الموضوع: أنواع الرؤى
عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 25-09-2012, 03:31 PM   #4
معلومات العضو
أسامي عابرة
مساعد المدير العام
 
الصورة الرمزية أسامي عابرة
 

 

افتراضي


|| ░ » رؤيا حديث نفس « ░ ||



الحمد لله والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى

آله وصحبه أجمعين، وبعد:

|| ░ » أنواع الرؤى

|| ░ » النوع الثاني :: رؤيا حديث نفس

ما يكون من حديث النفس، وأعمال اليقظة، وقد يساعد عليها الانشغال النفسي، والإرهاق البدني، والإجهاد الفكري.

ومثال هذا كثير وقوعه بخاصة في هذا العصر الذي كثرت فيه الشواغل وطغت فيه المادة أحياناً، وضغوط الحياة أحياناً أخرى فنجد البعض قبل نومه يفكر بصفقاته التجارية والبعض يفكر بوظيفته الجديدة، والبعض بامتحانه في الصباح
الباكر، ولا أنسى النساء اللاتي يكثر عندهن هذا النوع أيضاً فتجد بعضهن قبل
نومها تفكر بمشكلتها مع زوجها مثلاً، وهكذا كل واحد من هؤلاء ينام ثم لا يلبث
أن تتحول هذه الخواطر والهموم أو الآمال والآلام في داخل كل واحد منهم إلى منامات أو رؤى وهذا وارد جداً، ثم يتبع هذا سؤال الكثير منهم عن هذه الرؤى، والتي كما أسلفت لا تتعدى كونها أضغاث أحلام.

والأضغاث في اللغة،
المفرد منه: الضِّغثُ وهو كل ما بجُمْع وقبض عليه بجُمْع الكف ونحوه
وفي التنزيل: ** وَخُذْ بِيَدِكَ ضِغْثاً فَاضْرِبْ بِهِ وَلَا تَحْنَثْ **
ويقال: أتانا بأضغاث من أخبار، أي بضرب مختلطة منها.
وأضغاث الأحلام: ما كان منها مُلتبساً مضطرباً يصعب تأويله، وسميت أضغاثاً لاختلاطها فشبهت بأضغاث النباتوهي: الحزمة مما يأخذ الإنسان من الأرض فيها الصغير والكبير الأخضر واليابس وهكذا.

ويمكن من خلال العرض السابق أن تلاحظ:
أنَّ هذه الأضغاث ليست منضبطة بل هي مُختلَطَة مُلتبسة، وهذه كما يرى بعض العلماء تأتي للرائي بأحد سببين (بدنيّ) أو (نفسي) فإما أن يكون المرء في وضع صحي بدني منحرف، أو في مزاج نفسي مضطرب، فينعكس ذلك على الإنسان ورؤاه فتختل وتضطرب وتكون أضغاثاً وتنقسم إلى قسمين:

القسم الأول: أضغاث أحلام خاصة؛ أي خاصة بصاحبها فقط وهذه تكثر لدى بعض الفئات في أوقات معينة كالمرضى وكالطلبة والطالبات، قبيل الامتحان أو قبيل مقابلة شخصية لدى إحدى المؤسسات التربوية كالجامعات مثلاً وكالمقبلين على الزواج والموظفين المقبلين على ترقية، وهكذا،
وهؤلاء من خلال سؤالهم من قبل المعبّر الحاذق يسهل اكتشاف نوع رؤاهم وأنها لا تعدو أضغاث أحلام.
قال سيد قطب في ظلال القرآن: وأضغاث الأحلام هي الأخلاط من الأحلام المضطربة وليست رؤيا كاملة تحتمل التأويل، فهي لا تشير إلى شيء. أ.هـ. بتصرف يسير، ومثالها الصحابي الذي رأى رأسه مقطوعاً، وكمن يرى الملائكة تأمره بفعل المحرمات...

القسم الثاني: أضغاث أحلام عامة، وأقصد بالعامة هنا ما تكون ذات دلالة لعموم الأمة كأن يكون فيها _ في ظن صاحبها _ بشارة عامة، أو إنذار عام أو حدث عام، كأخبار السياسة، والميزانية، والرواتب، والإجازات، والحرب لا سيما إذا كانت هذه الأحداث أو واحدٌ منها قد طغى واستأثر بالجو العام، فتجد الرؤى تكثر عن هذا،
انظر مثلاً الرؤى بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر، وكثرتها إبان الحملة الأمريكية على أفغانستان ولاحظ قوة الإعلام المسيطر والمُسيِّر لهذه الحملة،واسأل نفسك: هل تأثيره على البشر قويٌّ شديد أم يسير؟
لقد سيطرت هذه الأحدث على الساحة فلا صوت يعلو على صوتها فأصبح سلطانها نافذاً على العقول، فإذا ما استسلمت للنوم تحولت لرؤى قد يظن صاحبها أنها بشارة أو خبر مفرح، خاصٌ به أو عامٌ للأمة، ولا يخفى اليوم على
كل ذي لبِّ غلبة الهوى والجهل والتعصّب لرأيٍ أو فئةٍ وقلّة الورع والدِّين والتقوى في الكثير من الناس، ثم إنِّ مثل مَن يرى هذه الرؤى يبحثُ عمن يَعْبُرها
له، وقد يستبق الحدث فَيُرسلُها قبل السؤال عنها ببريده الألكتروني أو بجواله، فتصبح حديث الساعة، وفاكهة المجالس بوقتٍ وجيز!!

وأنا هنا لست ضدَّ فئة أو جماعة بعينها، ولكني ضدّ الجهل، نعم الجهل الذي قد
يُسيّر جماعةً أو طائفةً أو حتى فرداً بدعوى الرؤى، وفتنهُ الحرم وما بُثّ من
بعض المقابلات والاعترافات لبعض المتورطين بها، ويؤيد ما ذكرته وأنهم كانوا تحت سلطان الأوهام والأحلام، وهذا ينطبق على بعض الصوفية الذين ما فتؤا يستدلون برؤى جاءهم فيها رسول الله وأمرهم فيها ونهاهم أو استحسن عملاً لهم، وهكذا جعلوها في درجة الوحي الذي فقده الصحابة بموت رسول الله، ووجده هؤلاء،

قال ابن حجر في فتح الباري (12/389) : النائم لو رأى النبي صلى الله عليه وسلم
يأمره بشيء، هل يجبُ عليه امتثالُه ولا بُدّ، أو لا بُدّ أن يعرضه على الشرع الظاهر، فالثاني هو المعتمد. وشتان بين الثرى والثريا، نعم.. الرؤى منها ما يكون مبشرات لفردٍ أو جماعة، أو حتى أمة،
ولكن هذا مشروط بشرطين:
الأول: وجود مرجع موثوق تُعرض عليه هذه الرؤى كما عرض مجموعة من الصحابة رؤاهم حول ليلة القدر على رسول الله،
فقال: ((أرى رؤياكم تواطأت في السبع الأواخر، فمن كان متحريها فليتحرها في السبعت الأواخر))، متفق عليه،وقد عنون البخاري في صحيحه [ باب: التواطؤ على الرؤيا ]،وقال الحافظ ابن حجر تعليقاً على الحديث السابق: ويستفاد من الحديث أنَّ توافق جماعة على رؤيا واحدة دالٌ على صدقها وصحتها، كما تُستفاد قوةُ الخبر من التوارد على الأخبار من جماعة أ.هـ (12/380)
والثاني: هو عدالة الرائي وصدقة وعدمُ كونِه ذا هوىً، أو ذا هدفٍ، أو متهورٍ،عاش قضيةً أو اقتنع بفكرةٍ، فسيطرت على تفكيره، فتمثلت له رُؤىً في منامه، وهنا أفرّق بين الرؤى قبل الحدث، والرؤى حاله أو بعده، ولا يخفى أنها في حال الحدث أو بعده أو أوهى وأضعف منها قبله، كما لا يخفى على كلِّ مهتم بهذا
الفن، فلا عبرة برؤيا ذي هوى، كما لا عبرة بتعبير ذي هوىً كذلك،فأين المرجع الذي يُقرُّ الرؤى كرسول الله؟ وأين مَنْ يُماثِلُ صحبه الكرام الأطهار؟

موقع / الدكتور فهد بن سعود العصيمي

 

 

 

 


 

توقيع  أسامي عابرة
 

°°

سأزرعُ الحبَّ في بيداءَ قاحلةٍ
لربما جادَ بالسُقيا الذي عبَرا
مسافرٌ أنت و الآثارُ باقيةٌ
فاترك لعمرك ما تُحيي به الأثرَ .


اللهم أرزقني حسن الخاتمة و توفني وأنت راضٍ عني

°°
( )
°•°°•°
    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة