال : و لا الناس يحبونه لأخواتهم قال : أفتحبه لعمتك . قال : لا والله جعلني الله فداءك ، قال : و لا الناس يحبونه لعماتهم ، قال : أفتحبه لخالتك ؟ قال : لا والله جعلني الله فداءك ، قال : و لا الناس يحبونه لخالاتهم ، قال : فوضع يده عليه و قال : اللهم اغفر ذنبه و طهر قلبه و حصن فرجه . فلم يكن بعد ذلك الفتى يلتفت إلى شيء " . - الصحيحة" 1 / 645 :



509- عن أبا هريرة يقول : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إذا زنى العبد خرج منه الإيمان و كان كالظلة ، فإذا انقلع منها رجع إليه الإيمان " . الصحيحة" 2 / 22 :

2- وقال من رواية ابو هريرة عنة - " من وقاه الله شر ما بين لحييه و شر ما بين رجليه دخل الجنة " . الصحيحة" 2 / 22 :


الريح


672- عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ولد الزنا شر الثلاثة " . الصحيحة" 2 / 281 :
و تفسير سفيان المذكور قد روي مرفوعا من حديث عبد الله بن عباس ، و عائشة .
ومن رواية ابن عباس : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ولد الزنا شر الثلاثة ، إذا عمل بعمل أبويه




الالبانى و هذا التفسير ، و إن لم يثبت رفعه ، فالأخذ به لا مناص منه ، كي لا يتعارض الحديث مع النصوص القاطعة في الكتاب و السنة أن الإنسان لا يؤاخذ بجرم غيره . و راجع لهذا المعنى الحديث ( 1287 ) من الكتاب الآخر .


و قد روي الحديث عن عائشة رضي الله عنها على وجه آخر ، لو صح إسناده لكان قاطعا
للإشكال ، و رافعا للنزاع ، و هو ما روى عروة قال : " بلغ عائشة رضي الله عنها أن أبا هريرة يقول : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ولد الزنا شر الثلاثة . فقالت :


( يرحم الله أبا هريرة ) أساء سمعا ، فأساء إجابة لم يكن الحديث على هذا إنما كان رجل ( من المنافقين ) يؤذي رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : من يعذرني من فلان ؟ قيل يا رسول الله إنه مع ما به ولد زنا ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " هو شر الثلاثة " و الله عز وجل يقول : *( و لا تزر وازرة وزر أخرى )* " .


الالبانى " فبان لنا بحديث عائشة رضي الله عنها أن قول رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي ذكره عنه أبو هريرة : " ولد الزنا شر الثلاثة " إنما كان لإنسان بعينه كان منه من الأذى لرسول الله صلى الله عليه وسلم ما كان منه مما صار به كافرا شرا من أمه ، و من الزاني الذي كان حملها به منه . و الله تعالى نسأله التوفيق .


-2186 " ليس على ولد الزنا من وزر أبويه شيء *

( و لا تزر وازرة وزر أخرى الصحيحة " 5 / 318 :




الكبيرة الحادية عشرة اللواط

قد قص الله عز و جل علينا في كتابه العزيز قصة قوم لوط في غير موضع من ذلك قول الله تعالى-

فلما جاء أمرنا جعلنا عاليها سافلها و أمطرنا عليها حجارة من سجيل

أي من طين طبخ حتى صار كالآجر منضود أي يتلو بعضه بعضاً ، مسومة أي معلمة بعلامة تعرف بها بأنها ليست من حجارة أهل الدنيا ، عند ربك أي في خزانته التي لا يتصرف في شيء منها إلا بإذنه ، و ما هي من الظالمين ببعيد ما هي من ظالمي هذه الأمة إذا فعلوا فعلهم أن يحل بهم ما حل بأولئك من العذاب

-و قال عليه الصلاة السلام من وجدتموه يعمل عمل قوم لوط فاقتلوا الفاعل و المفعول به 1

-، قال ابن عباس رضي الله عنهما ينظر أعلى بناء في القرية فيلقى منه ثم يتبع بالحجارة كما فعل بقوم لوط

-و أجمع المسلمون على أن التلوط من الكبائر التي حرم الله تعالى أتأتون الذكران من العالمين * و تذرون ما خلق لكم ربكم من أزواجكم بل أنتم قوم عادون أي مجازون من الحلال إلى الحرام

و قال الله تعالى في آية أخرى مخبراً عن نبيه لوط عليه السلام



-و روي عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال عشر خصال من أعمال قوم لوط ـ تصفيف الشعر ، و حل الأزرار ، و رمي البندق ،و الحذف بالحصى ، و اللعب بالحمام الطيارة ، و الصفير بالأصابع ، و فرقعة الأكعب ، و إسبال الإزار ، و حل أزر الأقبية ، و إدمان شرب الخمر ، و إتيان الذكور ، و ستزيد عليها هذه الأمة مساحقة النساء النساء



و روي أن وفد عبد القيس لما قدموا على النبي صلى الله عليه و سلم كان فيهم أمرد حسن فأجلسه النبي صلى الله عليه و سلم خلف ظهره و قال إنما كانت فتنة داود عليه السلام من النظر و أنشدوا شعراً

كل الحوادث مبدؤها من النظر و معظم النار من مستصغر الشرر

و المرء ما دام ذا عين يقلبها في أعين الغير موقوف على الخطر

كم نظرة فعلت في قلب صاحبها فعل السهام بلا قوس و لا وتر

يسر ناظره ما ضر خاطره لا مرحباً بسرور عاد بالضرر

و كان يقال النظر بريد الزنا ، و في الحديث النظر سهم مسموم من سهام إبليس ، فمن تركه لله أورث الله قلبه حلاوة عبادة يجدها إلى يوم القيامة









الكبيرة الثانية عشرة : الربا

قال الله تعالى : يا أيها الذين آمنوا لا تأكلوا الربا أضعافاً مضاعفة و اتقوا الله لعلكم تفلحون ،

و قال الله تعالى : الذين يأكلون الربا لا يقومون إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس

أي لا يقومون من قبورهم يوم القيامة إلا كما يقوم الذي قد مسه الشيطان و صرعه ذلك أي ذلك الذي أصابهم بأنهم قالوا إنما البيع مثل الربا

أي حلالاً فاستحلوا ما حرم الله ، فإذا بعث الله الناس يوم القيامة خرجوا مسرعين إلا أكلة الربا فإنهم يقومون و يسقطون كما يقوم المصروع ، كلما قام صرع لأنهم لما أكلوا الربا الحرام في الدنيا أرباه الله في بطونهم حتى أثقلهم يوم القيامة ، فهم كلما أردوا النهوض سقطوا ، و يريدون الإسراع مع الناس فلا يقدرون

و قال قتادة : إن آكل الربا يبعث يوم القيامة مجنوناً ، و ذلك علم لأكلة الربا فهم به أهل الموقف

1- و عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : لما أسري بي مررت بقوم بطونهم بين أيديهم ، كل رجل منهم بطنه مثل البيت الضخم ، قد مالت بهم بطونهم منضدين على سابلة آل فرعون و آل فرعون يعرضون على النار غدواً و عشياً قال فيقبلون مثل الإبل المنهزمة لا يسمعون و لا يعقلون ، فإذا أحس بهم أصحاب تلك البطون قاموا فتميل بطونهم فلا يستطيعون أن يبرحوا حتى يغشاهم آل فرعون ، فيردونهم مقبلين و مدبرين فذلك عذابهم في البرزخ بين الدنيا و الآخرة قال صلى الله عليه و سلم : فقلت يا جبريل من هؤلاء ؟ قال : هؤلاء الذين يأكلون الربا لا يقومون إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس



و عن أنس قال : خطبنا رسول الله صلى الله عليه و سلم فذكر الربا و عظم شأنه فقال : الدرهم الذي يصيبه الرجل من الربا أشد من ست و ثلاثين زنية في الإسلام ، و عنه صلى الله عليه و سلم قال : الربا سبعون حوباً أهونها كوقع الرجل على أمه و في رواية أهونها كالذي ينكح أمه و الحوب : الإثم



فصل : عن ابن مسعود رضي الله عنه قال : إذا كان لك على رجل دين فأهدى لك شيئاً فلا تأخذه فإنه ربا و قال الحسن رحمه الله : إذا كان لك على رجل دين فما أكلت من بيته فهو سحت ، و قال ابن مسعود أيضاً : من شفع لرجل شفاعة فأهدى إليه هدية فهي سحت ، و تصديقه من قوله صلى الله عليه و سلم : من شفع لرجل شفاعة فأهدى له عليها فقبلها فقد أتى باباً عظيماً من أبواب الربا أخرجه أبو داود فنسأل الله العفو و العافية في الدين الدنيا و الآخرة

ومن السلسة الصحيحة للالبانى

1033- وفى الربا قال " درهم ربا يأكله الرجل - و هو يعلم - أشد عند الله من ستة و ثلاثين زنية " . الصحيحة " 3 / 29 :

1433- " أربى الربا شتم الأعراض " . الصحيحة " 3 / 418 :
و له شاهد من حديث البراء بن عازب و سعيد بن زيد مرفوعا بلفظ : " و إن أربى الربا استطالة الرجل في عرض أخيه " و زاد سعيد " بغير حق " . انظر الترغيب ( 3 / 296 - 297 ) .






الكبيرة الثالثة عشرة أكل مال اليتيم و ظلمه

قال الله تعالى إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلماً إنما يأكلون في بطونهم ناراً و سيصلون سعيراً ، و قال الله تعالى و لا تقربوا مال اليتيم إلا بالتي هي أحسن حتى يبلغ أشده

1-و عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال في المعراج فإذا أنا برجال و قد وكل بهم رجال يفكون لحالهم ، و آخرون يجيئون بالصخور من النار فيقذفونها بأفواههم و تخرج من أدبارهم فقلت يا جبريل من هن هؤلاء ؟ قال الذين يأكلون أموال اليتامى ظلماً إنما يأكلون في بطونهم ناراً رواه مسلم



-قال العلماء فكل ولي ليتيم إذا كان فقيراً فأكل من ماله بالمعروف بقدر قيامه عليه في مصالحه و تنمية ماله فلا بأس عليه ، و ما زاد على المعروف فسحت حرام لقول الله تعالى و من كان غنياً فليستعفف و من كان فقيراً فليأكل بالمعروف

-و في الأكل بالمعروف أربعة أقوال أحدهما أنه الأخذ على وجه القرض و الثاني الأكل بقدر الحاجة من غير إسراف ، و الثالث أنه أخذ بقدر إذا عمل لليتيم عملاً ، و الرابع أنه الأخذ عند الضرورة فإن أيسر قضاه و إن لم يوسر فهو في حل و هذه الأقوال ذكرها ابن الجوزي في تفسيره

2-و في البخاري أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال أنا و كافل اليتيم في الجنة هكذا و أشار بالسبابة و الوسطى و فرج بينهما

3- و في صحيح مسلم عنه صلى الله عليه و سلم قال كافل اليتيم له أو لغيره أنا و هو كهاتين في الجنة و أشار بالسبابة و الوسطى

-كفالة اليتيم هي القيام بأموره و السعي في مصالحه من طعامه و كسوته و تنمية ماله إن كان له مال ، و إن كان لا مال له أنفق عليه و كساه ابتغاء وجه الله تعالى و قوله في الحديث له أو لغيره ـ أي سواء كان اليتيم قرابة أو أجنبياً منه ، فالقرابة مثل أن يكفله جده أو أخوه أو أمه أو عمه أو زوج أمه أو خاله أو غيره من أقاربه ، و الأجنبي من ليس بينه و بينه قرابة

4-و قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من ضم يتيماً من المسلمين إلى طعامه و شرابه حتى يغنيه الله تعالى أوجب الله له الجنة إلا أن يعمل ذنباً لا يغفر





و مما جاء في فضل الإحسان إلى الأرملة و اليتيم عن بعض العلويين ـ و كان نازلاً ببلخ من بلاد العجم و له زوجة علوية و له منها بنات و كانوا في سعة و نعمة ، فمات الزوج و أصاب المرأة و بناتها بعده الفقر و القلة ، فخرجت ببناتها إلى بلدة أخرى خوف شماتة الأعداء ، و اتفق خروجها في شدة البرد فلما دخلت ذلك البلد أدخلت بناتها في بعض المساجد المهجورة ، و مضت تحتال لهم في القوت فمرت بجمعين جمع على رجل مسلم و هو شيخ البلد ، و جمع على رجل مجوسي

و هو ضامن البلد فبدأت بالمسلم و شرحت حالها له ، و قالت أنا امرأة علوية و معي بنات أيتام أدخلتهم بعض المساجد المهجورة ، و أريد الليلة قوتهم فقال لها أقيمي عندي البينة أنك علوية شريفة فقالت أنا امرأة غريبة ما في البلد من يعرفني فأعرض عنها ، فمضت من عنده منكسرة القلب فجاءت إلى ذلك الرجل المجوسي فشرحت له حالها ، و أخبرته أن معها بنات أيتام و هي امرأة شريفة غريبة ، و قصت عليه ما جرى لها مع الشيخ المسلم فقام و أرسل بعض نسائه ،

و أتوا بها و بناتها إلى داره فأطعمهن أطيب الطعام ، و ألبسهن أفخر اللباس و باتوا عنده في نعمة و كرامة قال فلما انتصف الليل رأى ذلك الشيخ المسلم في منامه كأن القيامة قد قامت ، و قد عقد اللواء على رأس النبي صلى الله عليه و سلم ، و إذا القصر من الزمرد الأخضر شرفاته من اللؤلؤ و الياقوت و فيه قباب اللؤلؤ و المرجان ، فقال يا رسول الله لمن هذا القصر ؟ قال لرجل مسلم موحد فقال يا رسول الله أنا رجل مسلم موحد

فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم أقم عندي البينة أنك مسلم موحد قال فبقي متحيراً فقال له صلى الله عليه و سلم لما قصدتك المرأة العلوية قلت أقيمي عندي البينة أنك علوية ، فكذا أنت أقم عندي البينة أنك مسلم فانتبه الرجل حزيناً على رده المرأة خائبة ،

ثم جعل يطوف بالبلد و يسأل عنها حتى دل عليها أنها عند المجوسي ، فأرسل إليه فأتاه فقال له أريد منك المرأة الشريفة العلوية و بناتها فقال ما إلى هذا من سبيل و قد لحقني من بركاتهم ما لحقني قال خذ مني ألف دينار و سلمهن إلي ، فقال لا أفعل فقال لا بد منهن فقال الذي تريده أنت أنا أحق به و القصر الذي رأيته في منامك خلق لي أتدل علي بالإسلام ؟ فوالله ما نمت البارحة أنا و أهل داري حتى أسلمنا كلنا على يد العلوية ، و رأيت مثل الذي رأيت في منامك ،

و قال لي رسول الله صلى الله عليه و سلم العلوية و بناتها عندك ؟ قلت نعم يا رسول الله قال القصر لك و لأهل دارك و أنت و أهل دارك من أهل الجنة خلقك الله مؤمناً في الأزل قال فانصرف المسلم و به من الحزن و الكآبة ما لا يعلمه إلا الله فانظر رحمك الله إلى بركة الإحسان إلى الأرملة و الأيتام نا أعقب صاحبه من الكرامة في الدنيا !

5-و لهذا ثبت في الصحيحين عن رسول الله صلى الله عليه و سلم أنه قال الساعي على الأرملة و المساكين كالمجاهد في سبيل الله قال الراوي أحسبه قال و كالقائم لا يفتر و كالصائم لا يفطر

، و الساعي عليهم هو القائم بأمورهم و مصالحهم ابتغاء وجه الله تعالى وفقنا لله لذلك بمنه و كرامه أنه جواد كريم رؤوف غفور رحيم





الكبيرة الرابعة عشرة الكذب على الله عز و جل و على رسوله صلى الله عليه و سلم

قال الله عز و جل

و يوم القيامة ترى الذين كذبوا على الله وجوههم مسودة

قال الحسن هم الذين يقولون إن شئنا فعلنا و إن شئنا لم نفعل قال ابن الجوزي في تفسيره و قد ذهب طائفة من العلماء إلى أن الكذب على الله و على رسوله كفر ينقل عن الملة ، و لا ريب أن الكذب على الله و على رسوله في تحليل حرام و تحريم حلال كفر محض ، و إنما الشأن في الكذب عليه فيما سوى ذلك

1-و قال صلى الله عليه و سلم من كذب علي بني له بيت في جهنم

2- و قال صلى الله عليه و سلم و من كذب علي متعمداً فليتبوأ مقعده من النار

3- و قال صلى الله عليه و سلم من روى عني حديثاً و هو يرى أنه كذب فهو أحد الكاذبين

4-و قال صلى الله عليه و سلم إن كذبا علي ، ليس ككذب على غيري من كذب علي معمداً فليتبوأ مقعده من النار و 5-قال صلى الله عليه و سلم من يقل عني ما لم أقله فليتبوأ مقعده من النار







الكبيرة الخامسة عشرة الفرار من الزحف

و إذا لم يزد على ضعف المسلمين إلا متحرفاً لقتال أو متحيزاً إلى فئة و إن بعدت ، قال الله تعالى

و من يولهم يومئذ دبره إلا متحرفاً لقتال أو متحيزاً إلى فئة فقد باء بغضب من الله و مأواه جهنم و بئس المصير

1-و عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم اجتنبوا السبع الموبقات قالوا و ما هن يا رسول الله ؟ قال الشرك بالله ، و السحر و قتل النفس التي حرم الله إلا بالحق ، و أكل الربا ، و أكل مال اليتيم ، و التولي يوم الزحف ، و قذف المحصنات الغافلات المؤمنات

و عن ابن عباس رضي الله عنهما قال لما نزلت إن يكن منكم عشرون صابرون يغلبوا مائتين-

فكتب الله عليهم أن لا يفر عشرون من مائتين ثم نزلت

الآن خفف الله عنكم و علم أن فيكم ضعفاً فإن يكن منكم مائة صابرة يغلبوا مائتين و إن يكن منكم ألف يغلبوا ألفين بإذن الله و الله مع الصابرين فكتب أن لا يفر مائة من مائتين رواه البخاري




الكبيرة السادسة عشرة غش الإمام الرعية و ظلمه لهم

قال الله تعالى إنما السبيل على الذين يظلمون الناس و يبغون في الأرض بغير الحق أولئك لهم عذاب أليم

و قال الله تعالى ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار * مهطعين مقنعي رؤوسهم لا يرتد إليهم طرفهم وأفئدتهم هواء

1-و قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من غشنا فليس منا 2- و قال عليه السلام الظلم ظلمات يوم القيامة ، و 3-قال صلى الله عليه و سلم كلكم راع و كلكم مسئول عن رعيته 4- و قال رسول الله صلى الله عليه و سلم أيما راع غش رعيته فهو في النار 5- و قال صلى الله عليه و سلم من استرعاه الله رعية ثم لم يحطها بنصيحة إلا حرم الله عليه الجنة أخرجه البخاري و في لفظ يموت يوم يموت و هو غاش لرعيته إلا حرم الله عليه الجنة

6-و قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ما من حاكم يحكم بين الناس إلا حبس يوم القيامة و ملك آخذ بقفاه ، فإن قال ألقه ألقاه فهوى في جهنم أربعين خريفا رواه الإمام أحمد ،

7-و قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ويل للأمراء ، ويل للعرفاء ، ويل للأمناء ليتمنين أقوام يوم القيامة أن ذوائبهم كانت معلقة بالثريا يعذبون و لم يكونوا عملوا من شيء

8-و قال صلى الله عليه و سلم ليأتين على القاضي العدل يوم القيامة ساعة يتمنى أنه لم يقض بين اثنين في تمرة قط

9-و قال صلى الله عليه و سلم ما من أمير عشرة إلا يؤتى به يوم القيامة مغلولة يده إلى عنقه إما أطلقه عدله أو أوبقه جوره

10-و من دعاء رسول الله صلى الله عليه و سلم أنه قال اللهم من ولي من أمر هذه الأمة شيئاً فرفق بهم فارفق به و من شفق عليهم فاشفق عليه

11- و قال صلى الله عليه و سلم من ولاه الله شيئاً من أمور المسلمين فاحتجب دون حاجتهم و خلتهم و فقرهم احتجب الله دون حاجته و خلته و فقره

12-و قال رسول الله صلى الله عليه و سلم سيكون أمراء فسقة جورة ، فمن صدقهم بكذبهم و أعانهم على ظلمهم فليس مني و لست منه ، و لن يرد على الحوض

13-و قال رسول الله صلى الله عليه و سلم صنفان من أمتي لن تنالهم شفاعتي سلطان ظلوم غشوش ، و غال في الدين يشهد عليهم و يتبرأ منهم

14-و قال عليه السلام أشد الناس عذاباً يوم القيامة إمام جائر

16- و في الحديث أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال أيها الناس مروا بالمعروف و انهوا عن النكر قبل أن تدعوا الله فلا يستجيب لكم ، و قبل أن تستغفروه فلا يغفر لكم إن الأحبار من اليهود و الرهبان من النصارى لما تركوا الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر لعنهم الله على لسان أنبيائهم ، ثم عمهم بالبلاء

و قال رسول الله صلى الله عليه و سلم من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد17-

و من أحدث حدثاً أو آوى محدثاً فعليه لعنة الله و الملائكة و الناس أجمعين ، لا يقبل الله منه صرفاً و لا عدلا

18-و في الحديث أيضاً من لا يرحم لا يرحم لا يرحم الله من لا يرحم الناس

19- و قال صلى الله عليه و سلم الإمام العادل يظله الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله و قال المقسطون على منابر من نور ، و الذين يعدلون في حكمهم و أهليهم و ما ولوا

20-و لما بعث رسول الله صلى الله عليه و سلم معاذاً رضي الله عنه إلى اليمن قال إياك و كرائم أموالهم ، و اتقي دعوة المظلوم فإنها ليس بينها و بين الله حجاب رواه البخاري

21-، و قال عليه الصلاة و السلام ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة فذكر منهم الملك الكذاب ، و قال إنكم ستحرصون على الإمارة و ستكون ندامة يوم القيامة رواه البخاري و فيه أيضاً و إنا و الله لا نولي هذا العمل أحداً سأله أو أحداً حرص عليه

22-و قال رسول الله صلى الله عليه و سلم يا كعب بن عجرة أعاذك الله من إمارة السفهاء ، أمراء يكونون من بعدي لا يهتدون بهدي و لا يستنون بسنتي

23-و قال ستحرصون على الإمارة و ستكون ندامة يوم القيامة



و قال عمر بن المهاجر ، قال لي عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه إذا رأيتني قد ملت عن الحق فضع يدك في تلبابي ثم قل يا عمر ما تصنع

يا راضياً باسم الظالم كم عليك من المظالم ، السجن جهنم و الحق الحاكم ، و لا حجة لك فيما تخاصم ، القبر مهول فتذكر حبسك ، و الحساب طويل فخلص نفسك ، و العمر كيوم فبادر شمسك ، تفرح بمالك و الكسب خبيث ، و تمرح بآمالك و السير حثيث إن الظلم لا يترك منه قدر أنملة فإذا رأيت ظالماً قد سطا فنم له ، فربما بات فأخذت جنبه من الليل نملة أي قروح في الجسد



    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة