عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 16-02-2010, 12:01 PM   #1
معلومات العضو
شذى الاسلام
إشراقة إدارة متجددة

افتراضي أورادي صارت روتينية !! .. جدّد إيمانك





الأوراد اليوميَّة من ورد قرآني وأذكار وسط إيقاع الحياة السريع تصبح عملاً

روتينيًّا لا زادًا إيمانيًّا وهذا يؤثر على حالتي الإيمانيَّة، والمواظبة

على الأوراد نفسها فماذا أفعل بارك الله فيكم


يقول الدكتور محمد محمود منصور:


أخي الكريم؛

إنَّ التنويع والتدبُّر

يمنعان من تحوُّل ذكر الله تعالى إلى عملٍ روتينيٍّ لا يفيد في زيادة الإيمان، وبالتالي زيادة أعمال الخير.


ويقصد بالتنويع تغيير مكان الذكر، وصورته، ووقته، كما نبَّهنا لذلك سبحانه في قوله:

(الذين يذكرون الله قيامًا وقعودًا وعلى جنوبهم)
أي في كلِّ أحوالهم.


فاجعل الذكر أحيانًا مصحوبًا بالنظر والتأمُّل في الأفق وتدبُّر مخلوقات الله،
واجعله أحيانًا

أخرى أثناء السير أو في السيَّارة ووسيلة المواصلات، وأحيانًا ثالثةً في الفراش، ورابعةً

في المسجد وبعد الصلاة، وأحيانًا فجرًا أو عصرًا، أو ليلا.. وهكذا.


مع الاجتهاد في استحضار الذكر الذي يناسب كلَّ موقفٍ من مواقف الحياة، كأذكار الطعام

والشراب والنوم، ودخول الخلاء، وابتداء الأعمال،.

وانتهائها، ولبس الثياب، ووضعها،

وعند الشكر أو الصبر، وعند الفرح أو الحزن، إلى غير ذلك، فإنَّ تعدُّد الأذكار

ومناسباتها لتعدُّد المواقف والأحداث يجعل احتماليَّة التأثُّر والاستفادة بالذكر أكبر.


ومن التنويع تمرير الذكر على القلب وعلى اللسان.


ومن التنويع قراءة القرآن أو سماعه من الغير ممَّن هو حسن الصوت.


ومن التنويع الذكر منفردًا كما أشار لذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله عن

السبعة الذين يظلُّهم الله بظلِّه يوم القيامة:

(ورجلٌ ذكر الله خاليًا ففاضت عيناه) رواه البخاري،

أو مجتمعًا كما لمَّح لذلك صلى الله عليه وسلم في قوله:

(وما اجتمع قومٌ في بيتٍ من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلا نزلت

عليهم السكينة، وغشيتهم الرحمة، وحفتهم الملائكة، وذكرهم الله فيمن عنده)
رواه مسلم.


ومن التنويع تنويع الذكر نفسه بين الاستغفار، والتسبيح، والتحميد، وغيره، فإنَّ لكلِّ ذكرٍ تأثيره، وإن لم يؤثِّر فيك ذكرٌ أثَّر فيك آخر.


ويقصد بالتدبُّر استشعار القلب ما أمكن لمعاني كلِّ ذكرٍ، وأهدافه،

وتطبيقاته، العمليَّة، وفوائده في الدنيا، ثمَّ ثوابه في الآخرة، مع الاهتمام بالخشوع في الصلوات،

وتدبُّر معانيها ومعاني الآيات القرآنيَّة التي تُقرأ فيها، وأهداف ركوعها وسجودها وأذكارها، فهي من أفضل الذكر، وما شرعت - هي وغيرها من العبادات - إلا لتزيد الإيمان وتحرِّك القلوب، والتي بدورها ستدفع الأجساد إلى حسن العمل.


هذا، ويراعي التوسُّط والاعتدال في الأذكار، فليست العبرة بكثرتها،

ولكن بالإفادة منها، بل كثرتها قد تؤدِّي إلى الرتابة والملل
كما حذرنا صلى الله عليه وسلم في قوله:

(عليكم بما تطيقون، فوالله لا يملُّ الله حتى تملُّوا)

رواه البخاريّ ومسلم.


أخي الكريم؛


يقول الإمام النووي:

"كلُّ عاملٍ لله بطاعةٍ يكون ذاكرًا لله تعالى"، فكما أنَّ العبادة والطاعة لله تعالى لا تعني فقط العبادات كالصلاة والصيام وغيرها،
ولكن الحياة كلّها بما فيها من عملٍ وإنتاجٍ وتناسلٍ وغيره من المعاملات طاعةٌ لله الذي طلب من البشر حسن الانتفاع بالكون، فكذلك الذكر،

لا يكون فقط وقت الصلاة،

أو قراءة القرآن، أو تلاوة الأذكار باللسان أو ما شابه ذلك، وإنَّما يكون في كلِّ عمل، باستحضار نوايا الخير فيه،
فمن فعل ذلك يكون ذاكرًا لله تعالى أثناء تأديته لهذا العمل، فمثلاً..

الذي يتقن عمله ونواياه نفع نفسه والإسلام والمسلمين استجابةً لطلب ربِّه فهو ذاكرٌ له طول وقت العمل، حتى ولو لم يذكره بلسانه، والذي يُحسن معاملة من حوله من زوجاتٍ، وأبناء، وجيران، وأقارب، وزملاء،
وأصحاب، بالنوايا السابق ذكرها فهو أيضًا ذاكرٌ لله تعالى نائلٌ لثوابه.. وهكذا.


فإن فعلت ذلك - أخي الكريم - كنت ذاكرًا لله على كلِّ أحوالك كما كان هو حال الرسول صلى الله عليه وسلم، ولم يخش عليك بإذن الله من الملل من الذكر وفقدان فوائده،

لأنَّك نوَّعته وتدبَّرته، وكنت من الذاكرين الله كثيرًا الذين قال فيهم:

(والذاكرين الله كثيرًا والذاكرات أعدَّ الله لهم مغفرةً وأجرًا عظيمًا).


ويضيف الأستاذ هاني محمود المراقب الشرعي بقناة الرسالة الفضائية:


أخي الحبيب:

أولا: دعنا ننظر في بواعث الأوراد عندنا، أو بتعبير آخر.. لماذا نذكر الله ؟ لماذا نقرأ القرآن ؟ لماذا نقوم بهذه الأوراد ابتداءً ؟



إن من أجمل الملامح التي خرجت بها من قراءتي في سنة النبي صلى الله عليه وسلم تصوري لمدى إحساس النبي صلى الله عليه وسلم بعبوديته لله،

واستشعاره لعظيم نعم الله عليه وعلى الناس، ويتجلى ذلك لنا فيما أثر عنه صلى الله عليه وسلم مما يعرف عندنا بأذكار الأحوال،

إن النبي صلى الله عليه وسلم لم يوحى إليه أنك إذا شربت يجب أن تقول "بسم الله"، وإذا أنهيت تقول "الحمد لله


وإذا لبست تقول كذا، وإذا خرجت تقول كذا..، لم يوح إلى رسول الله ذلك، ولكنه صلى الله عليه وسلم كان يتعامل مع كل أمور حياته بقلب يستشعر
أن لله عليه فيما بين يديه من نعمة الله فضل،

وأن هذا الفضل يستوجب منه شكرًا وذكرًا لله كي لا ينشغل بالنعمة وينسى المنعم، ومن هنا كانت "أذكار الأحوال".


مراد كلامي أخي الحبيب أننا لو تعاملنا في حياتنا كلها بكل تفاصيلها بهذه الروح – روح العبد لله، المستشعر عظمة ربه وافتقاره إليه -
فإننا بإذن الله تعالى لن يكون للملل ولا الروتينية سبيل إلى قلوبنا وسيكون ذلك بمثابة التجديد الإيماني المستمر لقلوبنا،
لأن الملل والرتابة إنما تنتج عن غفلة القلب في وقت من الأوقات عن الإحساس بما يفعله.


ولا أنسى قول سيدنا علي رضي الله تعالى عنه :

إن للنفس إقبال وإدبار، فإن هي أقبلت فاستكثروا من النوافل، وإن هي أدبرت فألزموها الفرائض.


الأمر الثاني الذي أود التنبيه إليه – أخي – ه

و أننا وحتى إذا فقدنا الإحساس بالورد واستشعاره بالقلب فإن ذلك ليس مبررًا أبدًا لتركه أو التوقف عنه حتى يحضر القلب فيه.

إننا نحتاج أخي أن نجعل لنا حدودا نتوقف عندها.


وكلما كانت ممارستنا الإيمانية عالية كلما كان نزولنا وقت الفترة والملل والفتور منضبطا في الحدود التي لا توقعنا في غضب الله علينا أو التقصير في فروضه.


ليس عيبا ولا غريبا أن نصاب بحالات من النقصان
سواء القلبي أو الفعلي، أي في إيمانياتنا أو طاعاتنا لأن النبي صلى الله عليه وسلم يقول:

(إن لكل عملٍ شرة، ولكل شرة فترة، فمن كانت فترته إلى سنتي فقد اهتدى، ومن كانت إلى غير ذلك فقد هلك)
رواه البيهقي في شعب الإيمان وصححه السيوطي،

أي أن المشكلة تبرز إذا لم نستطع ضبط هذه الفترة حتى تنتهي إلى سنة النبي صلى الله عليها ولا تحيد عنها.
    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة