عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 24-07-2008, 02:55 AM   #3
معلومات العضو
إسلامية
إشراقة إدارة متجددة
 
الصورة الرمزية إسلامية
 

 

Lightbulb أنقل إليكم آراء بعض المتخصصين والاستشاريين ...

تقول الأستاذة إيمان محمد، عضو فريق الاستشارات الإيمانية بمصر:
السلام عليكم ورحمة الله- أخي الفاضل- لقد قدَّر الله سبحانه وتعالى الموت على جميع العباد، فقال جل شأنه: "كل نفس ذائقة الموت" [الأنبياء:35]، وقال تعالى: "نحن قدرنا بينكم الموت وما نحن بمسبوقين" [الواقعة:60].


والخوف من الموت بل وكراهيته أيضا أمر طبيعي، وكرهك للموت لا يعني أنك تكره لقاء الله، فقد روى البخاري ومسلم في صحيحيهما، عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه، ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه) فقلت: يا نبي الله: أكراهية الموت.. فكلنا نكره الموت، قال: "ليس كذلك ولكن المؤمن إذا بشر برحمة الله ورضوانه وجنته أحب لقاء الله فأحب الله لقاءه، وإن الكافر إذا بشر بعذاب الله وسخطه كره لقاء الله فكره الله لقاءه" متفق عليه.

ولا شك – أخي الكريم- أن الموت مصيبة، فهكذا سماه الله تعالى في كتابه الكريم: (...فَأَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةُ الْمَوْتِ...)(المائدة: الآية106)، ولكن المصيبة الأكبر هي الإعراض عن ذكره وقلة التفكير فيه، وعدم الاستعداد له، بالعمل الصالح.

فيجب علينا الإعداد والاستعداد للموت، والإكثار من ذكره وتذكره، لما روي عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: (أكثروا من ذكر هادم اللذات) الموت. رواه الترمذي والنسائي.

والكيس حقاً، كما يقول الرسول في الحديث الذي رواه الترمذي "الكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت، والعاجز من أتبع نفسه هواها وتمنى على الله".

والاستعداد للموت يكون بترك المعاصي، والإقبال على طاعة الله، والإكثار من الأعمال الصالحة، والتوبة الصادقة، والرغبة في نيل ثواب الآخرة، وعدم التقصير في أداء العبادات المفروضة، لأن الموت يأتي بغتة.

ولكن لا تجعل الخوف من الموت سبباً في دوام حزنك ويأسك، فهذا الإحساس الذي تشعر به من دنو أجلك، إنما هو من الشيطان الذي يريد أن يصيبك بالحزن، وينغص عليك حياتك، ويبعدك عن طاعة الله.

فكلنا - يا أخي- سنموت ونترك هذه الدنيا الزائلة القصيرة، لننتقل إلى الحياة الحقيقية الخالدة، وهي الآخرة، "وما هذه الحياة الدنيا إلا لهو ولعب وإن الدار الآخرة لهي الحيوان لو كانوا يعلمون" (العنكبوت: 64)، فقد خلق الله الموت والحياة والدنيا والآخرة ليختبرنا في الحياة الدنيا ويجزينا بعملنا في الحياة الآخرة (الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ) ( الملك: 2).

و لك أن تدعو الله بزيادة العمر وأن يهبك الله بركته مادام سيكون في طاعته سبحانه واعلم أنك ستسأل عن عمرك قصيرا كان أم طويلا ، لقول الرسول الكريم في الحديث الصحيح: [لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يُسأل عن أربع عن عمره فيما أفناه وعن علمه ما عمل به وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه وعن جسمه فيما أبلاه] (رواه الترمذي).

وأريد منك - أخي الكريم- أن تجعل ما يشغلك هو كيف تقابل الله وهو راض عنك، وأن يرزقك حسن الخاتمة وإليك بعض ما يعينك على ذلك:
  • تصحيح النية في كل عمل صالح تتقرب به إلى الله، وتوجيهها لله فقط.
  • حسن الظن بالله، فعن أبي هريرة رضي الله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (يقول الله تعالى أن عند حسن ظن عبدي بي) رواه البخاري ومسلم.
  • المسارعة بالتوبة، وعدم التسويف بها، كلما اقترفت ذنباً صغيراً أم كبيراً، فالله يقبل التائبين.
  • المداومة على الطاعات، وعدم التقصير في الفرائض والعبادات.
  • ذكر الموت، وتذكره بما يحفز على فعل المزيد من الخير.
  • الإكثار من الأذكار، والحرص على أن يكون لك ورد يومي.
  • مداومة قراءة القرآن، وأن تجعل لك ورداً يومياً منه، حسب ظروفك ووقتك.
  • الإلحاح على الله في الدعاء، بأن يرزقك حسن الخاتمة، وأن يتوفاك على طاعة.

وأخيراً؛

أود أن أقول لك إن خوفك من الله، وحبك له، سيكونا سبباً في نجاتك من هذه الدنيا المليئة بالشهوات والماديات، فإذا أحببته حقا تركت كل مالا يرضيه، واطمأن قلبك، ولم يعد فيه ما يقلقك أو يحزنك، فكن واثقاً بأن الله يحب عباده العاصين قبل الطائعين، أوليس يحب لهم التوبة؟!، كما أنه سبحانه يريد لنا الخير سواء في الممات أو الحياة.

بارك الله لك - أخي- في عمرك، ورزقك حسن الخاتمة، والثبات عند السؤال، وكفاك شر الدنيا والآخرة..
    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة