الموضوع: القلوب ثلاثة.
عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 26-03-2010, 06:03 PM   #1
معلومات العضو
الطاهرة المقدامة
إدارة عامة

افتراضي القلوب ثلاثة.


بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على أشرف الخلق وسيد المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه الطيبين أما بعد:
اخي المسلم أنواع القلوب هي ثلاثة

"القلب الأول"

قلب خال من الأيمان وجميع الخير فذلك قلب مظلم قد إستراح الشيطان من إلقاء الوساوس إليه
لأنه أتخذه بيتا ووطنا وتحكم فيه بما يريد وتمكن منه غاية التمكن.

" القلب الثاني"

قلب قد إستنار بنور الأيمان واوقد فيه مصباحه لكن عليه ظلمة الشهوات وعواصف الأهوية
فللشيطان هناك إقبال وإدبار .. ومجالات ومطامع فالحرب دول وسجال وتختلف احوال هذا الصنف
بالقلة والكثرة منهم من اوقات غلبته لعدوه ومنهم من أوقات غلبه عدوه له اكثر
ومنهم من هو تارة وتارة.

" القلب الثالث"

قلب محشو بالايمان قد إستنار بنور الايمان وانقشعت عنه حجب الشهوات واقلعت عنه تلك الظلمات فلنوره في صدره إشراق ولذلك الأشراق إيقاد لو دنا منه الوسواس إحترق به
فهو كالسماء التي رست بالنجوم فلو دنا منها الشطان يتخطاهم رجم فحرق.

وليست السماء بأعظم حرمة من المؤمن _ وراسة الله تعالى له اتام من حراسة السماء
والسماء متعبد الملآئكة ومستقر الوحي وفيها أنوار الطاعات .
وقلب المؤمن مستقر التويد والمحبة والمعرفة والايمان وفيه انوارها فهو حقيق أن يُحرس ويحفظ من
كيد العدو فلا ينال منه شيئا إلا خطفة وقد مثل ذلك بمثال حسن وهو :ثلاثة بيوت.

بيت الملك فيه كنوزه وذخائره وجواهره
وبيت للعبد فيه كنوز العبد وذخائره وجواهره
وبيت خال صفر لا شيء فيه فجاء اللص يسرق من احد البيوت فمن أيها يسرق؟
فإن قلت من البيت الخالي كان محالا لأن البيت الخالي ليس فيه شيء يُسرق
ولهذا قيل لأبن عباس رضي الله عنهما :
إن اليهود تزعم أنها لا تُوسوس في صلاتها فقال: وما يصنع الشطان بالقلب الخراب؟
وإن قلت يسرق من بيت الملك كان ذلك كالمستيل المتنع فإن عليه من الحرس والجند ما لا يستطيع اللص الدنو منه كيف وحارسه الملحك بنفسه؟
وكيف يستطيع اللص الدنو منه وحوله من الحرس والجند ما حوله؟
فلم يبق للص إلا البيت الثالث فهو من يشن عليه الغارات.

فليتامل اللبيب هذا المثال حق تأمل ولينزله على القلوب فإغغنها على منواله فقل خلا من الخير كله وهو قلب الكافر والمنافق فذلك بيت بيت الشيطان قد احرزه لنفسه وأستوطنه وأتخذه سكنا ومستقرا فأي شيء يسرق من خزائنه وذخائره وشكوكه وخيالاته ووساوسه ؟

وقلب قد إمتلأمن جلال الله عز وجل وعظمته ومحبته ومراقبته والحياء منه فأي شيطان يجتريء على هذا القلب ؟
وإن أراد سرقة شيء منه فماذا يسرق؟ وغايته ان يظفر في الحايين منه بخطف ونهب يحصل عليه من الغفلة والسهو الذهول وغلبة الطبع.

وقلب التوحيد الله تعالى ومعرفته ومحيته والايمان به والتصديق بوعده ووعديه وفيه شهوات النفس واخلاقها ودواعي الهوى والطبع وقلب بين هذيين الداعيين فمره يميل بقلبه داعي الأيمان والمعرفة والمحبة لله تعالى وإرادته وحده ومره يميل بقلبه داعي الشيطان والهوى والطبع فهذا القلب للشطان فيه مطمع وله منزلات ووقائع ويعطي النصر من يشاء" وما النصر إلا من عند الله العزيز الحكيم"
وهذا لا يتمكن الشطان منه إلا بما عنده من سلاحه فيدخل إليه الشيطان فيجد سلاحه عنده فيأخذه ويقاتله به
فإن أسلحته هي الشهوات والشبهات والخيالات والأماني الكاذبة .. وهي في القلب
فيدخل إليه الشيطان فيجدها عتيدة فياخذها ويصول بها على القلب
فإن كان عند العبد عدة عتيدة من الايمان تقاوم تلك العدة وتزيد عليها أنتصف من الشطان
وإلا فالدولة لعدو عليه .. ولا حول ولا قوة إلا بالله
فإذا أذن العبد لعدوه وفتح له باب بيته وأدخله ومكنه من السلاح يقالته به فهو الملوم.

فنفسك لُم ولا تلم المطايا ومت كمدا فليس لك إعتذار
    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة