عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 25-04-2007, 01:45 PM   #5
معلومات العضو
فاديا
القلم الماسي
 
الصورة الرمزية فاديا
 

 

افتراضي

--

ان الامر في الحقيقة في أبعاده الإنسانية ثقافيا ودينيا وعلميا، وبعيدا عن أية إسقاطات معرفية مسبقة،وبعيدا عن الحدود اللاتصديقية النابعة من تراثنا ومخيالنا الشعبي المشبع بالخرافة والبعد الاسطوري

هو انحراف في البنية النفسية فقدت فيه امتلاكها لذاتها وينطوي على تكيفات خبيثة في النفس

اذ كيف يعقل للساحر او المستعين وكافة طاقم هذه العملية المنحرفة من صغيرهم لكبيرهم
أن يناشد الجن والشياطين ثم يسخرهم لخدمته لإرغامهم على أن يسكنوا أو يهجروا شيئا سواء أكان هذا الشيء شخصا أم مكانا تسيطر عليه الشياطين وتتحكم فيه ؟؟؟

هل تلتقي المناشدة مع الارغام ؟؟؟

ما يقوله العقل :
انه لا بد ان عليه فروضا وطقوسا يقدمها لكبرائهم ويؤديها بطاعة وامتثال كبيرتين حتى يحصل على هذا العون.


سواء أكان مقابل هذه المعونة وهو الشرك والكفر بالله تعالى وتخلي الساحر عن آدميته،فيصبح ساحر الإنس وساحر الجن قرينان توحدهما إرادة الشر إلتقيا على معصية الخالق و الإفساد في الأرض.

أو كان هذا المقابل شيئا آخر لدى من يدعى انه يتعامل مع جن صالح على حد قوله

وربما هذا ما يفسر الخيلاء والكبر والغرور والشدة في ردود الفعل لدى هؤلاء
فإن نفس الانسان تضيق بطبيعة الحال من كثرة الاوامر والطلبات من رئيسها
وتضيق أكثر حين يعلم ان لا مناص من القيام بهذه الاوامر ليبقى على الكرسي الوهمي من الغرور والخداع النفسي بأنه الافضل


وربما ما يدفعه الى تحمل الضريبة المترتبة على التعامل مع الجان هو الرغبة في الثراء والطمع المادي مستغلا حاجة البشر وضعفه النفسي
فالنفس توَّاقةٌ نحو الدَّعَةِ ، و ساعيةٌ إلى الخمول و السُّكون
ومن هنا تتكاثر صفات ذميمة كسقوط النفس و الخنوع للأشخاص و الهياكل لا للمبادئ و القواعد.

او قد يكون السبب هو الرغبة في إظهار النفس وتكوينها
وربما لذلك جذور عميقة من الطفولة والشعور بعدم الجدوى وعدم الاهمية وعدم اكتراث الغير له
فيميل الى تصديق انه قادر على فعل الخوارق
دون الاهتمام الى ان صناعة النفس بحد ذاتها هي عملية خاضعة لعدد من المقاييس والمعايير
منها عدم رفع النفس فوق قدرها وحسن ادارة النفس
وتزكية النفس عن طريق تنميتها بالطاعات والاخلاق وعن طريق تطهيرها من الآفات والمعاصي والسفائل
ثم بالاعتماد على النفس والعلم والتوكل على الله وحده دون أي من عباده الانس او الجن
وهل خاب من خاب وخسر من خسر إلا بالوهن و الفشل و الاعتماد على الغير؟

ولذا كانت قاعدة الاعتماد على النفس والتوكل على الله
قاعدة يجب أن يشربها الأطفال مع اللبن حتى يشبوا على الهمة و العزة و الشهامة
غير واهين ولا وكلين ولا معتمدين على احد

يحيا المعتمد على نفسه حياة عز واستقلال سالما من كل إهانة واحتقار كالنخلة باعتمادها على نفسها واستقامتها على جذعها تعيش في مأمن من دوس الأقدام و نيل الحيوانات منها.

ويعيش المتكل على غيره معيشة ذل و صغار، حياته معلقة بخيط من رضاء سيده المعتمد على ظله، كشجرة العنب لا تنمو وتمتد أغصانها إلا بامتدادها على غيرها، واعتمادها على سواها. فإن حياتها تدوم ما دامت مستندة على غيرها. فحينما ينفصل عنها تصبح عرضة للجوائح و دوس الأقدام و نهبة الحيوانات.
فإن الاتكال على غير الله وسادة لينة يتطلبها من يميل إلى النعاس




والاعتقاد بالكرامات والاعتقاد بتحقيق الخوارق عن طريق الجان هو تبرير لميلهم إلى الدعة و إخلادهم إلى الراحة وعدم كفاءتهم للقيام بالعظائم، فأقنعوا من حولهم بقدرتهم وشلوا أعضاءهم عن العمل.
وهذا خور وسخافة وعبث مع الله سبحانه ومحاولة لتبديل سنته في خلقه
لأجل مجادة ذلك الوهن الوكل.


واعطى المسلمون المنخرطون في سلك التعامل مع الجان فكرة عن ان الاسلام هو دين التواكل و الكسل والقعود،والغيبيات.... وفتحوا امام الاعداء المجال واسعا للحكم على الإسلام ـ ذلك الصراط المستقيم ـ بما رأوه و يرونه من المسلمين غلطا أو تغليطا لإفساد الإسلام وتشويهه و تزهيد الناس فيه و ترغيبهم في مدنيته و حضارته

    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة