عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 03-09-2004, 10:23 AM   #1
معلومات العضو
أبو البراء

لموقع ومنتدى الرقية الشرعية - مؤلف ( الموسوعة الشرعية في علم الرقى )
 
الصورة الرمزية أبو البراء
 

 

Post سلسلة الأذكار ( 1 ) - أذكار الصباح والمساء !!!

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ،،،

إن ذكر الله تعالى يحيي القلوب ، ويجلو صدأها ، ويذهب قسوتها ، ويذيب ما ران عليها من مكاسب وشهوات ، ويصلها بالله عز وجل ، فتخفق في كنفه ورضوانه هانئة مطمئنة 0 والمسلم الذي ينقاد لربه سبحانه ، ويذكره بلسانه وقلبه ، وسره وجهره ، إنما ينير دروب حياته ومعاده بضياء إلهي غامر ، ويحرز نفسه من كيد الشيطان ووسوسته ، ويستحضر دائما أنه في حماية إله عزيز قدير ، ولأهمية الذكر كانت هذه الوقفة مع بعض الأذكار المتعلقة بموضوع الرقية ، والتي فيها تحصين ووقاية للمسلم وأهله وبيته - بإذن الله تعالى - من الشيطان ومكره ودسائسه والمسلم ، ومن أجل ذلك كله سوف نتواصل في سلسلة من الأذكار المأثورة عن رسولنا صلى الله عليه وسلم وأبدأ بـ ( أذكار الصباح والمساء ) :

1- عن سهيل بن أبي صالح ، عن أبي هريرة - رضي الله عنهما - قالا : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من قال حين يمسي ثلاث مرات : أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق ، لم يضره حمة – هيَّ سم ما يلدغ كالحية والعقرب والزنبور - تلك الليلة ) ( صحيح الترمذي 2851 ) 0

قال المناوي : ( " من قال حين يمسي " أي دخلت في المساء " أعوذ بكلمات الله التامات " أي التي لا نقص ولا عيب فيها ، ووصفها بالتمام إشارة إلى كونها خالصة من الريب والشبه ( وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلا ) ( سورة الأنعام – جزء من الآية 115 ) ، " من شر ما خلق " أي من شر خلقه وهو ما يفعله المكلفون من إثم ومضارة بعض لبعض ، من نحو ظلم وبغي وقتل وضرب وشتم وغيرها من نحو لدغ ونهش وعض " لم تضرك " بأن يحال بينك وبين كمال تأثيرها بحسب كمال التعوذ وقوته وضعفه ، لأن الأدوية الإلهية تمنع من الداء بعد حصوله وتمنع من وقوعه ، وإن وقع لم يضر 0 والدواء الطبيعي إنما ينجع بعد حصول الداء 0 قال الحكيم : وهذا مقام من بقي له التفات لغير الله 0 أما من توغل في بحر التوحيد بحيث لا يرى في الوجود إلا الله ؛ لم يستعذ إلا بالله ولم يلتجئ إلا إليه ، والنبي صلى الله عليه وسلم لما ترقى عن هذا المقام قال : أعوذ بك منك 0 والرجل المخاطب لم يبلغ ذلك ) ( فيض القدير - 2 / 163 ) 0

قال المباركفوري : ( قوله " أعوذ بكلمات الله التامات " قيل : معناه الكاملات التي لا يدخل فيها نقص ولا عيب 0 وقيل : النافعة الشافية 0 وقيل : المراد بالكلمات هنا القرآن ذكره النووي " لم يضره " بفتح الراء وضمها " حمة تلك الليلة " قال في القاموس : الحمة كثبة السم والإبرة يضرب بها الزنبور والحية ونحو ذلك أو يلدغ بها جمعها حمات وحمى انتهى ) ( تحفة الأحوذي - 10 / 48 ) 0

2- عن أبان بن عثمان - رضي الله عنه - قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( من قال حين يمسي : بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم ، ثلاث مرات ، لم يصبه فجأة بلاء حتى يصبح ، ومن قالها حين يصبح ثلاث مرات ، لم يصبه فجأة بلاء حتى يمسي ) ( صحيح الجامع 6426 ) 0

( قال وكان أبان قد أصابه طرف من الفالج 0 فجعل الرجل ينظر إليه 0 فقال له أبان : ما تنظر إلي ؟ أما إن الحديث كما قد حدثتك 0 ولكني لم أقله يومئذ ، ليمضي الله علي قدره ) ( صحيح سنن ابن ماجة – 2 / 332 ) 0

قال شمس الحق العظيم أبادي : ( " بسم الله " أي أستعين أو أتحفظ من كل مؤذ باسم الله " مع اسمه " أي مع ذكر اسمه " ولا في السماء " أي من البلاء النازل منها " ثلاث مرات " ظرف يقول " لم تصبه فجأة بلاء " قال في مختصر النهاية : فجأة الأمر وفجئه فجاء بالضم والمد وفجأة بالفتح وسكون الجيم من غير مد وفاجأه إذا جاءه بغتة من غير تقدم سبب ) ( عون المعبود – باختصار – 13 / 293 ) 0

3- عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من قال حين يصبح وحين يمسي : سبحان الله العظيم وبحمده ، مائة مرة ، لم يأت أحد يوم القيامة بأفضل مما جاء به ، إلا أحد قال مثل ذلك ، وزاد عليه ) ( صحيح الجامع 6425 ) 0

قال المباركفوري : ( قوله " من قال حين يصبح وحين يمسي سبحان الله وبحمده مائة مرة " قال القاري أي فيهما بأن يأتي ببعضهما في هذا وببعضها في هذا أو في كل واحد منهما وهو الأظهر " لم يأت أحد يوم القيامة بأفضل مما جاء " أي القائل " به " وهو قول المائة المذكورة " إلا أحد قال مثل ما قال أو زاد عليه " قال الطيبي : أن يكون ما جاء به أفضل من كل ما جاء به غيره إلا مما جاء به من قال مثله أو زاد عليه ، قيل : الاستثناء منقطع والتقدير لم يأت أحد بأفضل مما جاء به إلا رجل قال مثل ما قاله فإنه يأتي بمساواته ، فلا يستقيم أن يكون متصلا إلا على تأويل نحو قوله : وبلده ليس بها أنيس 0 وقيل : بتقدير لم يأت أحد بمثل ما جاء به أو بأفضل مما جاء به الخ والاستثناء متصل كذا في المرقاة ) ( تحفة الأحوذي – 9 / 308 ) 0

4- عن أنس – رضي الله عنه – قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ما يمنعك أن تسمعي ما أوصيك به ؟ أن تقولي إذا أصبحت ، وإذا أمسيت : يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث ، أصلح لي شأني كله ، ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين ) ( صحيح الجامع 5820 ) 0

5- عن أبي سعيد - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من قال رضيت بالله ربا ، وبالإسلام دينا ، وبمحمد نبيا ، وجبت له الجنة ) ( صحيح الجامع 6428 ) 0

6- عن بريده - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من قال حين يصبح أو حين يمسي : اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني ، وأنا عبدك ، وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت ، أعوذ بك من شر ما صنعت ، أبوء لك بنعمتك علي ، وأبوء بذنبي ، فاغفر لي ، فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت 0 فمات من يومه ، أو ليلته دخل الجنة ) ( صحيح الجامع 6424 ) 0

قال شمس الحق العظيم أبادي : ( " وأنا على عهدك ووعدك " أي مقيم على الوفاء بعهد الميثاق ، وأنا موقن بوعدك يوم الحشر والتلاق " ما استطعت " أي بقدر طاقتي 0
وفي فتح الباري قال الخطابي : يريد أنا على ما عاهدتك عليه وواعدتك من الإيمان بك وإخلاص الطاعة لك ما استطعت 0 وفيه أيضا : واشتراط الاستطاعة في ذلك معناه الاعتراف بالعجز والقصور عن كنه الواجب من حقه تعالى " أبوء بنعمتك " أي أعترف بها وأقر وألتزم ، وأصله البواء ومعناه اللزوم " وأبوء بذنبي " أي أعترف أيضا 0
قال الخطابي : معناه الإقرار به أيضا كالأول ولكن فيه معنى ليس في الأول 0 تقول العرب باء فلان بذنبه إذا احتمله كرها لا يستطيع دفعه عن نفسه ) ( عون المعبود - 13 / 278 ) 0

7- عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك ، وله الحمد ، وهو على كل شيء قدير ، في يوم مائة مرة ، كانت له عدل عشر رقاب ، وكتبت له مائة حسنه ، ومحيت عنه مائة سيئة ، وكانت له حرزا من الشيطان يومه ذلك حتى يمسي ، ولم يأت أحد بأفضل مما جاء به ، إلا أحد عمل عملا أكثر من ذلك ) ( متفق عليه ) 0

قال النووي : ( هذا دليل على أنه لو قال هذا التهليل أكثر من مائة مرة في اليوم كان له الأجر المذكور ومجاوزة أعدادها ، وأن زيادتها لا فضل فيها ، أو تبطلها ، كالزيادة في عدد الطهارة ، وعدد ركعات الصلاة 0 ويحتمل أن يكون المراد الزيادة من أعمال الخير لا من نفس التهليل ، ويحتمل أن يكون المراد مطلق الزيادة سواء كانت من التهليل أو من غيره ، أو منه ومن غيره ، وهذا الاحتمال أظهر 0 والله أعلم 0 وظاهر إطلاق الحديث أنه يحصل هذا الأجر المذكور في هذا الحديث من قال هذا التهليل مائة مرة في يومه سواء قاله متوالية أو متفرقة في مجالس ، أو بعضها أول النهار وبعضها آخره ، لكن الأفضل أن يأتي بها متوالية في أول النهار ليكون حرزا له في جميع نهاره 0
قوله : e في حديث التهليل : " ومحيت عنه مائة سيئة " وفي حديث التسبيح " حطت خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر " ظاهره أن التسبيح أفضل 0 وقد قال في حديث التهليل " ولم يأت أحد أفضل مما جاء به " قال القاضي في الجواب عن هذا : إن التهليل المذكور أفضل ، ويكون ما فيه من زيادة الحسنات ، ومحو السيئات ، وما فيه من فضل عتق الرقاب ، وكونه حرزا من الشيطان زائدا على فضل التسبيح وتكفير الخطايا لأنه قد ثبت أن من أعتق رقبة لله بكل عضو منها عضوا منه من النار ، فقد حصل بعتق رقبة واحدة تكفير جميع الخطايا مع ما يبقى له من زيادة عتق الرقاب الزائدة على الواحدة ومع ما فيه من زيادة مائة درجة وكونه حرزا من الشيطان ) ( صحيح مسلم بشرح النووي – 16 ، 17 ، 18 / 186 ) 0

يزعم البعض بأن هذا الحديث وأحاديث غيره دليل على تخصيص قراءة آيات أو أحاديث في الرقية بعدد محدد ، وأرد عن ذلك بأوجه مختلفة :

أ )- إن التخصيص في الحديث آنف الذكر جاء من مخصص ، ورسول الله صلى الله عليه وسلم ينطق بوحي السماء 0

ب)- لو أخذ اعتبارا على أحد قولي أهل العلم بالتهليل بهذا العدد أو بزيادة ، لقوله صلى الله عليه وسلم " ولم يأت أحد بأفضل مما جاء به ، إلا أحد عمل عملا أكثر من ذلك " ، فهذا خاص بهذا الحديث والزيادة متعلقة بهذا النص دون غيره ، وهذا إقرار من أهل العلم باتباع ذلك وفعله ، ولا نستطيع القياس بأي حال من الأحوال على الحديث آنف الذكر وربطه بكافة الأحاديث الواردة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم دون ثبوت ذلك عنه أو إقرار أئمة الأمة وعلمائها 0

8- عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : قال أبو بكر : يا رسول الله مرني بشيء أقوله إذا أصبحت ، وإذا أمسيت 0 قال : ( قل : اللهم عالم الغيب والشهادة ، فاطر السماوات والأرض ، رب كل شيء ومليكه ، أشهد أن لا إله إلا أنت أعوذ بك من شر نفسي ومن شر الشيطان وشركه ، قال قله إذا أصبحت وإذا أمسيت وإذا أخذت مضجعك ) ( صحيح الجامع 7813 ) 0

قال المناوي : ( قال ابن القيم : قد تضمن هذا الحديث الاستعاذة من الشر وأسبابه وغايته ، فإن الشر كله إما أن يصدر من النفس ، أو من الشيطان 0 وغايته إما أن يعود على العامل ، أو على أخيه المسلم فتضمن الحديث مصدري الشر الذي يصدر عنهما ، وغايتيه اللتين يصل إليهما 0 فإن قلت لم قدم الاستعاذة من شر النفس مع أن شر الشيطان أهم في الدفع لأن كيده ومحاربته أشد من النفس لأن شرها وفسادها إنما ينشأ من وسوسته ومن ثم أفردت له في التنزيل سورة تامة بخلافها ؟ قلت : الظاهر أنه جعله من باب الترقي من الأدنى إلى الأعلى ) ( فيض القدير - 4 / 521 ) 0

9- عن عبد الرحمن بن أبي أبزى - رضي الله عنه - قال : ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أصبح وإذا أمسى قال : أصبحنا على فطرة الإسلام ، وكلمة الإخلاص ، ودين نبينا محمد ، وملة أبينا إبراهيم ، حنيفا مسلما وما كان من المشركين ) ( صحيح الجامع 4674 ) 0

قال المناوي : ( " كان إذا أصبح وإذا أمسى قال أصبحنا على فطرة الإسلام " بكسر الفاء أي دينه الحق وقد ترد الفطرة بمعنى السنة " وكلمة الإخلاص " وهي كلمة الشهادة " ودين نبينا محمد صلى الله عليه وسلم " الظاهر أنه قاله تعليما لغيره ، ويحتمل أنه جرد من نفسه نفسا يخاطبها قال ابن عبدالسلام في أماليه : و " على " في مثل هذا تدل على الاستقرار والتمكن من ذلك المعنى ، لأن المجسم إذا علا شيئا تمكن منه واستقر عليه ومنه ( أُوْلَئِكَ عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ ) ( سورة البقرة – الآية 5 ) ، قال النووي في الأذكار : لعله صلى الله عليه وسلم قال ذلك جهرا ليسمعه غيره فيتعلمه منه " وملة أبينا إبراهيم " الخليل " حنيفا " أي مائلا إلى الدين المستقيم " مسلما وما كان من المشركين " قال الحرالي : جمع بين الحجتين السابقة بحسب الملة الحنيفية الإبراهيمية ، واللاحقة بحسب الدين المحمدي 0 وخص المحمدية بالدين والإبراهيمية بالملة لينتظم ابتداء الأبوة الإبراهيمية لطوائف أهل الكتاب سابقهم ولاحقهم ببناء ابتداء النبوة الآدمية في متقدم قوله تعالى : ( وَإذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّى جَاعِلٌ فِى الأَرْضِ خَلِيفَةً ) ( سورة البقرة – الآية 30 ) الآية ، لينتظم رؤوس الخطابات بعضها ببعض وتفاصيلها بتفاصيلها ) ( فيض القدير – 5 / 105 ) 0

10- عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلم أصحابه يقول : ( إذا أصبح أحدكم فليقل : اللهم بك أصبحنا ، وبك أمسينا ، وبك نحيا ، وبك نموت ، وإليك المصير ) 0 ( وإذا أمسى فليقل : اللهم بك أمسينا وبك أصبحنا ، وبك نحيا ، وبك نموت وإليك النشور ) ( صحيح الجامع 353 ) 0

قال المناوي : ( " إذا أصبحتم " أي قاربتم الدخول في الصباح والصباح أول النهار وهو من طلوع الفجر وقبل الشمس ، والمساء من الغروب وقبل الزوال لكن في ذيل فصيح ثعلب للبغدادي : الصباح من نصف الليل الأخير إلى الزوال والمساء منه إلى آخر نصف الليل الأول " فقولوا " ندبا " اللهم بك " قدمه للاختصاص والباء للاستعانة أو المصاحبة أو السببية أي بسبب إنعامك علينا بالإيجاد والإمداد" أصبحنا وبك أمسينا " دخلنا في المساء والباء تتعلق بمحذوف وهو خبر أصبح ، ولا بد من تقدير مضاف أي أصبحنا وأمسينا متلبسين بنعمتك أو بحياطتك وكلاءتك أو بذكرك واسمك " وبك نحيا وبك نموت " حكاية عن الحال الآتية أي يستمر حالنا على هذا في جميع الأزمان وسائر الأحيان إلى أن نلقاك " وإليك " لا إلى غيرك " المصير " المرجع في نيل الثواب مما نكتسبه في حياتنا ) ( فيض القدير – 1 / 287 ) 0

11- عن ابن عمر وابن عباس - رضي الله عنهما - قالا : لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم يدع هؤلاء الدعوات 0 حين يمسي وحين يصبح ( اللهم ! إني أسألك العفو والعافية في الدنيا والآخرة 0 اللهم ! أسألك العفو والعافية في ديني ودنياي ، وأهلي ومالي 0 اللهم ! استر عوراتي ، وآمن روعاتي واحفظني من بين يدي ، ومن خلفي ، وعن يميني ، وعن شمالي ، ومن فوقي ، وأعوذ بك أن أغتال من تحتي ) ( صحيح الجامع 1274 ) 0

قال المناوي : ( " والعافية في دنياي وديني " ويندرج تحته الوقاية من كل مكروه " وأهلي ومالي اللهم استر عوراتي " أي عيوبي وخللي وتقصيري ، والعورة سوءة الإنسان وكل ما يستحي من ظهوره ، وهذا وما أشبهه تعليم للأمة " وآمن روعاتي " من الروع بالفتح الفزع وفي رواية عوراتي وروعاتي بلفظ الجمع ، وفيه من أنواع البديع جناس القلب " واحفظني من بين يدي ومن خلفي وعن يميني وعن شمالي ومن فوقي وأعوذ بك " وفي رواية وأعوذ بعظمتك " أن أغتال " بضم الهمزة أي أهلك قال الراغب : الغول إهلاك الشيء من حيث لا يحس به " من تحتي " أي أدهى من حيث لا أشعر بخسف أو غيره ، استوعب الجهات الست بحذافيرها ، لأن ما يلحق الإنسان من نحو نكبة وفتنة إنما يصله من أحدها ، وتخصيص جهة السفل بقوله : وأعوذ بعظمتك إلى آخره إدماج لمعنى قولـه تعالى : ( وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ ) ( سورة الأعراف - الآية 176 ) ، وما أحسن قوله بعظمتك في هذا المقام ! ) ( فيض القدير - 2 / 125 ) 0

12- عن جويرية - رضي الله عنها – قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لقد قلت بعدك أربع كلمات ، ثلاث مرات لو وزنت بما قلت منذ اليوم لوزنتهن : سبحان الله وبحمده ، عدد خلقه ، ورضا نفسه ، وزنة عرشه ومداد كلماته ) ( صحيح الجامع 5139 ) 0

قال شمس الحق العظيم أبادي : ( لو وزنت بصيغة المؤنث المجهول " لوزنتهن " أي لترجحت تلك الكلمات على جميع أذكارك وزادت عليهن في الأجر والثواب ، يقال وازنه فوزنه إذا غلب عليه وزاد في الوزن " سبحان الله وبحمده " أي بحمده أحمده " عدد خلقه " منصوب على نزع الخافض أي بعدد كل واحد من مخلوقاته 0 وقال السيوطي : نصب على الظرف أي قدر عدد خلقه " ورضاء نفسه " أي أقول له التسبيح والتحميد بقدر ما يرضيه خالصا مخلصا له ، فالمراد بالنفس ذاته ، والمعنى ابتغـاء وجهه " وزنة عرشه " أي أسبحه وأحمده بثقل عرشه أو بمقدار عرشه " ومداد كلماته " المداد مصدر مثل المدد وهو الزيادة وللكثرة ، أي بمقدار ما يساويها في الكثرة بمعيار أو كيل أو وزن أو ما أشبهه من وجوه الحصر والتقدير ، وهذا تمثيل يراد به التقريب لأن الكلام لا يدخل في الكيل ، وكلماته تعالى هو كلامه وصفته لا تعد ولا تنحصر ، فإذن المراد المجاز مبالغة في الكثرة ؛ لأنه ذكر أولا ما يحصره العدد الكثير من عدد الخلق ثم ارتقى إلى ما هو أعظم منه أي ما لا يحصيه عدد كما لا تحصى كلمات الله ) ( عون المعبود – 4 / 259 ) 0

تلك بعض الأحاديث الصحيحة المأثورة بشروحها والمتعلقة بأذكار الصباح والمساء ، سائلاً المولى عز وجل أن ينفع بها ، ويجعلها حصناً حصيناً من شياطين الإنس والجن ، وسوف نلتقي مرة أخرى في هذه السلسلة في الأسبوع القادم تحت عنوان ( بأذكار النوم ) 0

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ،،،

أخوكم المحب / أبو البراء أسامة بن ياسين المعاني 0

    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة