عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 17-11-2010, 06:16 AM   #1
معلومات العضو
أسامي عابرة
مساعد المدير العام
 
الصورة الرمزية أسامي عابرة
 

 

افتراضي اللهم إني ظلمت نفسي ظلماً كبيراً



اللهم إني ظلمت نفسي ظلماً كبيراً


الشيخ سالم الطويل

27 رجب 1427
21 اغسطس 2006




الحمد لله غافر الذنب وقابل التوب ذى الطول لا إله إلا هو والصلاة والسلام علي من ارسله الله رحمة للعالمين وعلى آله وصحبه اجمعين اما بعد:


فعن عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما - أن أبا بكر الصديق رضي الله عنه قال للنبي صلى الله عليه وسلم: يا رسول الله علمني دعاء أدعو به في صلاتي قال: «قل اللهم إني ظلمت نفسي ظلما كثيرا ولا يغفر الذنوب إلا أنت فاغفر لي من عندك مغفرة إنك أنت الغفور الرحيم» (رواه البخاري: 6839).


أخي القارئ الكريم تأمل وتدبر هذا الحديث العجيب! الصديق الأكبر أبو بكر رضي الله عنه يسأل النبي صلى الله عليه وسلم أن يعلمه دعاء يدعو به في صلاته فيقول له: «قل اللهم إني ظلمت نفسي ظلما كثيرا وفي رواية ظلما كبيرا!!
الله أكبر فماذا يقول أحدنا ممن أسرف على نفسه؟!
روى مسلم في صحيحه (6333) عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من أصبح منكم اليوم صائما؟ قال أبو بكر: أنا، قال: فمن تبع منكم اليوم جنازة؟ قال أبو بكر: أنا، قال: فمن أطعم منكم اليوم مسكينا؟ قال أبو بكر: أنا، قال فمن عاد منكم اليوم مريضا؟ قال أبو بكر: أنا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((ما اجتمعن في امرئ إلا دخل الجنة)). 
إنه أبو بكر الصديق خير هذه الأمة بعد نبيها صلى الله عليه وسلم بإجماع أهل السنة بلا خلاف، ومن أنكر صحبته للنبي صلى الله عليه وسلم فقد كَذَّبَ الله تعالى بقوله (ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا) (التوبة: 40)، ومن كَذَّبَ الله تعالى فقد كفر! 
فأبو بكر الصديق رضي الله عنه صاحب النبي صلى الله عليه وسلم بل أجل وأفضل أصحابه والمبشر بالجنة ومع هذا يعلمه النبي صلى الله عليه وسلم أن يقول في دعائه((اللهم إني ظلمت نفسي ظلما كثيرا)).


ألسنا أخي القارئ العزيز أولى بهذا الدعاء وهذا الوصف؟ ألسنا نخطئ بالليل والنهار؟
 إن أحدنا أصبح لا يشعر بالذنوب والخطايا إلا قليلا ولا يدرك التقصير في نفسه إلا نادرا، ولا يرى احداً خيرا من نفسه ولا أحد أقوم دينا منه! فوالله الذي لا إله إلا هو إن هذا لخطر عظيم.


فإن كنت تدري فتلك مصيبة * وإن كنت لا تدري فالمصيبة أعظم


لذا أدعو نفسي أولاً ثم أدعوك أخي القارئ ثانيا لنقف مع أنفسنا بين الحين والآخر ونحاسبها ونكثر من الاستغفار والتوبة والإنابة إلى الله تعالى. 
ثم اعلم وفقني الله وإياك أن الإقرار بالذنب سبيل إلى التوبة وسبب للمغفرة، ففي حديث سيد الاستغفار المشهور الذي رواه البخاري [6306] وفيه قوله صلى الله عليه وسلم ((وأبوء بذنبي فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت)). 
فلنندم على ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا وما فرطنا من أعمارنا فالعاقل إذا رأى من هو أكبر منه سناً قال: سبقني بعبادة الله تعالى وإذا رأى من أصغر منه، قال: سبقته بالذنوب وإذا رأى الهداة المهتدين أحبهم وسعى ليلحق بهم وإذا رأى الضالين حمد الله تعالى ولا يشمت بهم، بل يقول الحمد لله الذي عافاني مما ابتلاهم به وفضلني على كثير ممن خلق تفضيلا.
 إذ لو شاء الله لكان مثلهم فلا يترفع حتى على العصاة والمنحرفين بل يرحمهم ويشفق عليهم ويسعى بإصلاحهم مع بغض ما هم عليه من مخالفة أمر الله ورسوله وهذا مسلك دقيق يجب أن ننتبه له.

والله تعالى أسأل أن يغفر لنا ولجميع المسلمين مغفرة من عنده ويرحمنا إنه هو الغفور الرحيم. والحمد لله أولاً وآخراً وظاهرا وباطناً وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

 

 

 

 


 

توقيع  أسامي عابرة
 

°°

سأزرعُ الحبَّ في بيداءَ قاحلةٍ
لربما جادَ بالسُقيا الذي عبَرا
مسافرٌ أنت و الآثارُ باقيةٌ
فاترك لعمرك ما تُحيي به الأثرَ .


اللهم أرزقني حسن الخاتمة و توفني وأنت راضٍ عني

°°
( )
°•°°•°
    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة