عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 16-06-2009, 02:50 PM   #6
معلومات العضو
فاديا
القلم الماسي
 
الصورة الرمزية فاديا
 

 

افتراضي

جزاكِ الله خيرا اختي الحبيبة ام سلمى :



جلست بنية أخي ذات الخمس سنوات في حضن والدها تلاعبه بدلال الطفولة البريئة وإذا بجدة أم الطفلة التي كانت تزورنا ذلك اليوم تصرخ في أخي : ليس هكذا تربى البنات !! أبعدها عنك وكن شديداً في معاملتها ..
أنفجر جميعنا بالضحك لأننا نعلم مدى كراهيتها لإنجاب البنات ونرى مبالغتها في محبة الإبن وتدليله..


أصدّق هذا ...
في أيامنا هذه ..أجد معظم الآباء شديدي العاطفة على بناتهم بينما الأمهات والمرأة عموما هن من يتمنين الولد على البنت


دائماً يردد والدي إنه لا فرق بين البنت والولد بل إن أجر تربية البنت أكثر ..ويحكي لنا إنه عندما كان عمري بضع شهور وكنت أصرخ شتمتني إحدى قريبات أبي لبكائي عتب عليها أبي قائلاً .
لماذا تدعين عليها يا عمتي ..؟
فردت قائلة وهل تحبها ...؟
نعم يا عمتي إنها أبنتي نعمة من الله ولا فرق عندي بين البنت والولد ..
لا زال الكثير من الناس يتفاخرون بإنجاب الذكور ويكرهون إنجاب البنات .
وهناك من يصرح بذلك علانية في كل مجلس ..


الناس أنواع .. ويتبع هذا العقلية المكونة لكل شخص بآرائه ومبادئه ونظرته الى الحياة
وهكذا تجدينني فردا في عائلة مكون من ( 13 ) فتاة و ( 1) شاب ، واشعر ان والدي رحمه الله كان يفتخر بالبنات أكثر من الصبي الذي كان يحظى دوما باللوم والتقريع والتأنيب !

هناك من يسحر أو يحسد من أنجبت ذكوراً ..
وهناك من يهزأ بمن أنجبت الإناث ..


الغيرة هي المحرك الرئيسي لهذه المشاعر ، و الانسان المحسود يُحسد على أي شيء وكل شيء
والشخص الحاسد ، يمقت ان يرى أي نعمة على غيره سواء صبيان او بنات .

الكثير يردد قولة (هم البنات حتى الممات )

قد يكون هذا صحيح من وجهة نظر أخرى ، فالأبناء سواء كانوا ذكورا ام اناثا ، يثيرون لدينا القلق والخوف
على مستقبلهم وصحتهم ونفسيتهم ، ونتساءل دوما هل قدمنا لهم الرعاية والحماية المناسبة ؟


هناك من دفعها خوفها على بناتها إلى
الإستعانة بالسحرة في تزويجهن
..


لم أستطع تفسير هذه النفسيات
لا اعتقد ان الفتاة خلقت للزواج فقط وهذا رأيي الشخصي
ابنتي عندي لا زالت صغيرة ، ولا ادري ان كان يوما سيأتي اتمنى فيه زواجها وابتعادها عني حاليا لا يمكن ان اتصور هذا

وهناك من قامت بعمل السحر لبناتها للحفاظ على بكارتهن فأصبح مساً عاشقاً يمنعها من الزواج ولا حول ولا قوة إلا بالله

هذا حقا مضحك ، أول مرة اسمع عن هذا السحر بهذا الهدف !
نفسيات ضعيفة عاجزة عن التربية الصحيحة وعاجزة عن الحماية ، ولا يمكن ان تتحمل مسؤولية تربية الابناء ولا البنات
فكيف تعتقد من عجزت عن حماية ابنائها ، أن هناك من سيتولى حمايتهم !

هناك من ترهق نفسها بالإنجاب كل عام لعلها تظفر بولد ..

هذه اسمع بها كثيرا بل أن والدتي كانت من هذا النوع، وكانت تتمنى انجاب صبي ولم يشرّف أخي الى هذه الدنيا الا بعد سبع أخوات ، واستمرت في أملها بإنجاب آخر وكانت الحصيلة أيضا فتيات، لذا فالصبي غير المحظوظ أبدا قد ورث مسؤولية هائلة بعد وفاة والديّ.

وهناك من يتزوج بأخرى لأن الزوجة الأولى تنجب الإناث فلعلى الأخرى تنجب له الولد ..

وقد يحدث العكس ، قصة مضحكة عن أحد الجيران انه تزوج بأخرى لإنجاب الصبيان
وبعد ان انجبت الأخرى ثلاث فتيات أيضا ، انجبت الزوجة الأولى صبي
فطلق الثانية وحمل حصيلة الزواج منها الى بيته الأول .
وجاء العلم ليخفف من تقريع النساء على انجاب البنات ، وقال علم الوراثة ان الرجل هو من يحدد جنس المولود
ولم تفد هذه النظرية كثيرا في تخفيف الأزمة

تنطلق الزغاريد عند إنجاب الولد ..
وترى الإنكسار والحسرة عند إنجاب البنت
معظم الناس يقولون عندما تأتي البنت نحبها ولكن لا نتمناها ..
والقلة القليلة ممن يحبون إنجاب البنات أو يتمنونه ..


هنا لا اتفق مع هذا ، لأن فئة كبيرة جدا لم يعد يهمهم هذه التفرقة ، ربما يكون هذا صحيحا في المناطق والقرى البعيدة التي يُعتبر انجاب الولد فيها مهما جدا للقبيلة والعشيرة وبعض المصطلحات


في الماضي كانت الفتاة أكثر عبئاً لأنها لا تعمل ..
والطامة الكبرى ألا تتزوج ..
بعد أن حلت مشكلة العمل أصبح مسألة التأخر في الزواج ..
وقد يعيق العمل عن الزواج يكون طمع الوالد أو رغبة في إكمال التعليم ..


تختلف هذه المعتقدات من عائلة لأخرى

بالنسبة لمشكلة الفتاة في العمل ، فلإن بعض المجتمعات المتخلفة تعتبر البنت عالة على الرجل وتعيش عالة على ابيها او اخيها ، دون الاهتمام ان الشرع الاسلامي قد حدد مسؤولية الانفاق على الرجل ، أي ان المرأة بالنسبة لهذه المجتمعات هي مستعبدة ، ففرضوا عليها ما شاءوا لكي ترضخ له.

أما التأخر في الزواج فليس سببا لكراهية انجاب البنات في عصرنا الحالي
والا ما زاد عدد الفتيات اللواتي في انتظار قطار الزواج
هنا دخلت في مشكلة اجتماعية أخرى لها اسبابها التي تختلف من بيئة عربية الى اخرى
قد لا يكون التأخر في الزواج مشكلة عظيمة تفرض نفسها في مجتمعات معينة
نسبة العنوسة في بلاد الشام لدى الفتيات قد لا تتجاوز 5% وهذه نسبة لا تُذكر الى جانب مجتمعات عربية أخرى وصلت فيها هذه النسبة الى 40% أو اكثر ، وهذه النسب مرتبطة بسن معين لدى كل بيئة الذي يعتبر عنده ظهور بوادر مشكلة التأخر في الزواج
هذا يعود الى اسباب ديموغرافية ( عدد السكان ) واسباب اخرى تتعلق بعادات اجتماعية وطريقة الأفكار السائدة والعادات المنتشرة ، بعض العائلات تعتبر تخطي الفتاة لسن 22 دون زواج أنها اضيفت الى قائمة العنوسة ، وبعضهم الآخر ، ربما اصغر أو اكبر ...


والدافع الكبير لكراهية إنجاب البنت أنهم أعتبروها مصدر للعار ..
لأنها قد تكون مصدر للعار لأهلها بقصد أو بغير قصد ..[


نعم يرتبط هذا ارتباطا وثيقا بطريقة التفكير السائدة ،
فالبعض يعتقد ان الشاب لا يعيب سمعته شيء ، بينما الفتاة محسوب عليها كل لفتة وكل كبوة ولا يريدون ارهاق انفسهم بالملاحقة والقلق والخوف على شرف العائلة
ولا علاقة لهذا بالمنطق الاسلامي الناضج الذي يحمل كل فرد جريرة افعاله ، ويحمل كل فرد مسؤولية الحفاظ على سلوكه وسمعته ، ويحمل كل فرد مسؤولية اتباع الحدود الاسلامية في تصرفاته .
ولعل هذا التفكير الاجتماعي المنحرف كان قديما ، لأن الفتاة هي الأم وهي التي تحمل في أحشائها الأطفال
وانطلاقا من هذه الحقيقة عوملت سلوكيات الفتاة بالحزم والشدة والمنشار
لأنها هي من ستتحمل في النهاية جرائر افعالها وافعال غيرها ، بينما الرجل غير محاسب اجتماعيا .
ولا شكّ اننا في طور التخلص من هذه المعتقدات الاجتماعية القديمة ، وان لم نعد الى الحدود الاسلامية ، فقد نقع في مصائب أكبر .لأن الطب قد تقدم واصبح بالامكان منع الانجاب
ان اعتمدنا على الناحية الفكرية السائدة ، فسوف تثبت لنا الايام والمستقبل ان الحدود التي وضعها المجتمع للتمييز هي حدود مفتعلة ، وانها آيلة للسقوط والانهيار تدريجيا ، وإن لم نعد الى حدودنا الدينية الأقوى ... فعلى المجتمع السلام ...


كيف يجب أن تعامل البنات للحفاظ عليهن ...؟؟
هل يجب أن نعامل البنت بقسوة فنتحكم فيها بالريموت كنترول ...؟
هل ندللها ونلبي جميع طلباتها ...؟؟
هل نعاملها بلا مبالاة لوجودها ...؟



معاملة الأبناء لتعليمهم المبادئ الصحيحة في الحياة يجب ان تكون بالحزم واللين معا
فلا نفسدهم بالتدليل ، ولا نفقدهم التزام الحدود
وربما تحتاج الفتاة الى رفق أكثر مراعاة لحالتها العاطفية الأكثر حساسية ، ...على العموم


هناك من يسلك أحدى الطرق مما سلف في تربية البنت ولكل طريقة سلبياتها ..
الفتاة يجب أن تعامل برفق وموازنة بين جوانب التربية المختلفة ..
بأن نشعرها بالحنان حتى لا تبحث عنه فيما بعد وخاصة حنان الأب ..
المصارحة بين البنت ووالديها ..
لا يجب أن تمرر أخطاؤها بسهولة ..
نشعرها بقيمتها ..


كل ما ذكرته صحيح أختي بارك الله فيك
من حق الابناء ان يتشبعوا بحنان الأب والأم بنفس الدرجة
حتى تنشأ بنتا ايجابية ، وشابا ايجابيا .

    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة