عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 25-08-2009, 01:50 AM   #2
معلومات العضو
أبو البراء

لموقع ومنتدى الرقية الشرعية - مؤلف ( الموسوعة الشرعية في علم الرقى )
 
الصورة الرمزية أبو البراء
 

 

افتراضي


،،،،،،

بارك الله فيكم أخي الحبيب ( أبو سلطان ) وأحسن الله إليك في الدارين ، فقط أحببت أن أعقب على قولكم - يا رعاكم الله - :

( وكما نعلم بان الحسد هى ماده حارقه تخرج من عين الحاسد فتصيب المحسود فى الحال )


قلت وبالله التوفيق :

لم اتنبه لما ذكره أهل العلم في الموسوعة الرئيسية تحت عنوان ( نحو موسوعة شرعية في علم الرقى - تأصيل وتقعيد في ضوء الكتاب والسنة والأثر ) حول مسألة كيفية تأثير العين ( 3 / 463 - 465 ) ، حتى نبهني أحد طلبة العلم - جزاه الله كل خير - على مسألة مجانية الصواب فيما ذكر حول ذلك ، ولذلك زدت في كتابي الموسوم ( المنهل المعين في اثبات حقيقة الحسد والعين ) - المجلد التاسع - صفحة 62 - 65 تحت عنوان :

( && فائدة مهمة && )


ولا بد من الاعتقاد بأن الحديث عن حقيقة العين هو خوض في غمار مسائل القضاء والقدر ، والعين من سائر المقدور على العبد ، وهي سبب في إحداث الضرر ، لا كما يذهب الأشاعرة في انكار الأسباب والقوى والتأثيرات ، وقرروا أن الفعل كله لله ، وأنه ليس هناك ارتباط ولا سبب ، بل هو مجرد تلازم وعادة 0

وبعض جهابذة أهل العلم – رحمهم الله - جانبوا الصواب - في المسألة ، وأذكر بعض أقوالهم :


* قال الحافظ بن حجر في الفتح : ( قال القسطلاني : إذا نظر المعيان لشيء باستحسان مشوب بحسد ؛ يحصل للمنظور ضرر بعادة أجراها الله تعالى )( ارشاد الساري لشرح صحيح البخاري - 8 / 390 ) 0

* وقال - رحمه الله - : ( قال القاضي أبو بكر بن العربي : إن الله يخلق عند نظر العائن إليه وإعجابه به إذا شاء ما شاء من ألم وهلكة ، وقد يصرفه قبل وقوعه إما بالاستعاذة أو بغيرها وقد يصرفه بعد وقوعه بالرقية أو بالاغتسال أو بغير ذلك )( فتح الباري - 10 / 200 ) 0

* وقال أيضاً : ( قال المازري : إن الذي يتمشى مع طريقة أهل السنة ، أن العين إنما تضر عند نظر العائن بفعل الله تعالى بعادة أجراها الله تعالى أن يحدث الضرَّر عند مقابلة شخص آخر )( فتح الباري - 10 / 200 ) 0

* قال صاحب فتح الودود : ( العين حق لا بمعنى أن لها تأثير بل بمعنى أنها سبب عـادي كسائر الأسبـاب العادية يخلق الله تعالى عند نظر العائن إلى شيء واعجابه به ما شاء من ألم وهلكة )( عون المعبود - 10 / 259 ) 0


وقد بين ذلك المنهج الأستاذ الفاضل " أحمد بن عبدالرحمن الشميمري " في كتابه القيم " العين حق " ، حيث يقول : ( الحديث عن حقيقة العين هو في الحقيقة خوض في غمار مسائل القضاء والقدر إذ العين من سائر المقدور على العبد ، لذا فقد وقع جهابذة من أهل العلم عند تفسيرهم لحقيقة العين وكيفية وقوع أثرها موقعاً جانب الصواب فسلكوا مسلك الأشاعرة في إنكارهم الأسباب والتأثيرات 0

فقد نسبوا في أقوالهم هذه – رحمهم الله – الفعل لله دون أن تكون العين سبباً في إحداث الضرر وقرروا أن الفعل كله لله وأنه ليس هناك ارتباط ولا سبب بل هو مجرد تلازم وعادة وهو عين مذهب الأشاعرة في إنكار السببية إذ يعتبر الأشاعرة العلاقة بين السبب والمسبب هي " تلازم في الحدوث " وليس تلازم ناشئ عن الارتباط بينهما فالعين ليست سبباً في حصول الضرر للمعيون ولكن يخلق الله عند نظر العائن الضرر للمعيون بعادة أجراها الله سبحانه وتعالى 000 كقولهم أن الاحتراق ليس ناتجاً عن النار ، بل هو حادث عند حدوثها فقط ، فالنار لا دخل لها في الإحتراق إنما الله سبحانه يخلق عنده الاحتراق كل منفصل عن الآخر )( العين حق - ص 16 – 17 ) 0


قال ابن القيم – رحمه الله – منكراً على من ينسب الفعل لله بلا سبب : ( وهذا مذهب منكري الأسباب والقوى والتأثيرات في العالم وهؤلاء قد سّدوا على أنفسهم باب العلل والتأثيرات وخالفوا العقلاء أجمعين )( زاد المعاد - 4 / 166 ) 0

ملاحظة مهمة : الجملة الواردة في كتابي ( المنهل العمين في إثبات حقيقة الحسد والعين ) هي على النحو التالي :

( وقد وقع بعض جهابذة أهل العلم – رحمهم الله - في هذا الخطأ ، وأذكر بعض أقوالهم )

وتأدباً مع العلماء الأجلاء لما لهم من سبق وفضل فقد تم تعديلها آنفاً على النحو التالي :

( وبعض جهابذة أهل العلم – رحمهم الله - جانبوا الصواب - في المسألة ، وأذكر بعض أقوالهم )


ولذلك وحسب رأيي المتواضع أرى بأن المنهج والمسلك الصحيح في التقويم هو ما ذكرته آنفاً من العودة للكتاب والسنة وأقوال علماء الأمة ، وغير ذلك فأرى بأن الأمور سوف تتفاقم والمشكلة سوف تتأصل 0

ومعروف بأن الاغتسال بالماء المقروء عليه هو من العلاج وهو سبب للشفاء بإذن الله عز وجل 0

عموماً زادكم الله من فضله ومنه وكرمه ، مع تمنياتي لكم بالصحة والسلامة والعافية :

أخوكم المحب / أبو البراء أسامة بن ياسين المعاني 0
 

 

 

 


 

توقيع  أبو البراء
 
    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة