عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 04-12-2005, 07:26 PM   #2
معلومات العضو
أبو البراء

لموقع ومنتدى الرقية الشرعية - مؤلف ( الموسوعة الشرعية في علم الرقى )
 
الصورة الرمزية أبو البراء
 

 

افتراضي




الأخ الحبيب ( الراقي المصري ) حفظه الله ورعاه

كنت قد ذكرت موضوعاً في كتابي الموسوم ( المنهج اليقين في بيان أخطاء معالجي الصرع والسحر والعين ) تحت عنوان ( موقفنا من بعض الآثـار الضعيفـة أو الموضوعـة الوارد ذكرها في بعض الكتـب ، والمتعلقـة بالرقيـة الشرعيـة والجن والشياطين بشكل عام ) حيث بينت الآتي :

وردت بعض الآثار الضعيفة أو الموضوعة في كتب الغير ، وهذه الآثار تتعلق بالرقية الشرعية بشكل عام وعالم الجن والشياطين بشكل خاص ، أذكر منها :

1)- ذكر الحافظ أبو موسى ، عن الحسن بن علي قال :

( أنا ضامن لمن قرأ هذه العشرين الآية أن يعصمه الله تعالى من كل شيطان ظالم ، ومن كل شيطان مريد ، ومن كل سبع ضار ، ومن كل لص عاد : آية الكرسي ، وثلاث آيات من الأعراف ( إِنَّ رَبَّكُمْ اللَّهُ الذِى خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ 000 ) ( الآية 54 - 57 ) ، وعشرا من الصافات ( 1 – 10 ) ، وثلاث آيات من الرحمن ( يَامَعْشَرَ الْجِنِّ وَالإِنسِ 000 ) ( الآية 33 - 35 ) ، وخاتمة سورة الحشر ( لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرءانَ عَلَى جَبَلٍ 000 ) ( الآية 21 - 24 ) 0

2)- ذكر الحافظ أبو موسى عن إبراهيم بن الحكم ، عن أبيه ، عن عكرمة قال :

بينما رجل مسافر ، إذ مر برجل نائم ، ورأى عنده شياطين ، فسمع المسافر أحد الشياطين يقول لصاحبه : اذهب فأفسد على هذا النائم قلبه ، فلما دنا منه رجع إلى صاحبه فقال : لقد نام على آية ما لنا إليه سبيل ، فذهب إلى النائم ، فلما دنا منه رجع قال : صدقت ، فذهب ، ثم أن المسافر أيقظه وأخبره بما رأى من الشياطين ، فقال : أخبرني على أي آية نمت ؟ قال : على هذه الآية : ( إِنَّ رَبَّكُمْ اللَّهُ الذِى خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِى سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِى اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ ) ( سورة الأعراف - الآية 54 ) 0

3)- قال محمد بن أبان :

بينما رجل يصلي في المسجد ، إذا هو بشيء إلى جنبه ، فجفل منه ، فقال : ليس عليك مني بأس ، إنما جئتك في الله تعالى ، ائت عروة فسله : ما الذي يتعوذه ؟ - يعني من إبليس الأباليس - 0 قال : ( قل آمنت بالله العظيم وحده ، وكفرت بالجبت والطاغوت ( قال صاحب لسان العرب : جبت : الجبت : كل ما عبد من دون الله ، وقيل : هي كلمة تقع على الصنم والكاهن والساحر ، ونحو ذلك 0 الشعبي في قوله تعالى : ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب يؤمنون بالجبت والطاغوت ، قال : الجبت السحر ، والطاغوت الشيطان - لسان العرب - 2 / 21 ) ، واعتصمت بالعروة الوثقى لا انفصام لها ، والله سميع عليم ، حسبي الله وكفى ، سمع الله لمن دعا ، ليس وراء الله منتهى ) 0

4)- قال بشر بن منصور : عن وهيب بن الورد قال :

خرج رجل إلى الجبانة بعد ساعة من الليل ، قال : فسمعت حسا -أو صوتا- شديدا ، وجيء بسرير حتى وضع ، وجاء شيء حتى جلس عليه ، قال : واجتمعت إليه جنوده ، ثم صرخ فقال : من لي بعروة بن الزبير ؟ فلم يجبه أحد حتى تتابع ما شاء الله عز وجل من الأصوات ، فقال واحد : أنا أكفيكه 0 قال : فتوجه نحو المدينة وأنا ناظر ، ثم أوشك الرجعة ، فقال : لا سبيل إلى عروة ، وقال : ويلكم وجدته يقول كلمات إذا أصبح وإذا أمسى ، فلا نخلص إليه معهن ، قال الرجل : فلما أصبحت ، قلت لأهلي : جهزوني ، فأتيت المدينة ، فسألت عنه حتى دللت عليه ، فإذا شيخ كبير ، فقلت : أشيئا تقوله إذا أصبحت وإذا أمسيت ؟ فأبى أن يخبرني ، فأخبرته بما رأيت وما سمعت ، فقال ما أدري ، غير أني أقول إذا أصبحت : آمنت بالله العظيم ، وكفرت بالجبت والطاغوت ، واستمسكت بالعروة الوثقى التي لا انفصام ( قال صاحب لسان العرب : وعرى الشيء : اتخذ له عروة 0 وقوله تعالى : فقد استمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها ، شبه بالعروة التي يتمسك بها 0 قال الزجاج : العروة الوثقى قول لا إله إلا الله ، وقيل معناه فقد عقد لنفسه من الدين عقدا وثيقا لا تحله حجة - لسان العرب - 15 / 45 ) لها والله سميع عليم 0 إذا أصبحت قلت ثلاث مرات ، وإذا أمسيت قلت ثلاث مرات ) ( أخرجه ابن أبي الدنيا في كتاب " الهواتف " عن طريق أبي الاسمر العبودي ) 0

5)- قال أبو النضر هاشم بن القاسم :

كنت أرى في داري 000 فقيل : يا أبا النضر تحول عن جوارنا ، قال : فاشتد ذلك علي ، فكتبت إلى الكوفة إلى ابن ادريس ، والمحاربي ، وأبي أسامة ، فكتب إلى المحاربي : أن بئرا بالمدينة كان يقطع رشاؤها ، فنزل بهم ركب ، فشكوا ذلك إليهم ، فدعوا بدلو من ماء ، ثم تكلموا بهذا الكلام ، فصبوه في البئر ، فخرجت نار من البئر ، فطفئت على رأس البئر ، قال ابو النضر : فأخذت تورا ( قال صاحب لسان العرب : تور : التور من الأواني : مذكر ، قيل هو عربي ، وقيل دخيل 0 الأزهري : التور إناء معروف تذكره العرب تشرب فيه - لسان العرب - 4 / 96 ) من ماء ، ثم تكلمت فيه بهذا الكلام ، ثم تتبعت به زواي الدار ، فرششته ، فصاحوا بي أحرقتنا ، نحن نتحول عنك 0 وهو : بسم الله ، أمسينا بالله الذي ليس منه شيء ممتنع ، وبعزة الله التي لا ترام ولا تضام ، وبسلطان الله المنيع نحتجب ، وبأسمائه الحسنى كلها عائذ من الأبالسة ، ومن شر شياطين الإنس والجن ، ومن شر كل معلن أو مسر ، ومن شر ما يخرج بالليل ويكمن بالنهار ، ويكمن بالليل ويخرج بالنهار ، ومن شر ما خلق وذرأ وبرأ ، ومن شر إبليس وجنوده ، ومن شر كل دابة أنت آخذ بناصيتها إن ربي على صراط مستقيم ، أعوذ بالله : بما استعاذ به موسى ، وعيسى ، وإبراهيم الذي وفى ، من شر ما خلق وذرأ وبرأ ، ومن شر إبليس وجنوده ، ومن شر ما يبغي 0 أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم ( بسم الله الرحمن الرحيم - سورة الصافات - الآية - 1 - 10 ) ، ( وهذا الدعاء المذكور في الوابل الصيب من الكلم الطيب لشمس الدين أبي عبد الله محمد بن القيم الجوزية قرأ بعضا منه سماحة الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين - حفظه الله- بحضرة سماحة العلامة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز - رحمه الله- وغيره ولما وصل سماحة الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين - حفظه الله- إلى قول : " أحرقتنا يا أبا النضر أحرقتنا نحن نتحول عنك " .. قال سماحة العلامة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز - رحمه الله- : " طيب ، إذا نفع هذا طيب " .. ثم أكمل سماحة الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين - حفظه الله -
ثم بعد ذلك قال: سماحة العلامة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز - رحمه الله- : في الوابل الصيب ؟ .
فقال سماحة الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين - حفظه الله -: في الوابل الصيب .

ثم قال : سماحة العلامة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز - رحمه الله- " يُجرب ، نفع الله به ، الحمد لله ، الأصل في الأدوية كلها الإباحة ؛ إلا ما حرمه الشرع ."

ثم قال سماحة الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين - حفظه الله- : " جربه بعض الإخوان ، يقول : سقيته امرأة مجنونة ، ويقول في لحظة خرج الجان أو مات . ويقصد بمجنونة أنها مصابة بمس الجن.

قال : سماحة العلامة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز - رحمه الله- : " الحمد لله،الحمد لله، كل ما يحصل به الدواء وليس فيه محذور شرعا فالأصل الإباحة، في الأدعية والأدوية ؛ إلا ما حرمه الشارع ... " أهـ .) ، ( الشريط الرابع " لقاء مع أخوة في الله " مجموعة أشرطة وهي (10) لسماحة العلامة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز - رحمه الله - ) .

قال الأخ فتحي الجندي معقبا على الحديث آنف الذكر : ( هذه القصة لم نقف لها على إسناد وما أخالها تصح ، وإلا فأين سورة البقرة التي ما قرئت في بيت إلا فر منه الشيطان - فلماذا لم يقرأها أبو النضر ؟ ولماذا لم يفته بقراءتها المفتون ؟ وما بالهم عادوا في فتياهم إلى الركب المزعوم ، ولم يعودوا إلى سنة النبي المعصوم صلى الله عليه وسلم ؟! والله لم يكن في ذلك إلا تسويغ الإعراض عن هدي النبي صلى الله عليه وسلم لكفى في النهي عنه لأنه يفتح بابا إلى الفتنة ) ( النذير العريان لتحذير المرضى والمعالجين بالرقى والقرآن - 89 ) 0

قلت : لاحظت من خلال تعقيب أخي الفاضل فتحي الجندي - وفقه الله للخير - فيما ذهب إليه ، تشددا واضحا في هذه المسألة ، ومثل تلك المسائل لا تحتاج للفتوى الخاصة بسبب عدم تعارضها بأي حال من الأحوال مع الأسس والقواعد الصحيحة للرقية الشرعية ومع الحديث النبوي الشريف ( اعرضوا علي رقاكم 000 ) ، إضافة إلى التقيد ببعض الأمور الهامة التي سوف أدونها تعقيبا على الموضوع برمته ، ولا أرى مانعا أن يتخذ الكلام السابق من قبيل الدعاء والتوجه إلى الله سبحانه وتعالى ، مع أن الأولى تركه والاعتماد على النصوص القرآنية والحديثية وهذا هو عين الصواب في هذه المسألة والله تعالى أعلم 0

6)- نقل عن الشيخ أبي القاسم القشيري - رحمه الله - :

أن ولده مرض مرضا شديدا حتى أشرف على الموت ، فاشتد عليه الأمر !!
قال : فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم في المنام فشكوت إليه ما بولدي !!
فقال : أين أنت من آيات الشفاء ؟!
فانتهيت أفكر فيها ، فإذا هي في ستة مواضع من كتاب الله وهي قوله تعالى :

1- ( وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ ) ( سورة التوبة - الآية 14 ) 0
2- ( وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ ) ( سورة يونس - الآية 57 ) 0
3- ( يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهَا شَرَابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِلنَّاسِ ) ( سورة النحل - الآية 69 ) 0
4- ( وَنُنَزِّلُ مِنْ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ ) ( سورة الإسراء - الآية 82 ) 0
5- ( وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ ) ( سورة الشعراء - الآية 80 ) 0
6- ( قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ ءامَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ ) ( سورة فصلت - الآية 44 ) 0

قال : فكتبتها ، ثم حللتها بالماء ، وسقيته إياها ، فكأنما نشط من عقال ) ( التداوي بالقرآن - ص 72 - نقلا عن المواهب اللدنية ) 0

7)- عن خالد بن أبي دجانة ، قال : سمعت أبي أبا دجانة يقول :

شكوت الى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقلت : يا رسول الله بينما أنا مضطجع في فراشي ، إذ سمعت في داري صريرا كصرير الرحى ، ودويا كدوي النحل ، ولمعا كلمع البرق ؛ فرفعت رأسي فزعا مرعوبا ، فإذا أنا بظل أسود مولى يعلو ، ويطول في صحن داري فأهويت إليه فمسست جلده ، فإذا جلده كجلد القنفذ ، فرمى في وجهي مثل شرر النار ، فظننت أنه قد أحرقني ، وأحرق داري ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : عامرك عامر سوء يا أبا دجانة ورب الكعبة ! ومثلك يؤذى يا أبا دجانة ! ثم قال : ائتوني بدواة وقرطاس ، فأتي بهما فناوله علي بن أبي طالب وقال : أكتب يا أبا الحسن 0 فقال : وما أكتب ؟ قال : أكتب : بسم الله الرحمن الرحيم 0
هذا كتاب من محمد رسول رب العالمين صلى الله عليه وسلم ، إلى من طرق الدار من العمار ، والزوار ، والصالحين ، إلا طارقا يطرق بخير يا رحمن 0 أما بعد : فإن لنا ، ولكم في الحق سعة ، فإن تك عاشقا مولعا ، أو فاجرا مقتحما ، أو راغبا أو مبطلا ، هذا كتاب الله تبارك وتعالى ينطق علينا وعليكم بالحق ، انا كنا نستنسخ ما كنتم تعملون ، ورسلنا يكتبون ما تمكرون ، اتركوا صاحب كتابي هذا ، وانطلقوا الى عبدة الأصنام ، وإلى من يزعم أن مع الله إلها آخر 0 ( لا إله إلا هو كل شيء هالك إلا وجهه له الحكم وإليه ترجعون 0 يغلبون ( حم ) لا ينصرون ، ( حم عسق ) ، تفرق أعداء الله ، وبلغت حجة الله ، ولا حول ولا قوة إلا بالله ( فسيكفيكهم وهو السميع العليم ) 00
قال أبو دجانة : فأخذت الكتاب فأدرجته وحملته الى داري ، وجعلته تحت رأسي وبت ليلتي فما انتبهت إلا من صراخ صارخ يقول : يا أبا دجانة ! أحرقتنا ، واللات والعزى ، الكلمات بحق صاحبك لما رفعت عنا هذا الكتاب ، فلا عود لنا في دارك ، وقال غيره في أذاك ، ولا في جوارك ، ولا في موضع يكون فيه هذا الكتاب 0
قال أبو دجانة : فقلت لا ، وحق صاحبي رسول الله صلى الله عليه وسلم لأرفعنه حتى أستأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أبو دجانة : فلقد طالت علي ليلتي بما سمعت من أنين الجن وصراخهم وبكائهم ، حتى أصبحت فغدوت ، فصليت الصبح مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وأخبرته بما سمعت من الجن ليلتي ، وما قلت لهم 0 فقال لي : يا أبا دجانة ارفع عن القوم ، فوالذي بعثني بالحق نبيا إنهم ليجدون ألم العذاب الى يوم القيامة ) قال ابن كثير الحافظ : ( أمّا ما يُروى عنه من ذكر الحرز المنسوب إلي أبي دجانة فإسناده ضعيف ولا يلتفت إليه. اهـ ) ، ( البداية والنهاية 6/104 ) .

أخرجه البيهقي في دلائل النبوة " باب ما جاء في تحرز النبي صلى الله عليه وسلم بما علمه جبريل ...7/96."
( لقط المرجان في أحكام الجان / للإمام جلال الدين السيوطي . ) .

قال العلامة المحدث رئيس محدثي الهند محمد بن طاهر بن على الصديقي الفتني :
حديث حرز أبي دجانة فيه مجاهيل قلت اخرجه البيهقي في الدلائل‏.‏
الصغاني (‏حرز أبي دجانة واسمه سماك بن خرشة‏)‏ موضوع‏.‏( تذكرة الموضوعات/ للفتني ) .

تلك بعض الآثار أو المرويات الضعيفة والموضوعة التي أوردها بعض الكتاب والمؤلفين في كتبهم ، وبعض تلك الآثار أوردها الشيخ الدكتور عمر الأشقر - حفظه الله - في كتابه ( عالم الجن والشياطين صفحة 140 – 142 ) ، والسؤال ، هل يجوز أن يلجأ لهذه الآثار في الرقية الشرعية ، وما هو موقفنا من ذلك ، سئل فضيلة الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين عن حكم الاعتماد في الرقية الشرعية على بعض الآثار الضعيفة التي لا تتعارض مع الأسس والقواعد العامة للرقية والتي لا تخالف في مضمونها حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( اعرضوا علي رقاكم 000 الحديث ) ؟

فأجاب – حفظه الله – : ( يجوز للراقي أن يدعو بما تيسر من الأدعية النافعة ولو لم تكن مأثورة ، فإن باب الدعاء مفتوح لعموم الأدلة كقوله تعالى : ( ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً 000 ) ( ( سورة الأعراف – جزء من الآية 55 ) ، حيث لم يحدد لهم أدعية خاصة يقتصرون عليها ، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يقر أصحابه على أدعية وأذكار وأوراد يستحسنها منهم حتى أخبر بأن الملائكة تبتدرها أيهم يكتبها أول ، فيدخل في ذلك أدعية الرقية التي يكون لها تأثير ونفع وتكون موافقة للشرع سالمة من الشرك ووسائله ، ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( اعرضوا علي رقاكم لا بأس بالرقى ما لم تكن شركا ) ( السلسلة الصحيحة 1066 ) رواه مسلم ، وأقر كثيرا من أصحابه على الرقى التي كانوا يرقون بها حيث كانت جائزة ، وقال : ( من استطاع أن ينفع أخاه فليفعل ) ( السلسلة الصحيحة 472 ) فإذا كان هذا في الرقية التي يستحسنونها فبطريق الأولى ما رويت مرفوعة ولو كانت بسند ضعيف مثل حديث الرقية بقوله : ( ربنا الله الذي في السماء تقدس اسمك 00 الخ ) ( ضعيف الجامع 5422 ) رواه أبو داوود ، وغيره من الأحاديث التي قد جربت فنفعت ولم يكن فيها محذور بل هي موافقة لأهداف الشريعة ، وفيها دعوات طيبة وثناء على الله تعالى وتوسل بأسمائه وصفاته واستعاذة به من الشرور والآفات ، فلا مانع من الرقية بها ، وإن كان استعمال الآيات والأحاديث الصحيحة والأدعية المأثورة أولى أن يقتصر عليه ، لكن لا بأس بالزيادة مما لا محذور فيه من أدعية وأوراد مباحة والله أعلم ) ( المنهج اليقين في بيان أخطاء معالجي الصرع والسحر والعين ) 0

وأخلص من بحث هذه المسألة للأمور الهامة التالية :

1)- الاعتماد على الكتاب والسنة :

الأولى أن يعتمد في قضايا الرقية الشرعية على كتاب الله عز وجل وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم والآثار الثابتة الصريحة عن خلفائه وصحابته والتابعين وسلف الأمة ، لما فيها من الخير العظيم وهي كثيرة ولله الحمد والمنة 0

2)- لا بأس باللجوء لهذه الآثار :

باعتبار أنها لا تتعارض مع الحديث الثابت الذي رواه عوف بن مالك - رضي الله عنه - عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال : ( اعرضوا علي رقاكم ، لا بأس بالرقى ما لم يكن فيه
شرك ) ( السلسلة الصحيحة 1066 ) ، مع ملاحظة واستدراك النقاط التالية :

أ- أن هذه الآثار ضعيفة أو موضوعة : ونقل ذلك للغير وتنبيههم لذلك ، خاصة إن كانت تلك الآثار متعلقة ببعض آيات الرقية من كتاب الله عز وجل 0

ب- أن لا يعتقد بها دون سواها من آيات القرآن العظيم 0

ج- عدم التقيد بها وتخصيصها وتحديدها في العلاج :

وقد سبق الإشارة لذلك في بداية هذا الفصل ، وإيضاح أن القرآن العظيم جملة وتفصيلا خير وشفاء ، بإذن الله تعالى 0

3)- عدم الإنكار على من يستخدمها في الرقية والعلاج :

بالضوابط التي تم الإشارة إليها في البند الأول ، خاصة أنها لا تتعارض مع الأسس الصحيحة للرقية الشرعية ، وفيها لجوء وتضرع وإنابة لله سبحانه وتعالى وحده ، واعتبار ذلك من قبيل الدعاء المباح 0

يقول الأخ فتحي الجندي : ( هذا وأمر الرقية يشبه الدعاء ، فالدعاء بالمأثور وإن كان أولى إلا أن الدعاء بغير المأثور مباح بلا خلاف : ما لم يحو محرما ، أو يؤدي إلى محرم 0 كما جاء في بعض الأحاديث ) 0
وقد أورد بعض الأحاديث الدالة على هذا المفهوم إلى أن قال : ( من أجل هذا نقول أن الدعاء بغير المأثور وإن كان مباحا إلا أنه يجب إلا يشتمل على محرم ، وإلا يكون ذريعة لمحرم : كهجر الدعاء بالمأثور مثلا ، ولأنه من باب استبدال الذي هو أدنى بالذي هو خير ، وعليه فتحري المأثور أولى وأسلم في الدعاء والرقية على السواء ) ( النذير العريان - باختصار - ص 187 - 188 ) 0

4)- لا يجوز مطلقا الأخذ بالرؤى والمنامات والاحتجاج بها وحدها :

لأنها لا ضابط لها ، إذ لا مانع أن يزعم كل صاحب هوى أنه قد رأى رؤيا ، أو أن أحد الصالحين قد رأى رؤيا بكذا وكذا ويدعي أي دعوى 0 وما أسهل الدعوى لترويج البدع والمنكرات بل والشركيات التي تتصادم مع النصوص الشرعية تصادما مباشرا 0

5)- قد سبق الحديث مفصلا عن موضوع استخدام المداد المباح :

وخلاصة بحث هذه المسألة يتلخص في إباحة ذلك مع أن الأولى تركه والاعتماد على النصوص الشرعية الثابتة في الكتاب والسنة ، وهذه الإباحة لا تعني مطلقا تخصيص بعض الآيات أو الأحاديث دون غيرها من النصوص الأخرى إلا ما ثبت عن بعض أعلام الأمة 0

6)- أما من جهة تعليق التمائم ووضعها تحت الوسادة ونحوه :

فهذا العمل لا يجوز مطلقا ، وقد سبق الإشارة والحديث عن ذلك مفصلا في كتابي الموسوم : ( فتح الحق المبين في أحكام رقى الصرع والسحر والعين ) تحت عنوان ( التمائم وأحكامها الشرعية ) فلتراجع 0

7)- عرض تلك الآثار على أهل العلم :

للتأكد من عدم احتوائها على بعض الجزئيات التي تتعارض مع العقيدة الصحيحة ، خاصة أنها آثار ضعيفة أو موضوعة قد تحتوي على أمور معينة دقيقة ، تخفى على كثير من الناس وقد تخل بالعقيدة وتخدشها ، فيجب الحذر من ذلك والتنبيه إليه 0

قال الدكتور علي بن نفيع العلياني : ( وأما إذا جرب إنسان رقية غير التي وردت عن الرسول صلى الله عليه وسلم ، فتبين له فائدتها ولم يكن فيها محذور من المحاذير الشرعية ، فالظاهر - والله أعلم - جوازها لما يلي :

1)- إن التداوي بالرقى من جنس التداوي بالأدوية الطبيعية المركبة من الأعشاب ونحو ذلك ، وهذه مبنية على التجربة البشرية ويستفيد فيها الناس بعضهم من بعض 0

2)- لقد ورد عن الرسول صلى الله عليه وسلم عدة أحاديث تدل على أنه أقر بعض الصحابة على رقية تعلموها من غيره لما تبين له ، عليه الصلاة والسلام ، بأنها خالية من الشرك )
( الرقى على ضوء عقيدة أهل السنة والجماعة - بتصرف - 47 - 51 ) 0

وقبل أن أنهي هذا الموضوع أود الإشارة لمسألة هامة تتعلق بمعظم المظاهر المنحرفة عن منهج الكتاب والسنة لدى بعض المعالجين ممن يتتبعون بعض الفتاوى لعلماء أجلاء فيتلقفونها وتصبح لديهم قنطرة يعبروا عليها فيحسنوها ويزينوها في نظر الآخرين مع أن أصل تلك الفتاوى مخالف للصواب ويحتاج لوقفة وإعادة نظر ، فكل يؤخذ من كلامه ويرد عليه إلا المعصوم - رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنقل في ذلك كلاما للشوكاني - رحمه الله - معقبا على الأقوال الساقطة والمتناقضة في بيان حد التواتر ، ومع شدة الكلمات والمعاني التي يطلقها الشوكاني إلا أنها هامة وتعبر أيما تعبير على الواقع المؤلم الذي نعيشه اليوم حيث يقول :

( ويا لله العجب من جري أقلام أهل العلم بمثل هذه الأقوال ، التي لا ترجع إلى عقل ولا نقل ، ولا يوجد بينها وبين محل النزاع جامع ، وإنما ذكرناها ليعتبر بها المعتبر ويعلم أن القيل والقال قد يكون من أهل العلم في بعض الأحوال من جنس الهذيان ، فيأخذ عند ذلك حذره من التقليد ، ويبحث عن الأدلة التي هي شرع الله الذي شرعه لعباده ، فإنه لم يشرع لهم إلا ما في كتابه ، وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ) ( ارشاد الفحول - ص 48 ) 0

هذا ما تيسر لي أخي الحبيب بخصوص هذا الموضوع ، بارك الله فيكم ونفعنا بعلمكم وزادكم الله من فضله ومنه وكرمه ، مع تمنياتي لكم بالصحة والسلامة والعافية :

أخوكم المحب / أبو البراء أسامة بن ياسين المعاني 0

التعديل الأخير تم بواسطة أبو فهد ; 12-05-2006 الساعة 12:49 PM.
    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة