علاج « الرِّياء »
عِلاج « الرِّيَاء »
سُئِلَ الشَّيْخُ العَلاَّمة صالح بن سعد السحيمي حَفِظَهُ اللهُ تَعَالَىٰ : ما عِلاج الرِّيَاء ؟
فأجابَ بقوله : عِلاجُ الرِّيَاء الخوف مِنَ الله ، واللُّجوء إليه ، والإنكسار بين يديه ، والإنطراح بين يديه ،
وتَذكُّر الجنَّةِ والنَّار ، وتلاوة القرآن ، وقراءة الكتب الرَّقائق الَّتي تَتفِّقُ مع الشَّرع ومع السُّنَّة ،
وملازمة الصَّالحين الطَّيِّبين ، واللُّجوء إلىٰ الله عَزَّ وَجَلَّ بالدُّعاء .
ولـٰكن بعض النَّاس قدْ يقع في شيْءٍ بحجَّة مكافحة الرِّياء ، فقد يترك بعض الأعمال خوفًا مِنَ الرِّياء ؛
وقدْ قالَ بعضُ أهل الْعِلم : « إنَّ ترك الْعَمَل مخافة الرِّياءِ ؛ رياءٌ » .
فلا يجوز أنْ يُتركَ العمل خوفًا مِنَ الرِّيَاء ، فلنحذر منه ، ولنجتهد في التَّضرُّع إلىٰ الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ أنْ يقينا شره ؛
لأنَّهُ أمرٌ خفيٌّ لا يَطَّلِعُ عليه إلاَّ ربُّ العالمين . نعم .اهـ.
لِلْاسْتماع || لِلْحفظ
ترك العمل لأجل النَّاس رياء والعمل لأجلهم شرك !
وسُئِلَت اللَّجنة الدَّائمة للبحوث العلميَّة والإفتاء : قال الفضيل بن عياض رحمه الله :
« ترك العمل لأجل النَّاس رياء والعمل لأجلهم شرك » ، وأنا وإخوة لي كثير نضطر أحياناً إلىٰ ترك بعض السُّنن
لأجل النَّاس مخافة ؛ إمَّا الفتنة لأنفسنا والضَّرب والإهانة ، وإمَّا فتنة النَّاس لعامَّة الإخوة
وتشديد الحكومة عليهم ؛ فبالله أستحلفك أنكون إذ ذاك قد وقعنا في مغبة الرياء ؟
وإن كان ذٰلك واقعاً فما الخلاص منه ؟
فأجابت اللَّجنة بقولها : أمَّا قوله : « إنَّ العمل من أجل النَّاس شرك » فهو صحيح ؛
لأنَّ الأدلة من الكتاب والسُّنَّة تدل علىٰ وجوب إخلاص العبادة لله وحده وتحريم الرياء،
وقد سماه النَّبِيُّ صَلَّىٰ اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : الشِّرك الأصغر ، وذكر أنه أخوف ما يخاف علىٰ أُمَّته عليه الصَّلاة والسَّلام .
وأمَّا قوله : « إنَّ ترك العمل مِنْ أجل النَّاس رياء » فليس علىٰ إطلاقه ، بل فيه تفصيل ،
والمعول في ذٰلك علىٰ النِّيَّة ؛ لقول النَّبِيَّ صَلَّىٰ اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
« إنَّما الأَعمال بالنِّيَّات، وإنَّما لكلِّ امْرئٍ مَا نوىٰ » (1)
مع العناية بتحري موافقة الشريعة في جميع الأعمال ؛ لقوله عليه الصَّلاة والسَّلام :
« مَنْ عَمِلَ عملاً ليسَ عليه أمْرنا فَهُو ردٌّ » (2) ،
فإذا وقع للإنسان حالة ترك فيها العمل الَّذي لا يجب عليه ؛ لئلا يظن به ما يضره فليس هٰذا الرِّياء ،
بل هو من السياسة الشَّرعيَّة ، وهٰكذا لو ترك بعض النَّوافل عند بعض النَّاس خشية أنْ يمدحوه
بما يضره أو يخشىٰ الفتنة به ، أمَّا الواجب فليس له أنْ يتركه إلَّا لعذرٍ شرعيّ .
وبالله التَّوفيق ، وصلَّىٰ الله علىٰ نَبيِّنا مُحمَّد ، وآله وصحبه وسلَّم .اهـ.
.................................
(1) صحيح البخاري " بدء الوحي " ( 1 ) ، صحيح مسلم " الإمارة " ( 1907 ) ، سنن الترمذي " فضائل الجهاد " ( 1674 ) ،
سنن النسائي " الطَّهارة " ( 75 ) ، سنن أبو داود " الطَّلاق " ( 2201 ) ، سنن ابن ماجه " الزهد " ( 4227 ) ، مسند أحمد بن حنبل ( 1 / 43 ) .
(2) صحيح مسلم " الأقضية " ( 1718 ) ، مسند أحمد بن حنبل ( 6 / 180 ) .
اللَّجنة الدَّائمة للبحوث العلميَّة والإفتاء
عضو : عبد الله بن قعود // عضو : عبد الله بن غديان // نائب رئيس اللَّجنة : عبد الرزاق عفيفي //
الرئيس : عبد العزيز بن عبد الله بن باز
السُّؤال الأوَّل من الفتوىٰ رقم ( 3419 )
( 1 / 767 ، 769 )