مقتطفات
دعوة يا عباد الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عباد الله اسمعوا وعوا
الا تذكروا ان ايامكم قلائل
ومواعظكم قواتل
فليخبر الاواخر الاوائل
وليستيقظ الغافل قبل سير القوافل
يا من يوقن انه لا شك راحل
وماله زاد ولا رواحل
يا من لج في لجة الهوى متى ترتقي الى الساحل
هل انتبهت من رقاد شامل
وحضرت المواعظ بقلب غير غافل
وقمت في الليل قيام عاقل
وكتبت بالدموع سطور الرسائل
تخفي بها زفرات الندم والوسائل
وبعثتها في سفينة دمع سائل
لعلها ترسي على الساحل
واسفا لمغرور جهول غافل
لقد أثقل بعد الكهوله بالذنب كاهل
وقد ضيع البطاله وبذل الجاهل
وركن الى ركوب الهوى ركبة مائل
يبني البنيان ويشيد المعاقل
وهو عن ذكر قبره متشاغل
ويدعي بعد هذا انه عاقل
فالله لقد سبقه الابطال الى اعلى المنازل
وهو يؤمل في بطالته فوز العامل
وهيهات هيهات ما فاز ذو باطل بطائل
أيها المعجب فخرا بمقاصير البيوت
انما الدنيا محل لقيام وقنوت
فغدا تنزل بيتا ضيقا بعده النحوت
بين أقواله سكوت ناطقات في صمود
فارض في الدنيا بثو بـ ومن العيش بقوت
ثم قل يا نفس هذا بيت مثواك ِ فموت
ياأبن آدم
متى تذكر عواقب الامور ؟
متى ترحل الرحال عن هذه القصور ؟
الى متى انت في جميع ما تبني تدور ؟
أين من كان قبلكم في المنازل والدور ؟
أين من ظن سوء تدبيره انه لا يجوز ؟
رحل والله الكل اجتمعوا في القبور ؟
وأستوطنواأخشن المهاد الى نفخ الصور
فأذا قاموا الى فصل القضاء والسماء تمور
كشفوا الحجاب المخفي وهتك الستور
وظهرت عجائب الأفعال وحصل ما في الصدور
ونصب الصراط فكم من قدم عثور
ووضعت عليه كلاليب لخطف كل مغرور
واصبحت وجوه المتقين تشرق كالبدور
وباءوا بتجارة لن تبور
ودعا اهل الفجور بالويل والثبور
وجيء بالنار تُقاد بالأزمٌه وهي تفور
ليس في الدنيا لمن آمن بالبعث ِ سرور
انما يفرح بالدنيا جهول او كفور
انما الدنيا متاع كل ما فيها غرور
فتذكر هول يوم السماء فيها تمور
عباد الله
ما اشرف الاوقات وقد ضيعتموها
وما أجهل النفوس وقد اطعتموها
وما ادق السؤال عن الاموال فانظروا كيف جمعتموها
وما احفظ الصحف بالاعمال فتدبروا ما اودعتموها
قبل الرحيل
عن القليل
والمناقشه عن النقير
والفتيل
قبل ان تنزلوا
بطون اللحود
وتصيروا طعاما للدود
في بيت بابه مسدود
ولو قيل فيه للعاصي ما تختار
لقال أعود ولا اعود
أين اهل الديار من قوم نوح ثم عاد بعدهم وثمود
بينما القوم في النمارق والأستبرق أفضت الى التراب الحدود
وصحيح اضحى ويعود مريضا وهو أدنى للموت ممن يعود
عباد الله
أين الذين كنزوا الكنوز وجمعوا وثملوا بالشهوات وشبعوا واملوا بالبقاء فما نالوا فيها وما طعموا وفنبت اعمارهم بما غروا وبه خدعوا نصب لهم شيطانهم أشراك الهوى فوقعوا وجاءهم ملك الموت فذلو وخضعوا واخرجهم من ديارهم فلا والله ما رجعوا فهم مفترقون في القبور فأذا نفخ في الصور اجتمعوا
وكيف قرت لأهل العلم اعينهم أو استلذوا لذيذ العيش او هجعوا
والموت ينذرهم جهرا وعلانية لو كان للقوم أسماع لقد سمعوا
والنار ضاحيه لا بد موردهم وليس يدرون من ينجو ومن يقع
قد امست الطير والانعام آمنه والنون في البحر لا يخشى لها فزع
والآدمي بهذا الكسب مرتهن له رقيب على الاسرار يطلع
حتى يرى فيه يوم الجمع منفردا وخصمه الجلد والابصار والسمع
وأذ يقوم الاشهاد قائمه والجن والأملاك قد خشعوا
وطارت الصحف في الايدي منشره فيها السرائر والاخبار تطلع
فكيف بالناس والانباء واقعه عما قليل وما تدري بما نقع
أفي الجنان وفوز لا انقطاع له ام جحيم فلا تبقى ولا تدع
تهوي بسكانها طورا وترفعهم اذا رجعوا مم غمها قمعوا
طال البكاء فلم ينفع تضرعهم هيهات لا رقة تغني ولا جزع
يا قيل الزاد والطريق البعيد يا مقبلا على ما يضر تاركا لما يفيد أتراك تخفى عليك الامر الرشيد الى متى تضيع الزمن وهو يحصى برقيب وعتيد
مضى امسك الماضي شهيدا معدلا واعقبه يوم عليك شهيد
فان كنت بالامس اقترفت اساءة فبادر بأحسان وانت الحميد
ولا تبقى فضل الصالحات الى غد فرب غد ياتي وانت فقيد
اذا المنايا أخطاتك وصادفت حميك فاعلم انها ستعود