عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 20-01-2006, 11:31 AM   #3
معلومات العضو
أبو البراء

لموقع ومنتدى الرقية الشرعية - مؤلف ( الموسوعة الشرعية في علم الرقى )
 
الصورة الرمزية أبو البراء
 

 

افتراضي



بارك الله فيكم أخي الحبيب ومشرفنا القدير ( ناصح أمين ) ، والمسألة كما يرى فيها خلاف بين أهل العلم ، وهي خلاف الأولى ، والأولى أن يعقد المسلم التسبيح بيده لما ثبت عنه صلى الله عليه وسلم 0

سئل العلامة الشيخ محمد بن صالح العثيمين - رحمه الله - عن حكم استعمال السبحة ؟؟؟

فأجاب : ( السبحة ليست بدعة دينية، وذلك لأن الإنسان لا يقصد التعبد لله بها، وإنما يقصد ضبط عدد التسبيح الذي يقوله، أو التهليل، أو التحميد، أو التكبير، فهي وسيلة وليس مقصودة، ولكن الأفضل منها أن يعقد الإنسان التسبيح بأنامله – أي بأصابعه – لأنهن "مستنطقات" كما أرشد ذلك النبي صلى الله عليه وسلم، ولأن عد التسبيح ونحوه بالمسبحة يؤدي إلى غفلة الإنسان، فإننا نشاهد كثيراً من أولئك الذين يستعملون المسبحة نجدهم يسبحون وأعينهم تدور هنا وهناك لأنهم قد جعلوا عدد الحبات على قدر ما يريدون تسبيحه، أو تهليله أو تحميده، أو تكبيره 0

فتجد الإنسان منهم يعد هذه الحبات بيده وهو غافل القلب، يتلفت يميناً وشمالاً، بخلاف ما إذا كان يعدها بالأصابع فإن ذلك أحضر لقلبه غالباً، الشيء الثالث أن استعمال المسبحة قد يدخله الرياء، فإننا نجد كثيراً من الناس الذين يحبون كثرة التسبيح يعلقون في أعناقهم مسابح طويلة كثيرة الخرزات، وكأن لسان حالهم يقول: انظروا إلينا فإننا نسبح الله بقدر هذه الخرزات 0

وأنا أستغفر الله أن أتهمهم بهذا، لكنه يخشى منه، فهذه ثلاثة أمور كلها تقتضي بأن يتجنب الإنسان التسبيح بالمسبحة، وأن يسبح الله سبحانه وتعالى بأنامله 0

ثم أن الأولى أن يكون عقد التسبيح بالأنامل في اليد اليمنى؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعقد التسبيح بيمينه واليمنى خير من اليسرى بلا شك، ولهذا كان الأيمن مفضلاً على الأيسر، ونهى النبي صلى الله عليه وسلم أن يأكل الرجل بشماله أو يشرب بشماله وأمر أن يأكل الإنسان بيمينه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "يا غلام سم الله، وكل بيمينك وكل مما يليك". وقال عليه الصلاة والسلام: "لا يأكلن أحدكم بشماله، ولا يشربن بشماله فإن الشيطان يأكل بشماله، ويشرب بشماله". فاليد اليمنى أولى بالتسبيح من اليد اليسرى اتباعاً للسنة، وأخذاً باليمين قد : "كان النبي عليه الصلاة والسلام يعجبه التيامن في تنعله، وترجله، وطهوره، وفي شأنه كله".

وعلى هذا فإن التسبيح بالمسبحة لا يعد بدعة في الدين؛ لأن المراد بالبدعة المنهي عنها هي البدع في الدين، والتسبيح بالمسبحة إنما هو وسيلة لضبط العدد، وهي وسيلة مرجوحة مفضولة، والأفضل منها أن يكون عد التسبيح بالأصابع ) 0

وأما العلامة محدث بلاد الشام الشيخ محمد ناصر الدين الألباني فله رأي آخر ، حيث قال في السلسلة الضعيفة ( 1 / 110 ) ، عند تخريجه لحديث ( نعم المذكّر السبحة ) ( حديث موضوع ) :

( ثم إن الحديث من حيث معناه باطل عندي لأمور :

الأول : أن السبحة بدعة لم تكن على عهد النبي صلى الله عليه وسلم إنما حدثت بعده صلى الله عليه وسلم فكيف يعقل أن يحض صلى الله عليه وسلم أصحابه على أمر لا يعرفونه ؟ والدليل على ما ذكرت ما روى ابن وضاح في " البدع والنهي عنها عن الصلت بن بهرام قال : مر ابن مسعود بامرأة معها تسبيح تسبح به فقطعه وألقاه ، ثم مر برجل يسبح بحصا فضربه برجله ثم قال : لقد سَبقتم ، ركبتم بدعة ظلما ، ولقد غلبتم أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم علما ، وسنده صحيح إلى الصلت ، وهو ثقة من اتباع التابعين .

الثاني : أنه مخالف لهديه صلى الله عليه وسلم قال عبد الله بن عمرو: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يعقد التسبيح بيمينه. وقال الألباني أيضا ( 1 / 117 ) : ولو لم يكن في السبحة إلا سيئة واحدة وهي أنها قضت على سنة العد بالأصابع أو كادت مع اتفاقهم على أنها أفضل لكفى فإني قلما أرى شيخا يعقد التسبيح بالأنامل !

ثم إن الناس قد تفننوا في الابتداع بهذه البدعة ، فترى بعض المنتمين لإحدى الطرق يطوق عنقه بالسبحة ! وبعضهم يعدُّ بها وهو يحدثك أو يستمع لحديثك ! وآخِر ما وقعت عيني عليه من ذلك منذ أيام أنني رأيت رجلا على دراجة عادية يسير بها في بعض الطرق المزدحمة بالناس وفي إحدى يديه سبحة ! يتظاهرون للناس بأنهم لا يغفلون عن ذكر الله طرفة عين وكثيرا ما تكون هذه البدعة سببا لإضاعة ما هو واجب فقد اتفق لي مرارا - وكذا لغيري - أنني سلمت على أحدهم فرد عليّ السلام بالتلويح دون أن يتلفظ بالسلام ومفاسد هذه البدعة لا تحصى فما أحسن ما قال الشاعر:
وكل خير في اتباع من سلف .......................... وكل شر في ابتداع من خلف ) 0

سئل الشيخ ( عطية صقر ) عن حكم استخدام السبحة في الأذكار وفي ختم الصلاة ؟؟؟

فأجاب : ( الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ، السبحة "بضم السين المهملة وسكون الباء الموحدة". هي الخرز المنظوم والتي يعد بها الذكر والتسبيح، وقيل: أنها غربية وتجمع على "سبح" بضم السين وقيل انها مولدة.
جاء الإسلام فأمر بذكر الله كما أمر بسائر العبادات والقربات والطاعات، واذا كان الأمر بالذكر قد ورد مطلقا بدون حصر في عدد معين أو حالة خاصة كما في قوله تعالى: "الذين يذكرون الله قيامًا وقعودًا وعلى جنوبهم" [سورة آل عمران:191] وقوله أيضًا: "يا أيها الذين آمنوا اذكروا الله ذكرًا كثيرًا* وسبحوه بكرة وأصيلاً" [سورة الأحزاب: 41،42] فقد ودت أحاديث تحدد عدده ووقته، كما في ختام الصلاة بثلاث وثلاثين تسبيحة، وثلاث وثلاثين تحميده، وثلاث وثلاثين تكبيرة، وتمام المائة : لا إله إلا الله وحدة.. وكما جاء في نصوص أخرى في فضل بعض الذكر عشر مرات او مائة مرة، وهنا يحتاج الذكر إلى ضبط العدد، فبأي وسيلة يكون ذلك؟.

وليس في الإسلام وسيلة معينة أمرنا بالتزامها حتى لا يجوز غيرها، والأمر متروك لعرف الناس وعاداتهم في ضبط أمورهم وحصرها، والإسلام لا يمنع من ذلك إلا ما تعارض مع ما جاء به. والمأثور أن النبي صلى الله عليه يعقد التسبيح بيده، كما رواه أبو داود والترمذي والنسائي والحاكم وصححه عن ابن عمر، وأرشد أصحابه إلى الاستعانة بالأنامل عند ذلك، فقد روى أبو داود والترمذي والحاكم عن "بسرة" وكانت من المهاجرات، أنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "عليكن بالتسبيح والتهليل والتقديس ولا تغفلن فتنسين التوحيد، واعتقدن بالأنامل فإنهن مسئولات مستنطقات".

غير أن الأمر بالعد بالأصابع ليس على سبيل الحصر بحيث يمنع العد بغيرها، صحيح أن العد بالأصابع فيه اقتداء النبي صلى الله عليه وسلم لكنه هو نفسه لم يمنع العد بغيرها، بل أقره، وإقراره من أدلة المشروعية.

أ - أخرج الترمذي والحاكم والطبراني عن صفية رضي الله عنها قالت: دخل علىَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين يدي أربعة آلاف نواة أسبح بهن، فقال: "ما هذا يا بنت حيي"؟ قلت: أسبح بهن، قال "قد سبحت منذ قمت على رأسك أكثر من هذا" قلت علمين يا رسول ، قال: قولي سبحان الله عدد ما خلق من شيء". والحديث صحيح.

ب - وأخرج أبو داود والترمذي وحسنه النسائي وابن ماجه وابن حبان والحاكم وصححه عن سعد بن أبي وقاص أنه دخل مع النبي صلى الله عليه وسلم على امرأة، وبين يديها نوى أو حصى تسبح، فقال: أخبرك بما هو أيسر عليك من هذا وأفضل؟ قولي: سبحان الله عدد ما خلق في السماء، وسبحان الله عدد ما خلق في الأرض وسبحان الله عدد ما بين ذلك. وسبحان الله عدد ما هو خالق ، الله أكبر مثل ذلك، والحمد لله مثل ذلك، ولا إله إلا الله مثل ذلك".

إلى جانب إقرار النبي صلى الله عليه وسلم لهذا العمل وعدم الإنكار عليه، اتخذ عدد من الصحابة والسلف الصالح النوى والحصى وعقد الخيط وغيرها وسيلة لضبط العدد في التسبيح ولم يثبت إنكار عليهم.

1- ففي مسند أحمد –في باب الزهد- أن أبا صفية- وهو رجل من الصحابة، كان يسبح بالحصى وجاء في معجم الصحابة للبغوي أن أبا صفية، وهو مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم، كان يوضع له نطع-فراش من جلد- ويجاء بزنبيل فيه حصى فسبح به إلى نصف النهار ، ثم يرفع فإذا صلى الأولى أتي به فيسبح به حتى يمسي.

2- وروي أبو داود بسنده عن أبي هريرة أنه كان له كان له كيس فيه حصى أو نوى يجلس علي السرير، وأسفل منه جارية سوداء، فيسبح حتى إذا نفذ ما في الكيس فدفعته إليه يسبح، ونقل ابن أبي شيبة عن عكرمة أن أبا هريرة كان له خيط فيه ألفا عقدة، وكان لا ينام حتى يسبح به اثني عشرة ألف تسبيحه.

3- وأخرج أحمد أيضًا في باب الزهد أن أبا الدرداء كان له نوى من نوى العجوة في كيس، فإذا صلى الغداة –الصبح- أخرجهن واحدة واحدة يسبح بهن حتى ينفذن.

4- وأخرج ابن أبي شيبة أن سعد بن أبي وقاص، كان يسبح بالحصى أو النوى، وأن أبا سعيد الخدري كان يسبح أيضًا بالحصى.

5- وجاء في كتاب "المناهل المسلسلة لعبد الباقي" أن فاطمة بنت الحسين كان لها خيط تسبح به.

6- وذكر المبرد في "الكامل" أن على بي عبد الله بن عباس المتوفى 110هـ كان له خمسمائة أصل شجرة من الزيتنون، وكان يصلي كل يوم إلى كل أصل ركعتين، فكان يدعي "ذا النفثات" فكأنه كان يعد تركعه بالأشجار.
[لا يهمنا من هذا الخبر الذي لم تتوفر له مقومات الصدق عدد ما كان يصليه صاحب هذه الأشجار في اليوم الواحد، وهو ألف ركعة إنما يهمنا هو أن وسيلة الاحصاء كانت الشجرة].

وبناء على هذه الأخبار لم تكن "السبحة" المعهودة لنا معروفة عند المسلمين حتى أوائل القرن الثاني الهجري، ويؤيد ذلك ما نقله الزبيدي في "تاج العروس" عن شيخه أن السبحة ليست من اللغة في شئ، ولا تعرفها العرب، إنما حدثت في الصدر الأول إعانة على الذكر وتذكيرًا وتنشيطًا.

ولم يصح في مدحها خبر عن النبي صلى الله عليه وسلم كالذي أخرجه الديلمي مرفوعًا "نعم المذكر السبحة" كما لا يصح ما نقل عن الحسن البصري انه، عندما قال له: أنت مع السبحة مع حسن عبادتك؟ قال: هذا شيء استعملناه في البدايات ما كنا لنتركه في النهايات.

ولم ينقل عن أحد من السلف ولا من الخلف المنع من عد الذكر بالسبحة، ولا يعدون ذلك مكروهًا، وقد سئل بعضهم، وهو يعد بالتسبيح: أتعد على الله؟ فقال: لا، ولكن أعد له.

وجعل حبات السبحة اليوم مائة أو ثلاثة وثلاثين راجع إلى الحديث الصحيح في ختم الصلاة.

وبناء على ما سبق ذكره يكون التسبيح بغير عقد الأصابع مشروعًا، لكن أيهما أفضل؟ يقول السيوطي: رأيت في كتاب "تحفة العباد!" ومصنفه متأخر عاصر الجلال البلقيني فصلاً حسنًا في السبحة قال فيه ما نصه: قال بعض العلماء: عقد التسبيح بالأنامل أفضل من السبحة لحديث ابن عمرو، لكن يقال: إن المسبح إن أمن الغلط كان عقده بالأنامل أميل وإلا فالسبحة أولى. والسنة أن يكون باليمين كما فعل الرسول صلى الله عليه وسلم وجاء ذلك في رواية لأبي داود وغيره.

"أنظر: الحاوي للفتاوى للسيوطي رسالة "المنحة في السبحة" ونيل الأوطار للشوكاني"

هذا، وقد تفنن الناس اليوم في صنع السبحة من حيث المادة والحجم والشكل واللون والزخرفة وعدد الحبات، وعني باقتنائها كبار الناس سواء أكان ذلك للتسبيح أم للهواية أم لغرض آخر، ولا يمكننا أن نتدخل في الحكم على ذلك، فالله أعلم بنياتهم ولكل امرئ ما نوى.

وأقول: إذا كان النبي صلى الله عليه وسلم قال: "واعقدن بالأنامل فإنهن مسئولات مستنطقات" فإن حبات المسبحة لا تحركها في يد الإنسان إلا الأنامل، وهي ستسأل وتستنطق عند الله لتشهد أنه كان يسبح بها، ولا يجوز التوسع في إطلاق اسم البدعة على كل ما لم يكن معروفا في أيام الرسول ولا أن يجر الخلاف في السبحة إلى جدل عقيم قد يضر، والأهم من ذلك هو الإخلاص في الذكر ولا تضر بعد ذلك وسيلته، والله ينظر إلى القلوب كما صح في الحديث.
والله أعلم ) 0

ويبقى أن نقول :

( لنعمل سوياً فيما اتفقنا عليه ، وليعذر بعضنا بعضاً في الأمور الاجتهادية )


ومعنا ذلك أنه لا يجوز أن ننكر على من يفعل ذلك فالمسألة اجتهادية ، وهذا هو القول الفصل في مسائا الاجتهاد حرصاً على وحدة الأمة الإسلامية 0

زادكم الله من فضله ومنه وكرمه ، مع تمنياتي لكم بالصحة والسلامة والعافية :

أخوكم المحب / أبو البراء أسامة بن ياسين المعاني 0
    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة