عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 02-06-2013, 12:15 AM   #1
معلومات العضو
أبوسند
التصفية و التربية
 
الصورة الرمزية أبوسند
 

 

I15 العلامه عبدالعزيز بن باز رحمه الله //- هل للزاني توبة ؟



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



هل للزاني توبة


السؤال :

لقد أغواني الشيطان وفعلت جريمة الزنا وأنا أعلم أنها جريمة بشعة، وأريد أن أتوب إلى الله عز وجل، فهل يتوب الله علي، علماً أنني كنت أقول سوف أفعلها ثم أتوب، فهل لي من توبة ؟

الجواب

التوبة بابها مفتوح إلى أن تطلع الشمس من مغربها، فمن تاب إلى الله توبة نصوحاً من الشرك فما دونه تاب الله عليه. والتوبة النصوح هي المشتملة على الإقلاع من الذنوب، والندم على ما فات منها، والعزم الصادق على ألا يعود فيها، خوفاً من الله سبحانه، وتعظيماً له ورجاء لعفوه ومغفرته، كما قال الله سبحانه: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا[1]، وقال سبحانه: وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ[2]، وقال تعالى: وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى[3]، وقال عز وجل: قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ[4]، وقد أجمع العلماء على أن هذه الآية نزلت في التائبين، ويزاد على الشروط الثلاثة المذكورة في صحة التوبة شرط رابع فيما إذا كانت الحقوق لآدميين، وهو أن يؤدي إليهم حقوقهم من مال أو غيره أو يستحلهم منها لقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((من كان عنده لأخيه مظلمة من عرض أو شيء فليتحلله اليوم قبل ألا يكون دينار ولا درهم، إن كان له عمل صالح أخذ من حسناته بقدر مظلمته، فإن لم يكن له حسنات أخذ من سيئات صاحبه فحمل عليه))[5] أخرجه البخاري في صحيحه. والواجب على المسلم أن يحذر الشرك ووسائله وجميع المعاصي؛ لأنه قد يبتلى بشيء من ذلك، ثم لا يوفق للتوبة، فتعين عليه أن يحذر كل ما حرم الله عليه وأن يسال ربه العافية من ذلك، وألا يتساهل مع الشيطان فيقدم على المعاصي بنية التوبة منها، ولا شك أن ذلك خداع من الشيطان وتزيين منه للوقوع في المعاصي بدعوى أنه سيتوب منها، وقد يعاقب العبد فيحال بينه وبين ذلك، فيندم غاية الندامة، وتعظم حسرته حين لا ينفعه الندم. وقد قال الله سبحانه: وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ[6]، وقال سبحانه: وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ[7]، وقال عز وجل: يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ * إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ[8] والآيات في هذا المعنى كثيرة.

[1] سورة التحريم من الآية 8.

[2] سورة النور من الآية 31.

[3] سورة طه من الآية 82.

[4] سورة الزمر الآية 53.

[5] رواه البخاري في المظالم والغصب برقم 2269، وأحمد في باقي مسند المكثرين برقم 10169.

[6] سورة البقرة من الآية 40.

[7] سورة آل عمران من الآية 28.

[8] سورة فاطر الآيتان 5 – 6.

نشرت في مجلة الدعوة بعدد 1365، في 11/ 5/ 1413 هـ - مجموع فتاوى ومقالات متنوعة الجزء التاسع.


 

 

 

 


 

توقيع  أبوسند
 

يقول العلاّمة محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله

طالب الحق يكفيه دليل ...
... وصاحب الهوى لايكفيه ألف دليل

الجاهل يُعلّم
وصاحب الهوى ليس لنا عليه سبيل

--------------------------
حسابي في تويتر

@ABO_SANAD666



    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة