عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 22-02-2011, 07:23 AM   #22
معلومات العضو
بلعاوي

افتراضي

صلاة الأوابين


هناك سنة حبيبة وجميلة حثنا عليها رسولنا الحبيب وللأسف غفل عنها كثير منا إلا من رحم ربي ألا وهي صلاة الأوابين ( صلاة الضُحى ) فكلٌ منا مشغول في عمله في ذلك الوقت وهو من بعد طلوع الشمس وارتفاعها إلي ما قبل الزوال وذلك لقول رسول الله صلي الله عليه وسلم في صحيح مسلم عن أبي ذر رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه و سلم قال :
(يُصبح على كل سُلامى من أحدكم صدقة ، فكل تسبيحة صدقة، و كل تحميدة صدقة ، و كل تهليلة صدقة، و كل تكبيرة صدقة ، و نهي عن المنكر صدقة ، و يُجزي من ذلك ركعتان يركعُهُما من الضحى). رواه مسلم
(1)

وقد ثبت في الصحيحين من حديث ابي هريرة -رضي الله عنه- قال:
(أوصاني خليلي بثلاث لا أدعهن حتى أموت صوم ثلاثة أيام من كل شهر وصلاة الضحي ونوم علي وتر )
صدقت يا حبيبي يا رسول الله.
(2)

هذه الصدقات ليست صدقات مالية ، بل هي عامة ، فكل أبواب الخير صدقة ، كل تهليلة صدقة ، و كل تكبيرة صدقة ، و كل تسبيحة صدقة ، و كل تحميدة صدقة ، و أمر بالمعروف صدقة ، و نهي عن المنكر صدقة ، كل شيء يقرب إلى الله عز و جل من قول أو فعل فإنه صدقة ، حتى أن النبي صلى الله عليه و سلم قال :
(
يعين الرجل في دابته ، يحامله عليها ، أو يرفع متاعه صدقة)(3)
قراءة القرآن صدقة ، طلب العلم صدقة ، و حينئذ تكثر الصدقات ، و يمكن أن يأتي الإنسان بما عليه من الصدقات و هي ثلاثمائة و ستون صدقة.

ثم قال
صلى الله عليه و سلم ( ثم يجزىء من ذلك ) يعني عن ذلك (ركعتان يركعهما من الضحى)(4) يعني أنك إذا صليت من الضحى ركعتين أجزأت عن كل الصدقات التي عليك ، و هذا تيسير من الله عز و جل على العباد وفي هذا دليل على أن الصدقة تطلق على ما ليس بمال.
وأيضاً دليل على أن ركعتي الضحى سنة ، سنة كل يوم ، لأنه إذا كان كل يوم عليك صدقة على كل عضو من أعضائك ، و كانت الركعتان تجزىء ، فهذا يقتضي أن صلاة الضحى سنة كل يوم ، من أجل أن تقضي الصدقات التي عليك .
قال أهل العلم : و سنة الضحى تبتدىء و قتها من ارتفاع الشمس قدر رمح ، يعني حوالي ربع إلى ثلث ساعة بعد الطلوع ، إلى قبيل الزوال ، أي إلى قبل الزوال بعشر دقائق ، كل هذا و قت لصلاة الضحى ، في أي و قت فيه تصلي ركعتي الضحى ، فإنه يجزىء، لكن الأفضل أن تكون في آخر الوقت ، لقول النبي صلى الله عليه و سلم
(صلاة الأوابين حين ترمض الفصال)
(5)يعني حين تقوم الفصال من الرمضاء لشدة حرارتها ، و لهذا قال العلماء : إن تأخير ركعتي الضحى إلى آخر الوقت أفضل من تقديمها ، كما كان النبي صلى الله عليه و سلم يستحب أن تؤخر صلاة الضحى إلى آخر الوقت ، إلا مع المشقة فالحاصل إن الإنسان قد فتح الله له أبواب طرق الخير كثيرة ، و كل شيء يفعله الإنسان من هذه الطرق، فإن الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة .
والله تعالى أعلى وأعلم



(1)الراوي: أبو ذر الغفاري المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 720 خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
(2)الراوي: أبو هريرة المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 1178 خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
(3)الراوي: أبو هريرة المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 2891خلاصة حكم المحدث [صحيح]
(4) الراوي: أبو ذر الغفاري المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 720 خلاصة حكم المحدث:
[صحيح]
(5)الراوي: زيد بن أرقم المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم - الصفحة أو الرقم: 748 خلاصة حكم المحدث:[صحيح]
    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة