و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته
و فيك بارك الله أختي سلمى ... تسلمي
نتابع بقية الرسايل
استنبط بعض العلماء من قوله تعالى - عن المنافقين - :
( وَلاَ تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِّنْهُم مَّاتَ أَبَداً ... الآية ) التوبة/84 ،
أن هذه الآية تدل على شرعية صلاة الجنازة ؛ فلما نهى عن الصلاة على المنافقين دل على مشروعيتها في حق المؤمنين .
[ تفسير القرطبي ]
*******
استعمل لفظ " الأمة " في القرآن أربعة استعمالات :
[1] الجماعة من الناس ، وهو الإستعمال الغالب ، كقوله تعالى : (وَلِكُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولٌ ) .
[2] في البرهة من الزمن ، كقوله : ( وَادَّكَرَ بَعْدَ أُمَّةٍ ) .
[3] في الرجل المقتدى به ، كقوله تعالى : ( إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً ) .
[4] في الشريعة و الطريقة ، كقوله تعالى : (إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءنَا عَلَى أُمَّةٍ ) .
[ الشنقيطي ]
*******
ضاق بي أمراً أوجب غماً لازماً دائماً ، وأخذت أفكر في الخلاص منه بكل حيلة ،
فما استطعت ، فعرضت لي هذه الآية : ( وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجاً ) الطلاق/2، ،
فعلمت أن التقوى سبب للمخرج من كل غم ، فما كان إلا أن هممت بتحقيق التقوى فوجدت المخرج .
[ ابن الجوزي ]
*******
من أمَّر السنة على نفسه قولاً وفعلاً ، نطق بالحكمة ،
و من أمَّر الهوى على نفسه ، نطق بالبدعة ،
قال تعالى : ( وَإِن تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا ) النور/54 .
[ أبو عثمان الهروي ]
*******
" تدبر قوله تعالى :
( وَلاَ تَتَّبِعُواْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ ) البقرة/168 ،
فتسمية استدراج الشيطان " خطوات " فيه أشارتان :
[1] الخطوة مسافة يسيرة ، وهكذا الشيطان يبدأ بالشيء اليسير من البدعة ، أو المعصية ، حتى تألفها النفس .
[2 ] قوله " خطوات " دليل على أن الشيطان لن يقف عند أول خطوة في المعصية .
[ فهد العيبان ]
*******
عندما اختار الله معلماً لنبيه موسى عليه الصلاة والسلام مدح هذا المعلم بقوله :
( فَوَجَدَا عَبْداً مِّنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِندِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِن لَّدُنَّا عِلْماً ) الكهف/65 ،
فقدم الرحمة على العلم ، ليدل على أن من أخص صفات المعلم : الرحمة ،
و أن هذا ادعى لقبول تعليمه ، و الإنتفاع به " .
[ د . عبدالرحمن الشهري ]
*******
من القواعد التي تعينك على التدبر :
" أن تعلم أن الله إذا أمر بشيء كان ناهياً عن ضده ،
و إذا نهى عن شيء كان آمراً بضده ،
فمثلاً : إذا أمر بالتوحيد وبرالوالين هو نهى عن الشرك وعقوق الوالدين ،
و إذا نهى عن إضاعة الصلاة والجزع و التسخط ، كان ذلك أمراً بالمحافظة على الصلاة ولزوم الصبر
و على هذا فقس " .
[ ابن السعدي ]
*******
تأمل قوله تعالى :
( إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ وَمَاتُواْ وَهُمْ كُفَّارٌ فَلَن يُقْبَلَ مِنْ أَحَدِهِم مِّلْءُ الأرْضِ ذَهَباً وَلَوِ افْتَدَى بِهِ ) آل عمران/91 ،
فلو أن كافراً تقرب بسبيكة ذهبية بحجم الكرة الأرضية ؛ لينجو من النار ما قُبل منه ،
بينما لو جاء أفقر مسلم مر على الدنيا كلها ، فإن مآله إلى الجنة ،
فهل ندرك عظيم نعمة الله علينا بالهداية للإسلام ؟! .
[ د . عبدالرحمن المحمود ]
*******
من موانع التدبر :
الغناء ، فهو " يلهي القلب ويصده عن فهم القرآن ، وتدبره ، والعمل بما فيه ،
فالقرآن والغناء لا يجتمعان في القلب أبداً ؛ لما بينهما من التضاد ،
فالقرآن ينهى عن اتباع الهوى ، و يأمر بالعفة ، و مجانبة الشهوات ،
والغناء يأمر بضد ذلك كله ، ويحسنه ، ويهيج النفوس إلى الشهوات ، فيثير كامنها ، و يحركها إلى كل قبيح " .
[ ابن القيم ]
*******
قال رجل للحسن :
يا أبا سعيد ، إني إذا قرأت كتاب الله ، وتدبرته ، كدت أن آيس ، وينقطع رجائي ،
فقال : " إن القرآن كلام الله ، وأعمال ابن آدم إلى الضعف والتقصير ، فاعمل و أبشر " .
[ سير أعلام النبلاء ]
*******
سئل أبو عثمان النهدي - وهوتابعي كبير - : أي آية في القرآن أرجى عندك ؟
فقال : مافي القرآن آية أرجى عندي – لهذه الأمة – من قوله تعالى :
( وَآخَرُونَ اعْتَرَفُواْ بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُواْ عَمَلاً صَالِحاً وَآخَرَ سَيِّئاً عَسَى اللّهُ أَن يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ) .
[ الدر المنثور ]
*******
علق العلامة السعدي على قوله تعالى :
( فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ ... الآية )
بقوله : " فهل يليق بمؤمن بالله ورسوله ، ويدعي اتباعه و الإقتداء به ،
أن يكون كلاًّ على المسلمين ، شرس الأخلاق ، شديد الشكيمة عليهم ، غليظ القلب ، فظ القول ، فظيعه ؟!
*******
" في سماع القرآن تأثير عجيب ، وقوة لا تقهر ، اعترف بها الكفار ،
و أعلنوا أن إمكانية غلبتهم مرهونة برد هذا التأثير بطريقتين :
1 ــ عدم السماع .
2 ــ إشاعة اللغو
( وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَسْمَعُوا لِهَذَا الْقُرْآنِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ ) .
فتأمل – يا مؤمن – كيف قالوا : لا تسمعوا ولم يقولوا لا تستمعوا لماذا ؟
الجواب :
" اعترافاً منهم بقوة تأثير أدنى درجات الإستماع ، وهو ( السماع ) فكيف بما فوقه ؟
وقالوا : ( وَالْغَوْا فِيهِ )
فأشعر ذكر اللغو ( وهو الصياح و الصفير )
و ذكر حرف الجر ( في ) بأن المقصود تداخل ذلك مع أصوات القرآن حتى يكون في أثنائه و خلاله !
فأين نحن من هذا المؤثر العظيم ؟
ولم لا نجاهدهم به جهادا كبيراً .
[ د . عويض العطوي ]
********
في قوله تعالى – في سورة يوسف عن النسوة : ــ
( فَلَمَّا رَأَيْنَهُ ) ،
و قول الملك ليوسف عليه السلام :
( فَلَمَّا كَلَّمَهُ )
فيه أن النساء يروقهن حسن المظهر ، و أما الرجال فيروقهم جمال المنطق و المخبر .
[ د . محمد الحمد ]
*******
( فَإِذَا فَرَغْتَ فَانصَبْ * وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ ) الشرح /7-8 ،
هذه خطة لحياة المسلم وضعت للنبي صلى الله عليه وسلم، وهي :
فإذا فرغت من عمل ديني فانصب لعمل دنيوي،
وإذا فرغت من عمل دنيوي فا نصب لعمل ديني أخروي ،
فالمسلم يحيا حياة الجد والتعب،
فلا يعرف وقتا للهو واللعب أوالبطالة قط .
[ أبوبكر الجزائري ]
*******
لا تظن أن قوله تعالى :
( إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ * وَإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ )
يختص بيوم المعاد فقط ، بل هؤلاء في نعيم في دورهم الثلاثة :
الدنيا ، والبرزخ ، و الآخرة ،
و أولئك في جحيم في دورهم الثلاثة !
و أي لذة ونعيم في الدنيا أطيب من بر القلب ، و سلامة الصدر ،
و معرفة الرب تعالى ، و محبته ، والعمل على موافقته ؟! " .
[ ابن القيم ]
*******
أجريت دراسة سلوكية على ( 185 سجيناً ) ممن حفظ القرآن داخل السجن ،
واستفادوا من العفو المشروط بالحفظ ،
على أنه لم يعد منهم أحد إلى سابق عهده ،
وأن نسبة العودة ( صفر ) .
[ من كتاب " عظمة القرآن " للدكتور سليمان الصغير]
*******
بشرى لمن يسعى في طلب الرزق الحلال بالتجارة ونحوها ،
ذكرها الله تعالى في قوله :
(وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِن فَضْلِ اللَّهِ وَآخَرُونَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ) المزمل/20
" فقد كان بعض الصحابة يتأول من هذه الآية يتأول فضيلة التجارة والسفر لإجلها ،
حيث سوى الله بين المجاهدين والمكتسبين المال الحلال .
[ ابن عاشور ]
*******
سورة ( ق ) مامن أحد يرددها ، فيفتح مسامع قلبه لها إلا فتحت كل السدود التي تراكمت بسب الذنوب ...
إن الآمر بقوله :
( أَلْقِيَا فِي جَهَنَّمَ )
هو نفسه القائل :
( ادْخُلُوهَا بِسَلَامٍ )
هو أيضاً الآمر :
( فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ مَن يَخَافُ وَعِيدِ )
فيا قاريء ( ق )
قد لا تنجو من الأولى ، و تظفر بالثانية
إلا بالثالثة .
[ عصام العويد ]
*******
(يَمْحَقُ اللّهُ الْرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ ) البقرة/276،
وهذا عكس ما يتبادر لأذهان كثير من الخلق ، أن الإنفاق ينقص المال ، وأن الربا يزيده ،
فإن مادة الرزق وحصول ثمراته من الله تعالى ، وما عند الله لا ينال إلا بطاعته وامتثال أمره ،
فالمتجرىء على الربا يعاقبه الله بنقيض مقصوده ، وهذا مشاهد بالتجربة .
[ السعدي ]
*******
نتابع الرسائل نفعني الله وإياكم بها
" في القرآن بضعة وأربعون مثلاً والله تعالى – بحكمته - يجعل ضرب المثل
سبباً لهداية قوم فهموه ،
وسبباً لضلال لقوم لم يفهموا حكمته ،
كما قال تعالى :
( فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُواْ فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُواْ فَيَقُولُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَـذَا مَثَلاً يُضِلُّ بِهِ كَثِيراً
وَيَهْدِي بِهِ كَثِيراً وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلاَّ الْفَاسِقِينَ )البقرة/26.
[ الشنقيطي ]
*******
" لكل أخت تشكو كثرة المغريات حولها ، أو تعاني من ضعف الناصر على الحق ،
اعتبري بحال أمرأة جعلها الله مثلاً لكل مؤمن ومؤمنة إلى يوم القيامة ،
إنها أمرأة فرعون ، التي لم يمنعها طغيان زوجها ، ولا المغريات حولها ، أن تعلق قلبها بربها ،
فأثمر ذلك : الثبات ، ثم الجنة ، بل وصارت قدوة لنساء العالمين " .
[ د . عمر المقبل ]
*******
قال قتادة في قوله تعالى :
( وَفِي أَنفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ )الذاريات/21، :
" من تفكر في خلقه علم أنه إنما لينت مفاصله للعبادة " .
*******
قال مجاهد في تفسير قوله تعالى :
( ذُلِّلَتْ قُطُوفُهَا تَذْلِيلاً ) الإنسان/14،
" أدنيت منهم يتناولونها ، إن قام ارتفعت بقدره ، وإن قعد تدلت حتى يتناولها ،
وإن اضطجع تدلت حتى يتناولها ، فذلك تذليلها "
*******
سئل الضحاك عن قوله تعالى :
( عَجُوزٌ عَقِيمٌ ) و ( الرِّيحَ الْعَقِيمَ ) و (عَذَابُ يَوْمٍ عَقِيمٍ )
فقال :
" العجوز العقيم التي لا ولد لها ،
والريح العقيم التي لا بركة فيها و لامنفعة ولا تلقيح ،
وأما عذاب يوم عقيم فيوم لا ليلة فيه " .
[ الدر المنثور ]
*******
تأمل في حكمة تقديم الأمن على الطمأنينة في قوله تعالى :
( وَضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُّطْمَئِنَّةً ) النحل/112،
فالطمأنينة لا تحصل بدون أمن ، كما أن الخوف يسبب الإنزعاج والقلق ،
وفي قوله : ( فَأَذَاقَهَا اللّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ ) سر لطيف ،
لأن إضافة اللباس إلى الجوع والخوف تشعر وكأن ذلك ملازم للإنسان ملازمة اللباس للأبسة .
[ ابن عاشور ]
*******
قُل لَّن يُصِيبَنَا إِلاَّ مَا كَتَبَ اللّهُ لَنَا )التوبة/51
" إنما لم يقل : ما كتب علينا ؛ لأنه أمر يتعلق بالمؤمن ، ولا يصيب المؤمن شيء إلا وهو له ،
إن كان خيرا ًفهو له في العاجل ، وإن كان شراً فهو ثواب له في الآجل .
[ الوزير ابن هبيرة ]
*******
قال ابن القيم في "مدارج السالكين " :
" أمر الله تعالى في كتابه
بالصبر الجميل
والصفح الجميل
والهجر الجميل
فسمعت شيخ الإسلام ابن تيمية يقول :
الصبر الجميل هو الذي لا شكوى فيه ولا معه ،
والصفح الجميل هو الذي لا عتاب معه ،
والهجر الجميل هو الذي لا أذى معه .
*******
قال الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله - :
إذا رأيت وقتك يمضي ، وعمرك يذهب وأنت لم تنتج شيئاً مفيداً
، ولا نافعاً ، ولم تجد بركة في الوقت ،
فاحذر أن يكون أدركك قوله تعالى ( ..... )
ثم ذكر الشيخ الآية ، وهي موجودة في صفحة ( 297 ) من المصحف ،
فحاول أن تستخرجها .
سأترككم فترة لإستخراجها
*******