عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 26-04-2005, 04:27 PM   #2
معلومات العضو
أبو البراء

لموقع ومنتدى الرقية الشرعية - مؤلف ( الموسوعة الشرعية في علم الرقى )
 
الصورة الرمزية أبو البراء
 

 

افتراضي

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين محمد وعلى آله وصحبه وسلم ،،،

بخصوص سؤالك أخي الكريم ( وائل ) عن مدى صحة الحديث المذكور آنفاً ، ولا أخفيك أخي الحبيب فقد ضحكت عندما قرأت هذا الكلام الموضوع على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وفي حقيقة الأمر فإني أشتم منه رائحة الرافض أو التصوف ، ولم أعثر له على أصل حتى في الكتب الموضوعة ، وسوف أبين لك النقاط التي من أجلها يحكم على وضع هذا الحديث :

أولاً : قول حديث ( عبدالله بن السلطان ) ، وليكن معلوماً لديك وللقراء الأعزاء أنه لا يوجد صحابي جليل بهذا الإسم 0

ثانياً : قول : ( وكان عبدالله بن السلطان يقرأ الاستغفار في كل ليلة من شهر رجب ) ، وليكن معلوماً لكِ أخي الكريم وللقراء الأعزاء أن كل الأحاديث الواردة في شهر رجب إما ضعيفة أو موضوعة ، باستثناء ما ورد به الدليل ، فقد ثبت أن شهر رجب من الأشهر الحرم وذلك من حديث ابْنِ عَبَّاسٍ – رضي الله عنه - عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( دَخَلَتِ الْعُمْرَةُ فِي الْحَجِّ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ قَالَ وَفِي الْبَاب عَنْ سُرَاقَةَ بْنِ جُعْشُمٍ وَجَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ أَبمو عِيسَى حَدِيثُ ابْنِ عَبَّاسٍ حَدِيثٌ حَسَنٌ وَمَعْنَى هَذَا الْحَدِيثِ أَنْ لَا بَأْسَ بِالْعُمْرَةِ فِي أَشْهُرِ الْحَجِّ وَهَكَذَا فَسَّرَهُ الشَّافِعِيُّ وَأَحْمَدُ وَإِسْحَقُ وَمَعْنَى هَذَا الْحَدِيثِ أَنَّ أَهْلَ الْجَاهِلِيَّةِ كَانُوا لَا يَعْتَمِرُونَ فِي أَشْهُرِ الْحَجِّ فَلَمَّا جَاءَ الْإِسْلَامُ رَخَّصَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي ذَلِكَ فَقَالَ دَخَلَتِ الْعُمْرَةُ فِي الْحَجِّ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ يَعْنِي لَا بَأْسَ بِالْعُمْرَةِ فِي أَشْهُرِ الْحَجِّ وَأَشْهُرُ الْحَجِّ شَوَّالٌ وَذُو الْقَعْدَةِ وَعَشْرٌ مِنْ ذِي الْحِجَّةِ لَا يَنْبَغِي لِلرَّجُلِ أَنْ يُهِلَّ بِالْحَجِّ إِلَّا فِي أَشْهُرِ الْحَجِّ وَأَشْهُرُ الْحُرُمِ رَجَبٌ وَذُو الْقَعْدَةِ وَذُو الْحِجَّةِ وَالْمُحَرَّمُ هَكَذَا قَالَ غَيْرُ وَاحِدٍ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَغَيْرِهِمْ ) ( حديث صحيح - أخرجه الترمذي في سننه ، أنظر صحيح الترمذي 740 ) 0
ولم يثبت خاصية معينة في هذا الشهر سواء كان عمرة أو دعاء ونحو ذلك من فضائل أعمال أخرى 0

ثالثاً : أما قول : ( وكان مشهورا بشرب الخمر والزنا والفسق والفجور وترك الصلاة والصوم ) ، ويكفي أن نعلم أن تارك الصلاة جحوداً أو تكاسلاً على أصح أقوال أهل العلم هو كافر ، لما ثبت في الأحاديث الصحيحة ، فقد ثبت من حديث عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( الْعَهْدُ الَّذِي بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمُ الصَّلَاةُ فَمَنْ تَرَكَهَا فَقَدْ كَفَرَ ) ( حديث صحيح - أخرجه الإمام أحمد في مسنده ، والترمذي في سننه ، والنسائي في سننه ، وابن ماجة في سننه ) 0
وقد ثبت من حديث أَبِي سُفْيَانَ قَالَ : سَمِعْتُ جَابِرًا يَقُولُا سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ إِنَّ بَيْنَ الرَّجُلِ وَبَيْنَ الشِّرْكِ وَالْكُفْرِ تَرْكَ الصَّلَاةِ ) ( حديث صحيح – أخرجه الإمام مسلم في صحيحه – كتاب الإيمان ) 0
فكيف والحال : خمر وزنا وفسق وفجور ، ويكفي أن نذكر في ذلك حديث أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ - رَضِي اللَّه عَنْه - يَقُولُ : ( مَرُّوا بِجَنَازَةٍ فَأَثْنَوْا عَلَيْهَا خَيْرًا فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَجَبَتْ ، ثُمَّ مَرُّوا بِأُخْرَى فَأَثْنَوْا عَلَيْهَا شَرًّا ، فَقَالَ : وَجَبَتْ ، فَقَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ - رَضِي اللَّه عَنْه - مَا وَجَبَتْ ، قَالَ : هَذَا أَثْنَيْتُمْ عَلَيْهِ خَيْرًا فَوَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ ، وَهَذَا أَثْنَيْتُمْ عَلَيْهِ شَرًّا فَوَجَبَتْ لَهُ النَّارُ أ، َنْتُمْ شُهَدَاءُ اللَّهِ فِي الْأَرْضِ ) ( متفق عليه ) 0
فالشاهد من الحديث أن عمل الإنسان في الدنيا دليل على حسن خاتمته أو سوء الخاتمة 0

رابعاً : أما قول : ( فنزل جبريل عليه السلام علي النبي صلي الله عليه وسلم وقال يا محمد ربك يقرئك السلام ويخصك بالتحية والإكرام ويقول لك : قم وامش في جنازة عبدالله بن السلطان وغسله وكفنه وصل عليه ، فسار النبي صلي الله عليه وسلم وهو يمشي علي أطراف قدميه ونزل في اللحد وتبسم فتعجب الصحابة منه فما رجعوا من جنازته سألوه لأي شيء كنت تمشي علي أطراف قدميك ، فقال النبي صلي الله عليه وسلم : إني رأيت الملائكة قد اجتمعوا فمن كثرتهم لم يبق لي مكان أطأ فوقه من الأرض إلا بأطراف الأصابع وقالوا لأي شيء تبسمت ، قال النبي صلي الله عليه وسلم : إني رأيت حضيرة من الجنة أتت إلي قبره وجاءت خلفه ألف حورية من حور العين وبيد كل حورية منهن قدح مملوء من حوض الكوثر ، وكل واحدة تقول أنا أقوم واسقيه ، فمن اجل ذلك تبسمت ، ثم قال النبي صلي الله عليه قوموا نمض إلي بيته ونسأل زوجته ما كان يعمل في حال حياته ، فلما قدموا إلي باب المنزل وجدوه مغلقا فطرقوه فقالت المرأة من الذي يطرق باب منزل أهل الفسق والفجور فقال الأصحاب : يا أم الخير افتحي لسيد المرسلين وخاتم النبيين ، ففتحت الباب فسألوها عن حال زوجها ، وما كان يفعل في حياته ، فقالت المرأة : يا رسول الله ما رأيت منه إلا الأفعال القبيحة ، وشرب الخمر ، والفسق والفجور ، ولا رايته يصلي في جميع عمرة ركعة واحدة ، ولا يصوم أبداً ، ولكني رأيته إذا جاء شهر رجب يقوم ويدعو بهذا الدعاء ومن كثرة ما يتلوه حفظته منه ) 0

وأذكر هذا الكلام دون أن أعلق عليه ، واعتقد أن القراء الأعزاء على قدر من العقل ليعرفوا ويميزوا حقيقة ما هو مكتوب 0

خامساً : وقول : ( فقال النبي صلي الله عليه وسلم لعلي كرم الله وجهة اكتب هذا الاستغفار فكانت المرأة تقول وعلي يكتب فلما ختم الكتاب قال رسول الله صلي الله عليه وسلم من قرأ هذا الاستغفار وجعله في بيته أو في متاعه ) 0

فالملاحظة الأولى قول ( علي كرم الله وجهه ) وما ذكر هذا القول عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولا يجوز أن يميز علي – رضي الله عنه – عن الصحابة الكرام إلا بلقب ذكره الرسول صلى الله عليه وسلم ، كلقب ( أبو تراب ) لعلي - رضي الله عنه - ، أو الفاروق لعمر – رضي الله عنه - ، أو الصديق لأبو بكر وهكذا 0
أما المسألة الثانية فتتعلق بالتمائم وتعليقها أو وضعها في المتع والبيت ونحوه ، فالراجح بل الصحيح من أقوال أهل العلم أنه لا يجوز تعليق التمائم سواء كانت شركية أو من تمائم تحتوي على آيات من كتاب الله أو سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم ، وذلك لأسباب أهمها : الاعتقاد في تلك التمائم ، وامتهانها ، وقد تفضي إلى ما هو شر منها 0

سادساً : أما قول : ( جعل الله له ثواب ألف صديق ، وثواب ثمانين ألف ملك ، وثواب ثمانين ألف شهيد ، وثواب ثمانين ألف حجة ، وثواب ثمانين ألف مسجد ، وثواب ألف من أعتق رقبة من النار ، وثواب ثمانين ألف ممن شرب من حوض الكوثر ، وثواب ثمانين ألف ملك من الملائكة الكرام ، وثواب ثمانين ألف عابد من العابدين ، وثواب سبع سماوات ، وثواب سبع أرضين ، وثواب ثمانية أبواب الجنة ، ثواب العرش ، والكرسي ، وثواب اللوح ، والقلم ، وثواب نوح وإبراهيم وموسي وعيسي بن مريم ومحمد صلي الله عليه وسلم ، قال صلي الله عليه وسلم : من قرأ هذا الاستغفار في جميع عمرة مرة واحدة غفر الله له ولو كانوا من أهل النار ، ومن قرأه في ليلة ونهاره كان في جوار النبي صلي الله عليه وسلم ، وقال صلي الله عليه وسلم : من قرأ هذا الاستغفار بني الله له ثمانين ألف قصر ، في كل حجرة ثمانون ألف سرير على كل سرير ثمانون ألف حورية من الحور العين .............. الخ 000 إلي كثير من الفوائد العظيمة ) 0

وهذا النص يؤكد أنه من الموضوعات المستحدثة ، فلا حول ولا قوة إلا بالله 0

ثامناً : أما قول : ( استغفر الله 000 استغفر الله 000 استغفر الله العظيم الذي لا اله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه من جميع ما أكرهه قولا وفعلا حاضراً وغائباً – اللهم إني أستغفرك لما قدمت وأخرت ، وما أعلنت وما أنت أعلم به مني ، أنت المقدم وأنت المؤخر وأنت علي كل شيء قدير – اللهم إني أستغفرك من كل ذنب تبت منه ثم عدت إليه ، أستغفرك لما أردت به وجهك الكريم فخالطني فيه ما ليس لك به رضا ، وأستغفرك لما دعاني إليه الهوى من قبل فيما اشتبه علي وهو عندك محرم ، وأستغفرك من النعم التي أنعمت بها علي فاستعنت بها علي معاصيك ، وأستغفرك من الذنوب التي لا يطلع عليها أحد سواك ولا ينجي منها أحد غيرك ، ولا يسعها إلا حلمك ، ولا ينجي منها إلا عفوك ، وأستغفرك من يمين حنثت فيه وهو عند محرم وأنا مؤاخذ به ، وأستغفرك لا اله إلا أنت يا عالم الغيب والشهادة من كل سيئة عملتها في سواد الليل ، وبياض النهار ، وفي 000 قولا وفعلا وأنت ناظر إلي إذا كتمته ، وتري ما أتيته من العصيان ، يا كريم ، يا منان ، يا حليم ، وأستغفرك من كل فريضة وجبت علي في آناء الليل وأطراف النهار ، وتركتها سهواً أو غفلة أو خطاء وأنا مسئول بها ، وأستغفرك من سنة من سنن سيد المرسلين وخاتم النبيين سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم وتركتها سهو أو غفلة أو خطأ أو تهاوناً فإني أستغفرك يا الله يا الله لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين لا إله إلا أنت يا رب العالمين ، أنت ربي لا إله إلا أنت وحدك لا شريك لك ، سبحانك يا رب العالمين وأنت عل كل شيء قدير ، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ، وصلي الله علي سيدنا محمد النبي الأمي وعلي آله وصحبة أجمعين سبحان ربك رب العزة عما يصفون سلام علي المرسلين والحمد لله رب العالمين ) 0
هذه الصلوات سمعها محمد بن جعفر العباسي عند قبر الحسين بن علي كرم الله وجه ورضي الله عنهم أجمعين 0

أما الدعاء فكل ما ذكر به تعظيم واستغفار وثناء على الله عز وجل ، ولكن لا يجوز أن يؤخذ هذا الدعاء على أنه قول لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، والأولى الالتزام بالدعاء المأثور عن الرسول صلى الله عليه وسلم ، أما الاعتقاد بهذا الدعاء وأنه ( دعاء الاستغفار ) وأن له ما له من مآثر عظيمة وفوائد جليلة فلا يجوز مطلقاً ، والحمد لله رب العالمين فكتب أهل السنة والجماعة زاخرة بالأدعية والأذكار الثابتة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وما يؤكد ما قلته بداية وهو أني أشم رائحة الرفض ما ختم به الدعاء أنها سمعت عند قبر الحسين بن علي ، وليت شعري أن يعود الرافضة عن غيهم وضلالهم ، وهم عبدة القبور والأضرحة ، نسأل الله العفو والعافية في الدنيا والآخرة 0
وأنصح كافة القراء الأعزاء وأعضاء هذا المنتدى الطيب عدم اقتناء الكتب أو النشرات غير المحققة تحقيقاً شرعياً علمياً ، فالكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم أصبح موضة هذا العصر 0

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصجبه وسلم 0

أخوكم المحب / أبو البراء أسامة بن ياسين المعاني

    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة