عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 26-04-2005, 05:31 AM   #7
معلومات العضو
أبو البراء

لموقع ومنتدى الرقية الشرعية - مؤلف ( الموسوعة الشرعية في علم الرقى )
 
الصورة الرمزية أبو البراء
 

 

افتراضي

الوقفة السادسة :

يقول الدكتور الصغيّر – وفقه الله لكل خير - : ( توهّم التعارض بين العلاجات الدوائية " إبر وحبوب ونقط " والرقية ، وأن الرقية لا تؤدي دورها إلا بعد ترك الأدوية النفسية 0
وهذا أكثر ما يقع من المعالجين إما عن جهل ، أو عن مكر وخبث لجذب المرضى واستغلالهم ) ( توعية المرضى بأمور التداوي والرقى – ص 62 ) 0

1)- لا يوجد تعارض مطلقاً بين الرقية الشرعية والعلاج الشرعي وبين الطب العضوي والنفسي والعلاج العضوي والنفسي ، ومن قال بغير ذلك فقد وهم ، ونحن مطالبون بالجمع بين اتخاذ الأسباب الشرعية والأسباب الحسية وفي كل خير بإذن الله تعالى ، ونصيحة أوجهها في هذا المقام لبعض المعالجين –وفقهم الله لكل خير–ممن يُلزمون مرضاهم بترك العلاج العضوي أو النفسي أن يتقوا الله في أنفسهم ، حيث أنه ليست هناك أية علاقة مطلقاً في تأثير الرقية بعد أو قبل استخدام الأدوية العضوية أو النفسية ، والأولى القراءة على المريض إذا كان واعياً مدركاً لما حوله إن كان ذلك ممكناً ، وهذا يحتم على المعالجين بالرقية أن يتيقنوا أن المريض أمانة في أعناقهم ، وهم مسؤولون عنه أمام الله عز وجل 0

2)- المسألة الثانية التي لا بد أن تأخذ حيزاً مهماً في حياة المعالج أنه لا ينبغي له بأي حال من الأحوال التدخل في مسائل الطب بشقيه العضوي أو النفسي إلا في حالة حصوله على إجازة في مزاولة مهنة الطب ، أما أن يتدخل في المسائل الطبية دون وعي وإدراك للعواقب الوخيمة التي قد تحدث نتيجة لمثل ذلك التصرف ، فهذا خطأ عظيم ، ويجب أن ينحصر اهتمام المعالج بالحالة المرضية ودراستها دراسة علمية موضوعية متأنية للوصول إلى الداء ووصف الدواء النافع بإذن الله تعالى ، وإن تبين له أن الحالة تعاني من مرض عضوي أو نفسي فلا بد له من إحالتها إلى من يوثق في علمه ودينة من أهل الاختصاص في مجال الطب العضوي أو النفسي 0

3)- ولا يرى مانع مطلقاً إن كانت هناك مرئيات معينة لدى المعالج بخصوص الحالات التي تعاني من اضطرابات نفسية وتستخدم تلك الحالات بعض العلاجات النفسية من إعطاء توجيهاته ورأيه للحالة المرضية بالعودة إلى الطبيب واستشارته في إمكانية تقليل الجرعة أو تغيير الدواء ونحو ذلك ، أما التدخل المباشر من قبل المعالج لإيقاف الدواء العضوي أو النفسي أو صرف الأدوية للعلاج فهذا لا يجوز مطلقاً وقد يترتب على مثل ذلك الإجراء مضاعفات خطيرة ، ولا يستغرب طرح ذلك فقد وصل الأمر بالبعض إلى استخدام تلك الأساليب مع المرضى ، بل أن البعض فقد حياته نتيجة لمثل تلك التصرفات غير المسؤولة ، ولا حول ولا قوة إلا بالله 0

4)- وكذلك فإن المعالج مطالب باستشارة الطبيب العضوي في بعض الاستخدامات المتاحة والمباحة من حيث الآثار التي قد تتركها على المريض في العلاج ، وعلى سبيل المثال فالحالات المرضية التي تعاني من أمراض روحية تعطى بعض العلاجات كزيت الزيتون واستخدامه قبل النوم ، وقد يؤدي ذلك إلى ظهور بعض الأعراض الجانبية كحساسية في الجلد ونحو ذلك من أمور أخرى ، وفي مثل هذه الحالة فالمعالج مطالب بتحويل المريض لاستشارة الطبيب الأخصائي في الأمراض الجلدية لتوجيه الحالة الوجهة الطبية الصحيحة ، وقس على ذلك كثير من المواقف التي تتطلب من المعالج أو المريض العودة للطبيب واستشارته في المسائل الطبية 0

5)- وقد يضطر المعالج أحياناً أثناء تأديته لعمله من الاتصال بالطبيب الأخصائي أو زيارته لمعرفة بعض الأمور التي تهمه في العلاج وتساعده في أداء عمله على الوجه المطلوب ، وهذا بطبيعة الحال يساعد على الإلمام بمستلزمات السلامة ومعرفة طرق الوقاية العامة ، واتخاذ مثل تلك الإجراءات تحول دون ترك أي أثر سلبي على سلامة الحالة المرضية العضوية أو النفسية 0

قصة واقعية :

ذات يوم اتصل بي أحد الإخوة الأحبة في ساعة متأخرة من الليل ، يشكو من حالة امرأة قريبة له ، حيث بين لي بأنها تتصرف بقوة غريبة وعجيبة ، وقد ذكر لي بأن الأطباء قد استخدموا معها مادة الفاليوم وأعطيت إبرة ( 15 ملغم ) لتهدئتها ، ومع ذلك بقيت على حالتها السابقة ، وقد أكد الأطباء بأن كمية ( 5 ملغم ) تكفي لمثل ذلك الأمر ، ومن فوري اتصلت بطبيب استشاري لسؤاله عن إمكانية حصول ذلك وإعطاء بعض المرضى مثل هذه الجرعة القوية دون أن يكون لها أيّ تأثير يذكر ، فأشار لي بإمكانية حصول ذلك بالفعل ، وفعلاً عندما توجهت لأعاين تلك المريضة لم يتبين لي أنها تعاني من أية أعراض روحية ، وتم إحالتها إلى الطب النفسي ، وبقيت تحت الإشراف الطبي إلى أن كتب الله لها الشفاء ، والله تعالى أعلم 0

6)- أما قول الدكتور الصغيّر – وفقه الله لكل خير - " وهذا أكثر ما يقع من المعالجين إما عن جهل ، أو عن مكر وخبث لجذب المرضى واستغلالهم " ، فلا زلت أعتب على الدكتور الفاضل لتعميم الأمر واستخدام أسلوب يميل إلى الحدة ، مع أن المفترض حسن الظن وتغليب أخوة الإسلام على كل اعتبار ، وحمل ما يصدر عن المعالجين أصحاب العلم الشرعي أو ينسب إليهم على المحمل الحسن قدر الإمكان ، وإذا صدر ما لا يمكن حمله فيعتذر عنهم وليعلم أن هذا ليس دعوة إلى القول بسلامتهم من الأخطاء فكلهم خطاءون والكريم النبيل من اغتفر قليل خطأ المرء في كثير صوابه ، وتحاشي الإقدام على تخطئتهم إلا بعد النظر العميق والأناة الطويلة ، والبعد عن مسائل الشغب والفتنة ، والالتزام بأدب الإسلام في انتقاء أطايب الكلام وتجنب الكلمات الجارحة والعبارات اللاذعة ذات اللمز والغمز والتعريض بالسفه والجهل 0

والذي يتبين من خلال ما ينقله الدكتور الصغيّر – وفقه الله لكل خير - وكأنما هذا هو ديدن أكثر المعالجين ، وهذا خطأ بيّن ، فلا زالت الدنيا بخير ، ولا زالت هذه الأمة بخير ، وسيبقى رجال ظاهرين على الحق لا يضرهم من خالفهم ولا من خذلهم إلى قيام الساعة 0

يتبع / 000

    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة