عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 02-03-2012, 05:43 PM   #60
معلومات العضو
فاديا
القلم الماسي
 
الصورة الرمزية فاديا
 

 

افتراضي

أحسنت أخي ابو سند ، جزاك الله خيرا وبارك فيك

أنا في الحقيقة أول مرة أقرأ هذا الموضوع



وقد زاد هذا الموضوع من معتقداتي المؤكّدة حول مرض النرجسية الذي تعاني بسببه نصف نساء مجتمعاتنا العربية كونه يصيب الرجال بشدة وبكثرة .


أن هناك أناس يعتقدون أنهم أصبحوا عظماء

وان على الناس أن تسمع فيهم وتتناقل أخبارهم


فيقومون بأمر مخالف جدا وملفت للنظر مثل حديث هذا الرجل عن الرسول صلى الله عليه وسلّم


ولا أظنّه بحسن النية ، ولا أظن أيضا أنه لا يعرف رد الفعل على أوساط شعبية ودينية لما قاله


ولكن هدفه : تجاري إعلامي


حقق لنفسه بعض الشهرة القومية حتى لو كانت سلبية

ويكفي اعتذارا على وسائل الإعلام حتى تغلق القضية
ويبقى اسمه الذي أصبح رنانا الى حد ما
وأرضى نفسه بأن عرف الناس بأمره ونال انشغال البعض بالرد عليه

وادعو الدكتور ( طارق الحبيب ) وغيره من الأطباء النفسيين و الخبراء الاجتماعيين الى تحليل هذه الظاهرة النرجسية المقيتة والتي يعرف حضرته كما يعرف أعلام الطب النفسي أنها تصنف ضمن ( الاضطرابات العقلية المستترة ) ، والتي نعرف أن لا علاج لصاحبها الا ان اقتنع بحاجته الى علاج ، ويا ليتك تعترف بحاجتك الى العلاج ، وتمارس مواهبك العلمية في علاج نفسك اولا.



هذه الظاهرة الغربية التي تجعل أمثال هؤلاء يشعرون (بهوس الأهمية ) عندما يرون انهم أصبحوا محورا لقضية أي قضية

والتي يزداد فيها شعورهم بالرضا والغرور عندما يرون ردود الفعل المحاربة لهم والمعاكسة لآرائهم

بل ان امثالكم هم من يعانون من عقد النقص و الدونية منذ الصغر ويشعرون انهم أقل قيمة من غيرهم رغم مظاهر الغرور ، ذلك القناع الذي يخفون به خواءهم الداخلي والذي يجعلهم يشعرون بعدائية ضد كل من في الكون وكأن البشر كلهم محاسبين على طفولة عاشوها في احضان القهر والاهمال والتهميش.



لا تستغربوا ان يتحدث هذا الطبيب المريض بهذه الصيغة عن أكرم الخلق ، فهو بنظر نفسه أكبر من كل الوجود والأمور تمت برضاه وموافقته وتحليله الأعمى


لقد وقع في أخطاء حتى في التحليل النفسي البحت عندما قال أن الخطأ يكمن في فارق السن ؟ وان دلّ هذا فهو يدلّ على قلة تمكنه من علمه وعليه ادراج شهاداته التي حصل عليها ورخصته في مزاولة الطب النفسي لنتأكد حقا انها غير مزورة وليست بالواسطة .


هل من الصعب عليك كطبيب نفسي أن تعرف أسباب الخلافات والأخطاء التي تقود اليها في كل العلاقات ؟
هل من الصعب عليك ادراك الاسباب الحقيقية التي زادت من المشاكل النفسية لدى الأفراد في عصر التكنولوجيا.

ان انهيار العلاقات كلها تحدث بسبب بعد البشر عن سيرة الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم

والتي أقمحتها في تحليلاتك المريضة ووضعتها نموذجا لمرضاك ! ولو كان الرجال يحذون حذو الرسول في تعاملهم مع زوجاتهم لقلت نسبة هذه الخلافات، فالفرس من الفارس يا دكتور ونساء اليوم يشكين من غياب الرجال ...( الرجال حقا ) ...ولعل (الأرض) أول انثى شكت واحتجت من غياب الرجال الحقيقيين ،ها هي أرضنا يدنسها اليهودي القذر والاجنبي الوسخ ، فأين هم الرجال؟ طبعا لن نجد رجالا اكفاء ، ورجالا سادة ،
ما دام أغلبهم مثل حضرتك ، مشغولين بحصر مصادر لنرجسيتهم وغرورهم وانانيتهم على حساب كل من حولهم ، القريب والبعيد.


أما النسبة التي وضعتها لفرق السن النموذجي بين الرجل والمرأة كنموذج صحي للزواج فهو ضرب من ضروب التفكير المتأخر ولا علاقة لها بالتحليل النفسي ولا الاجتماعي ومن الخطأ ان تجعل التقسيم العمري للفئات المجتمعية والبناء الديموغرافي أساسا لتكوين علاقات زوجيه صحيحة .


ومن الغريب أن يكون طبيبا نفسيا هو من يتحدث؟

ولو كنت دقيقا في ابحاثك النفسية وتحليلاتك الاجتماعية لعرفت أن ما تعاني منه مجتمعاتنا العربية
أمرا آخرا

فالمرأة في الشعوب العربية ( على الغالب ) تربت في مجتمع أبوي ، الأب فيه هو الحاكم وهي بذلك لا ترضى من يكون أصغر منها سنا بل تفضل عليه رجلا خارجا من بوابات التاريخ بشعره الرمادي وهمومه الوجودية

وهي بهذا الاختيار تتأقلم وتعيش معه ، لا لكي تبحث عن الأب فيه
بل لأنه بهذه الصفات رمزا للرجولة في نظرها
وطبعا هذا خطأ في التفكير ، فلا يحتاج الرجل ان يكون كبيرا بالسن حتى يكون رمزا للنضج والرجولة المطلوبة ، وكان عليك ان تستشهد بزواج الرسول الكريم من سيدتنا خديجة مثالا على ان التفاهم في اروع معانيه من الممكن ان يتحقق ضمن فرق السن هذا

كما أنك أخطأت يا دكتور بقولك أن الطفل الذي يُحرم من امه يبقى في حالة بحث عن أم ولذلك يختار امرأة تكبره سنا !! وعجبي ان طبيبا هو من يتحدث ؟


اولا - يتأثر الطفل بأمه في السنوات الأولى من عمره وهي أهم الفترات التي تقوم بتشكيل شخصيته ،


ثانيا - الاضطرابات التي تحدث في حياة أيتام الأم ، لا يكون سببها فقدان الام اساسا ، وانما عدم توفّر البدائل عنها

ولهذا ترى الكثيرين في عيادتك ممن يعانون اضطرابات شخصية ونفسية بوجود الأم او عدم وجودها ، وذلك لأنه لم يتوفر لهم في طفولتهم من يقوم بدور الأم
فوجود الام قد لا يعني انها قامت بدورها الصحيح في تأسيس شخصية الطفل
وما يحتاجه الطفل لتشكيل شخصية صحية هو ( الدور ) وليس ( الفرد ) ، والرسول صلى الله عليه وسلم قد حفظه الله في طفولته وفي شبابه ، ألم تسمع عن سيرة الرسول وكيف حفظه الله من اليتم وكيف تربي في كنف جده وعمه وكيف حصل على الدلال وجالس أكابر القوم من طفولته ، وكيف حصل على الحنان الكامل من امه ومرضعته وحاضنته ؟

وثالثا : عادة ما يبحث الرجل عن اشياء كثيرة عندما يقترن بأنثى سواء كان مضطربا او عاديا ، وآخر ما يبحث عنه هو الام ( بعمرها وشكلها ) ، وان كان يبحث عن صفات الحنان في الزوجة ليس معنى هذا انه يبحث عن الامومة ، كل الدنيا بحاجة الى حنان ورفق سواء من عاش في كنف امه او عاش في كنف الذئاب.



اذن فأنت أصلا مخطئ في نظريتك حول الأعمار ، وكان المفروض ان تنشر نماذج حياة الرسول الكريم على مرضاك علّهم يفهموا ما سر الخلل في شخصياتهم او حياتهم الزوجية او الأسرية


ان طبائع الناس تختلف والأعمار هي اتفه ما نحمله يا دكتور ولعلّك تنقصك الخبرة في الحياة لتعرف الأسباب الحقيقية للاختلاف بين البشر في علاقاتهم على كافة مستوياتها

انه الافتقار الى الصدق ، والى مخافة الله ، وتجاهل ما يجب ان يكون عليه الزوج المناسب والصديق المناسب والشقيق المناسب

أما المثال العكسي الذي ضربته حول اختيار الرجل لزوجة صغيرة في السن لتكون وعاءا لما يحتاجه في تلك السن ، فقد أخطأت أيضا في تحليل شخصية الرجل الشرقي وصوّرت الرجل في مرحلة من مراحل عمره ( لا اعرف بالتحديد كم هي عندك) ، انه يحتاج الى من تعيد اليه شبابه


وانت مخطئ بهذا ، فالرجل في مجتمعاتنا يشعر انه لا زال شابا مهما كان في العمر كبيرا وانه مناسب لأي امرأة كانت في أي عمر أقل منه وقادر على اسعادها، ولعلّ التحليل البيولوجي يعطيه حقا في اعتبار عمره الشبابي ، طويل ،



هذا من ناحية ، ومن ناحية أخرى فالرسول عليه السلام كانت دعوته هي الاساس وزواجه كان في كل زاوية تحقيقا لمبادئ الدعوة وتعليم الناس اصول دينهم في كل نواحي حياتهم وهناك سببا لزواجه - راجع سيرة الرسول الكريم لتعرف

ولم يكن يبحث عما يرضي نفسه ، فهو النبي المعصوم عن الاخطاء وما كان لك ان تستشهد بأمثلته في تحليلك المريض ، لأن تحليلك أصلا لا يقوم على أسس علمية ولا نفسية ولا اجتماعية فكيف تريد ان تقحمه قسرا بتحليلات شرعية ؟


عندما يختلف الناس فيما بينهم يبحثون عن كل الاسباب التي من شأنها ان تبرر فشلهم

وعادة ما يعلقون الاسباب على مشاجب لا تخصهم ، فهو العمر الذي كان سببا للاختلاف
وربما اختلاف اللهجة واللكنة ما دعا الى الفشل
وقد يكون اختلاف الجنسية واختلاف الأصول والمنشأ
فمن الخطأ ان تتزوج قريبا من ناحية ، ومن الخطأ ان تتزوج بعيدا في مثال آخر !


كل هذه مسوّغات فردية لا تبنى عليها نظريات

والاسباب الحقيقية تندرج في الصفات الحقيقية للأفراد واخلاقهم ونظرتهم للطرف الآخر ومعتقداتهم عن الحياة بأكملها

بماذا اذن تبرر نجاح العلاقات بين الطرفين في الماضي .... القريب ،،،وليس البعيد ، ماضي امي وامك وجدتي وجدتك ؟

عندما كان الناس لا يعرفون اعمار بعضهم ، وكان تقييد تواريخ المواليد من المستحيلات
تزوجت جدتي من جدي الذي يصغرها ب 16 عاما ولم تكن تعرف الفرق بين سنه وسنها ولا هو كان يعرف ان هناك فرقا بالسنوات بينهما.
فقط انسجما ، ولم يختلفا على مدار حياتهما المشتركة التي دامت ستين عاما،
ولا اعرف متى جاء الغريب الى القرية ليذكر جدّي انه وُلد أيام الثلجة السابعة في شهر آذار ، واكتشفت جدتي انها بهذا الوقت كانت في اوج صباها
الحمد لله ان ذاك الغريب جاء في مرحلة متأخرة جدا من اعلانهما الزواج ، وكان عندهما ابناء ..واحفاد أيضا
والا لربما تسببت نظريتك هذه في إعلان فشل زواجهما بعد ان اكتشفا الفارق العمري ،
فلا جدي كان يبحث عن أمه المفقودة ، ولا جدتي كانت ( الصبوحة ) التي تبحث عمّن يؤكّد لها شبابها !

هل عندما اصبحنا نعرف في اي تاريخ وُلدنا خُلقت بيننا مشاكل الانسجام ؟

هل اصبحت العلاقات الصحيحة مرتبطة بدائرة الأحوال المدنية ؟

السبب الحقيقي هو ان الزواج كان ميثاقا في تلك العصور له قدسيته وله احترامه،

كان أساسا ونواة لتشكيل الأسر، وامام مشروع بنيوي كهذا ، ما كان احد يتجرأ على الاخلال فيه وهدمه تحت اسباب المزاجية والاسباب المتفرقة ، أما الآن، للأسف ، فقد الزواج هالته ، واصبح في عداد التجارب التي يتبرأ المرء منها بسهولة تحت اي ظرف طارئ.



حسب نظريتك هذه عن الفارق العمري واعتباره سببا وجيها في العلاقات الصحية بين البشر :

فليس بوسعي الا ان اطالب الجهات المسؤولة بإلغاء دوائر الاحوال المدنية
حتى تخف احدى الاسباب المؤدية برأيك الى نزاعات الأفراد فلا يضطر احد الى اعتبار فرق السن مسوّغا لتعليق فشله.


التعديل الأخير تم بواسطة فاديا ; 02-03-2012 الساعة 09:38 PM.
    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة