عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 06-06-2008, 10:44 AM   #1
معلومات العضو
القصواء
اشراقة ادارة متجددة
 
الصورة الرمزية القصواء
 

 

افتراضي (( وماذا بعد شتم النبي _صلى الله عليه وسلم_ ))


للشيخ : أ.د طارق محمد الطواري


الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسوله الأمين ، وبعد ،،
فلم تكن الشتيمة والنبز والرمي بالنقص والعيب والاستهزاء والسخرية باللسان أو القلم جديداً على الكفار فذاك رمي به النبي صلى الله عليه وسلم أيام مكة الأولى في مجالس قريش ودواوين أبي لهب وها هو الزمان يعيد نفسه وتطل دواوين أبي لهب وأبي جهل وأمية وعقبة من جديد في الدنمارك

، لقد قالوا قديماً ( إنما يعلمه بشر ) قالوا ( ساحر أو مجنون ) وقالوا به جنّة وأكثر من ذلك ، لقد تعدوا بالسب والشتم والنقصية في حق الله تعالى ، وهذا طبيعي ممن كفر فليس بعد الكفر ذنب، إن العداء بين الكفار والله جل جلاله وأنبياءه ورسله والفضيلة والمعروف قديم جداً ، لذا يتساءل المؤمن ما هو موقفه من هذا كله :-
أولاً : يجب على المسلم أن لا يسب آلهة الكفار إن علم أن ردّة الفعل ستكون سب الله صيانة وحماية لجانب الألوهية المقدس قال تعالى " ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدواً بغير علم " .
ثانياً : الإعراض عنهم لقد كان السب والشتم على أشدّه في حق رسول الله صلى الله عليه وسلم في مكة والله يقول له " وإذا سمعوا اللغو أعرضوا عنه " " وإذا مرّوا باللغو مرّوا كراما " " وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاماً " " خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين " .
ثالثاً : الإعراض والتجاهل مع وجود الدولة في المدينة ، لقد أعرض النبي صلى الله عليه وسلم عمن شتمه في حياته في المدينة ممن أظهر الإسلام وأبى أن يقتلهم وقال ( لا يتحدث الناس أن محمداً يقتل أصحابه ) والناس هم الأعلام ، لذا كان من حكمه أن يعرض عمن انتسب للإسلام مع الوقيعة منه .
رابعاً : إقامة حد الردّة على من تعدى عليه إن أذن به الإمام وأقرّه ، لقد وقعت امرأة في عرض رسول الله صلى الله عليه وسلم وقام زوجها الكفوف بطعنها حتى ماتت فأهدر النبي صلى الله عليه وسلم دمها .
خامساً : قتل من شتم النبي صلى الله عليه وسلم بإذن ولي الأمر المسلم بعد تقرير المصالح والمفاسد ، لقد وقع كعب بن الأشرف في أعراض المسلمات وشتم النبي صلى الله عليه وسلم بشعره ونقض العهد الذي بينه وبين رسول الله في المدينة فأهدر النبي دمه كما أهدر دم عبد الله بن أبي الحقيق ، وذلك خاص لإمام المسلمين وليس لأحد أن يقوم بذلك دون إذن إمام يتحمل العواقب التي تنتج عن ذلك .
سادساً : المقاطعة وهي وإن كانت فردية إلا أنها فاعلة بإذن الله في البدائل من المنتجات المحلية والإسلامية والعربية غنية ، إن ملّة الكفر واحدة فلقد اتحدوا في بلدانهم وإنتاجهم وتضامنوا مع من قاطع دولة منهم فكنبوا على منتجاتهم جمعاً فنتج في الاتحاد الأوربي بدلاً من الدانمراك وهذا أقل ما يستطيع أن يقدمه المسلم في حق نبيه صلى الله عليه وسلم .
سابعاً : إن على حاكم المسلمين ووزراء الخارجية والسفراء دوراً أكبر في ردّ هذا التعدي على رسول الله صلى الله عليه وسلم فلا يضرهم تقديم الاحتجاج وتهويل الأمر ودفع التقارير للدنمارك حول فخامة هذا الخطأ والخسارة التي ستلحقهم جراء هذه الخطيئة .
ثامناً : تكثيف الجهود نحو دعوة أوربا للإسلام والتعريف بالنبي صلى الله عليه وسلم ومكانته والخير العظيم الذي أتى به صلى الله عليه وسلم ومساندة المراكز الإسلامية في أوربا التي تقوم بجهد كبير نحو نشر الإسلام خاصة المراكز الدعوية التي يقوم عليها رجال الدعوة والدعاة المخلصين .
تاسعاً : الضغط على الحكومات للضغط على سفاراتها للقيام بالعمل الدعوي عبر المراكز الثقافية التابعة للسفارات كجزء من تراث الدولة و دينها وهو موروثها وشحن الكتب وتوزيعها في هذه المراكز الثقافية .
عاشراً : إقامة معارض في أوربا ثقافية تنشر ثقافة المسلمين وتكون هذه المعارض دائمة ومستقلة في المدن والساحات العامة والمسارح والمعارض والأسواق والمطارات من خلال سيارات معدّة لذلك تنشر التراث التاريخي والمعرفي للحضارة الإسلامية والمعرفية وتوزع كتيبات حول الإسلام كدين عريق وعظيم وتربط من يرغب بالاستزادة بالمراكز الإسلامية القائمة هناك .
الحادي عشر : تفعيل دور البريد الالكتروني التجاري الذي يراسل الملايين من الناس من خلال تظمينه رسائل لطيفة عن الإسلام ونبي الإسلام صلى الله عليه وسلم .
الثاني عشر : لابد من التفريق في النظرة إلى أوربا وعموم الكفار بين المعادي والمحارب والمعاهد والمسالم ، لقد قال الله تعالى " من أهل الكتاب من إن تأمنه بقنطار يؤده إليك ومنهم من إن تأمنه بدينار لا يؤده إليك إلا مادمت عليه قائما " لقد فرق الله بين أهل الكتاب فمنهم الأمين ومنهم الخائن ، وقال تعالى " ستجدون آخرين يريدون أن يأمنوكم ويأمنوا قومهم " وقال " لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين " فلا بد أن نبتعد عن التصنيف الحاد في النظر إلى الكفار ، نعم ملّة الكفر واحدة لكن الله ميزّ بينهم فأهل الكتاب أهون من الملاحدة وغيرهم ، لذا علينا أن تكون لنا الرغبة الصادقة والجادة في كسب فئة غير قليلة من الكفار ليسوا في العير ولا في النفير في مثل هذه المعارك ، وقد أعلن قبل أيام أن (60%) من الشعب الدانماركي لا يعلم سبب غضب المسلمين عليه ، لذا يجب أن نعمل على كسب هؤلاء في الوقت الذي تسلك فيه كل الطرق المشروعة لوقف الاعتداء على رسولنا صلى الله عليه وسلم .
الثالث عشر : إن شتم النبي صلى الله عليه وسلم قد يكون باللفظ الصريحة كما هو حال الكفار في الدنمارك ، وقد يكون بالاستهزاء بسنته ومحاربة أتباعه وسب صحابته والتنقص منهم كما حال الرافضة والمنافقين في هذه الأمة ، فما الفرق بين هؤلاء وهؤلاء ، الفرق هو أن عداء الباطنية والمنافقين للمسلمين أعظم وأخبث وأكبر لأنه أخفى وهو مستمر وعداء أوربا وقتي ومعلن فأي الفريقين أحق بالردع إن كنا مؤمنين .


المصدر : alislam4all.com
    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة