عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 04-09-2007, 12:16 AM   #2
معلومات العضو
أبو فهد
موقوف

افتراضي

خامسا : أن من الملاحظ على القراء أصحاب الكيفية المتقدمة أنهم يقولون بغير علم ، وذلك أنهم إذا قرأوا على المريض ولم يتكلم الجني على لسانه ، قالوا : ليس فيك جني ، وأنت بك عين ، أو ليس بك جني ولا عين ونحو هذا ، ولسان حالهم يقول : إننا لا نقرأ على المصروع إلا ويلزم أن تخاطبنا الجن وتتكلم ، فرقاً منا أو من قراءتنا ، وليس هذا إثارة من علم ، فإن المصروع إذا قرئ عليه وخوّف الجن ويخاف وقد لا يتكلم ولا يخاف ! فمن أين لهم القطع بأنه ليس في المقروء عليه جني أو عين ؟ وقد يترتب على هذا أن المريض يترك الأدعية النبوية في مثل هذه الحالات ، بناء على قول القارئ . والله عز وجل يقول : ( ولا تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل اؤلئك كان عنه مسئولا ) الاسراء ، الآية : 36 .

سادسا : من الملاحظ على القراء أصحاب الكيفية المتقدمة ، أنهم يجمعون الفئام من الناس فيقرأون عليهم جميعا قراءة واحدة حرصا على كسب الوقت أمامكثرة الزائرين ، ثم يدورون على أوعيتهم يتفلون فيها واللعاب والرذاذ الذي خالط القراءة قد ينقضي في الوعاء الأول والثاني فمن أين لهذا القاري أن لعابه كله مبارك حتى لو لم يخالط قراءة القرآن وكيف يستجيز أن يتفل في مائة وعاء أو أكثر بناء على قراءة واحدة ؟ وأين الدليل على هذه الصورة من عمل السلف الصالح ؟

سابعا : نظرا لما تدره تلك الكيفية السابقة على أصحابها من أموالا طائلة ، فقد يقوم بعض المشعوذين والدجالين فيتظاهرون بالقراءة ، فيفتحون دكاكين لهذا الغرض ويخلطون الحق بالباطل ، فيفتح على الناس باب شر كبير، ولا يحصل إنكار على المشعوذين لاختلاط أمرهم بالقراء الذين لا يخلطون مع قراءتهم شعوذة وكهانة فيصعب التمييز ، والذرائع المفضية إلى الشر يجب سدها ، حتى وإن قصد صاحبها الحق وقد منع عبد الله بن مسعود وأصحابه وجمع من العلماء المحققين تعلق القرآن مع أنه كلام الله سدا للزيعة لئلا يفضي ذلك إلى تعلق التمائم . انظر فتح المجيد 132 ومعارج القبول 382/1 .
وأفتى بهذا التعليل أعضاء اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء في المملكة في الفتوى رقم 992 وتاريخ 4/4/ 1395 هـ . انظر مجلة البحوث الإسلامية العدد 25 عام 1409 هـ ص 40 .
ثامنا : أن بعض القراء أصحاب الكيفية الذين يتفرغون للقراءة على الناس ،ويتخذونها حرفة لهم ، يظنون أن ذلك من المستحبات ، والاستحباب حكم شرعي ، وهو عبادة ؛وهذا قد يجرهم إلى الوقوع في البدعة 0
فإن من أستحب شيئا لم يفعله رسول الله ، صلى الله عليه وسلم ، ولم يفعله خلفاؤه الراشدون مع وجود المقتضي له في عصرهم ، قد أتى بابا من البدع . والرسول ، صلى الله عليه وسلم ، وخلفاؤه الراشدون وإن قرأوا على المرضى وأخذوا الأجرة على ذلك كما تقدم إلا أنهم لم يتفرغوا لهذا الأمر، ولم يشتهروا به شهرة واضحة بين الناس ، بحيث إذا ذكر أحدهم ذكر بأنه هو القارئ على المصروعين لإقثصاره على هذا العمل ، ولم يتخذوه حرفة ومهنة ، لإكتساب الرزق يقتصرون عليها .

    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة