لا شك و أن طريق الرقية طريق ممتلء بالإبتلاءات و الإختبارات
فما إن تنجح في اختبارحتى يأتيك ما هو أصعب منه
فمن الناس من يسقط في أول إختبارله
و منهم من يقاوم و لكنه لا يستطيع مواصلة الطريق
و منهم من ينحرف بالطريق و إن واصل السير
و قليل منهم
من يواصل المسير و يبقى صامدا ثابتا
لا تهزه النوائب و لا تؤثر فيه الخطوب
صاحبنا المعالج واصل المسير و قد ذاع صيته و أصبح كل من في الحي يعرفونه و يلجؤون إليه للرقية و العلاج
و لكنه أصبح يستعين بالجن
و قد إختار منهم ذاك التائب صالح الذي خرج من جسد المريض
و كان عليه أن يثبت صدق توبته بأن يساعد المعالج في علاجه
لا تتعجبوا إن قلت لكم أنه كان يثمثل لهم في صورة بشر و يجلس معهم في جلسة عائلية
حتى أن الزوجة كانت تحضرها
يأكلون و يتحدثون فيها عن أمورالدنيا و الدين
و طبعا كانت زوجة المعالج تضع خمارها على رأسها عندما يستأذنهم الجني صالح في الدخول
لا أدر أهو حرص على اتباع الشرع أم تلك سذاجة و قلة خبرة بعالم الجن
و لكن هل تهب الرياح دائما بما تشتهي السفن؟؟؟
و ذات يوم
تدق باب حانوته إمرأة و هي تبكي و تتودد له
تريده أن يستعجل ليدرك أمها المسكينة التي تعاني من تشنجات و كأنها حالة مس قوي يحاول أن ينهي حياتها
و تقول له :
يا شيخ أدركني فليس لي سواها
و إن حدث شيء سأموت أو أقتل نفسي
و قد سمعنا بقدراتك على العلاج و ما طرقنا بابا غير بابك
يقول لها -و قد أطرق برأسه و غض من بصره -
أعطني العنوان أو صفي لي موقع البيت و سألحق بك حالا
و هنا بدأت أول خطوة له يخطوها في محك الإبتلاءات
محطتنا القادمة ستكون في أول ابتلاء قد يزلزل الأركان و يجعل الحليم حيران
إبقوا معنا و سأجتهد لأعود قريبا بإذن الله