[بوراشد]

أخواتي الكرام

الرقاة الافاضل والمشرفين الكرام


السلام عليكم ورحمة الله

لا حظت أن الحالات بعضها أو جلها تعاني من ظاهرة التعلق الشديد بالرقاة بطريقة توحي وكأن الشافي هو الراقي ...نسأل الله السلامة والعافية ...

لدرجة أن بعض الحالات ربما لو غاب الراقي أو مرض أو غيبه الموت لا قدر الله ...قد تحدث لها كارثة !


وهذه الظاهرة لها اسباب منها حسب اعتقادي :

- ضعف التعلق بالله ....

- تكاسل الحالات عن مجاهدة النفس والشيطان والأخذ بالأسباب الشرعية فهم يريدون علاجاً على طريقة الوجبات السريعة ...!!!

بمعني الراقي هو الملزم بتقوى الله والصيام والقيام وقراءة القرآن والمحافظة على أذكاره وتحصين نفسه ... والحالة على راحتها تفعل ما تريد ... فقط إذا تعبت تتصل بخدمة التوصيل ليحضروا لها الراقي !!!


- استعراض بعض الرقاة لأنفسهم بطريقة دعائية توقع في نفس المريض أن هذا الراقي أسطورة في العلاج وأنه قد عالج ...990 ألف حالة وكلها شفيت بحمد الله... ولا أدري كيف حسب هذه الحالات أم أنها التكنولوجيا المتطورة !

( طبعا هم بعض الرقاة خارج منتدانا )


ولذلك كله أطلب من كافة أخوتي الرقاة والمشرفين فضلا وتكرما بالتالي :

- تحليل هذه الظاهرة من وجهة نظرهم ...



""""""""""

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


مفهوم تعلق المريض بالمعالج الراقي

هو تعلق غير طبيعي يجنح بصاحبه ليخرجه عن دائرة التوازن و الاعتدال و قد يكون من الذين كان تعلقهم بالله سبحانه وحده ثم بدأ التعلق بالمعالج رويدا رويدا يبعدهم عن الله فيقل التوكل عليه سبحانه و الثقة بقدرته و تزداد الروابط بالمعالج ...

و من علامته :

أن حالته تنتكس سريعا بمجرد أن يغيب عنه المعالج ..و أنه لا يقبل علاجا من غيره و إن كان نفس العلاج و أنه يشك ثم يشكك في غيره من الرقاة

.....أسبابه

ما يخص المعالج

نبدأ بالأسباب الخاصة بالمعالج لأنه يلعب دورا فعالا في تعلق المريض به تعلقا غير سوي


أولا: تزكية النفس لكسب الثقة و قد يتوهم المعالج أن ذلك لا لشيء إلا لربط المريض بالعلاج و الرقية حتى لا يذهب للسحرة مثلا و للدجالين و لا يعلم أنه يوقع المريض في التعلق به حيث يرى فيه الخير و الصلاح

ثانيا : الإكثار و عدم التوازن في ذكر القصص و الحالات التي مرت بالمعالج
قد تكون النية حسنة عند المعالج فيذكر للمريض الحالات المستعصية و التي من الله عليها بالشفاء على يديه لكي يقوي من عزيمة المريض و يثبته و لكن الإكثار من ذكر ذلك يوقع المريض في الإعجاب بالراقي و التعلق به

ثالثا : تجاوز الحد في أخذ تفاصيل و معلومات المريض حتى يخوض و يتوسع في الأمور الشخصية و الخاصة مما يكسر الحواجز بينهما فيزيد من تعلق المريض خاصة و قد كشف له عن المخبآت
و أخطر ما يكون إن كان المعالج يفعل ذلك مع النساء بحجة الرقية فتذكر المرأة للرجل أخص الخصوصيات

رابعا : التحدث مع المريض عن الجانب الشخصي الخاص للمعالج بعض المعالجين يحاول أن يهون من مصاب مريضه فيحدثه عن نفسه و ربما مصائبه و ابتلاءاته و ....و يسهب في ذلك حتى يتعلق المريض بالمعالج و يتخذه كالصديق ثم تتحول الصداقة إلى تعلق يفوق ذلك الرباط

خامسا : إبداء المعالج تعاطفا و شفقة زائدة عن حدها و هذا يوقع المريض في التعلق الزائد بمعالجه حيث يظن أنه وجد ضالته

ما يخص المريض

أولا :
قلة الوعي لدى المريض و فهمه الخاطئ لمفهوم الرقية الشرعية ..

فكثير من الحالات تظن أن الرقية لا تتم إلا بالذهاب إلى راق ..وأنها لا تستطيع رقية نفسها و يحدث عندها ارتباط شرطي بأن استقرار بل وتحسن حالتها مرتبط بمداومة الذهاب إلى الراقي


ثانيا :وقلة الوازع الديني :

حيث تعتقد الحالة أن وجود الراقي سببا في الشفاء .. اعتقادا منه بأن الراقي له قرب خاص بالله يجعل علاجه نافع أكثر وهذا بالطبع لا يجوز
وناتج عن خلل بالعقيدة وأيضا عن ضعف الهمة قلة الثقة في النفس و خوار العزيمة

ثالثا:
الفراغ العاطفي حيث يحس المريض بأن المعالج من يحس فعلا بمعاناته و أنه إنسان رقيق المشاعر عاطفي حساس فيرى فيه مكمن لإشباع غريزة العواطف و يحدث ذلك خاصة عند المرضى الذين يجدون معارضة و عدم تفهم لحالاتهم و معاناتهم من قبل أهليهم و ذويهم

رابعا :
الإعجاب الزائد بشخصية المعالج

خامسا :
تعرض المريض للعزلة لمدة طويلة يجعله يتعلق أول و أكثر ما يتعلق بالمعالج
:تأثير الصدمات الماضية على المريض فقد يتعرض للنصب و الاحتيال مثلا من قبل سحرة أو دجالين أو قد يذهب لمعالجين قبل ذلك المعالج و لا يكتب الله له التحسن في حين يكتبه على يد معالج ما فيكون الابتلاء بأن يحدث التعلق بذلك المعالج

سادسا :
تكملة النقص بحيث يرى المريض بأن إصابته بالمرض الروحي يعد نقصا و أن تكملة أو تعويض ذلك النقص يكون بارتباطه ارتباطا وثيقا بالمعالج الذي يرى فيه جانب التقوى و الورع و الصلاح


الأسباب المشتركة بين المريض و المعالج

أولا :
ضعف التعلق بالله سبحانه و هو الداء الدوى و المرض المعلن أو الخفي

ثانيا :
قلة التوكل على الله سبحانه و تعالى و يأتي كنتيجة حتمية للنقطة الأولى
و قد تكون بداية الطريق سليمة بالنسبة للمعالج و المريض ثم ما يلبس أن تنحرف بأحدهما أو كلاهما
و كلما قل التوكل على الله كلما زاد الارتباط بالمعالج و من قل توكله أوكله الله لنفسه و لشيطانه

ثالثا:
التوسع في الاعتماد على المواد الحسية و إن كانت مباحة فالمعالج قد يعتقد أنها أسرع طريق لشفاء المريض و كذلك المريض و هذا أيضا يبعد كلاهما عن التعلق بالله و النفس مجبولة على التعلق
فإن تعلقت بالله قل تعلقها بخلقه و إن قل تعلقها بالله زاد تعلقها بمن سواه تماما كحال انشغالها بالخير و الشر فإن لم تشغلها بالخير شغلتك بالشر

رابعا :
تدخلات و تأثيرات شياطين الجن و الإنس كذلك ضعف النفس البشرية التي تحتاج للزاد بين فينة و أخرى

خامسا :
السعي وراء المكاسب و المنافع الوقتية و السريعة

سادسا :
التخوف الزائد من انتكاس الحالة المرضية

العلاج

1-وللراقي دور في إفهام الحالات التي تأتيه أن الأصل أن يرقي الإنسان نفسه
لأن الشافي هو الله سبحانه ويستطيع بتدبره القرآن وقراءته أن يعالج نفسه بنفسه..

فيجب ان يتجه بقلبه ..وجوارحه ..الى الله وحده سبحانه ..

2- تقوية الارتباط بالله عز و جل و استشعار مراقبته و معيته في جميع خطواتنا حركاتنا و سكناتنا

3-كذلك الاعتدال في التعامل مع المريض فلا نميل و لا نشطط

3-الانتباه و علاج حالات التعلق بما يليق بمجرد معرفته و عدم ترك المسألة للأيام أو الزمان كما يشيع فعل بعض الناس ...

ونسأل الله أن يجعل منتدانا منتدى يعلق قلوب العباد برب العباد ...ويعينهم على طاعته ومرضاته ...


إعداد طاقم الإشراف