عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 11-09-2004, 08:19 AM   #2
معلومات العضو
أبو البراء

لموقع ومنتدى الرقية الشرعية - مؤلف ( الموسوعة الشرعية في علم الرقى )
 
الصورة الرمزية أبو البراء
 

 

افتراضي

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ،،،

حياك الله مرة أخرى أخي ( أبو سالم الصيعر ) ، وبخصوص أسئلتك حول طرق العلاج ومسائل أخرى فإليك الإجابة :

السؤال الأول : استفسار حول طريقة المغطس ؟؟؟

في غالب الأحيان أخي الكريم تؤثر هذه الطريقة وبشكل فعال على الجن والشياطين وبخاصة إضافة مادة السدر ، وكذلك قليل من الزعفران ، وقليل من الملح الصخري بالإضابة إلى كمية بسيطة من المسك الأبيض لمغطس الماء ، مع الاهتمام بالناحية الصحية للحالة المرضية والتأكد أن مثل هذا المغطس لا يؤثر على جسد المريض من الناحية العضوية ، فبعض الحالات قد تتعرض نتيجة لمثل هذا الاستخدام إلى حساسية ، ويمكن اختبار ذلك على جزء من جسد المريض للتأكد كمنم عدم حصول مثل هذا الأمر 0
وفي بعض الحالات قد يتحول الألم إلى منطقة الرأس نتيجة لاستقرار الجني الصارع في تلك المنطقة ، وإذا تبين للمعالج مثل هذا الأمر فعليه أن يطلب من الحالة المرضية دهن ناصية الرأس ( مقدمة الرأس ) بالمسك الأبيض وكذلك الرقبة ، ويمكن أثناء فترة المغطس أن يضع المريض الماء على رأسه ووجهه بيديه أو بنحو ذلك ، وهذا بإذن الله سبحانه وتعالى سوف يؤثر تأثيراً إيجابياً مطلوباً ويكون عاملاً مهماً في شفاء الحالة المرضية ، والله تعالى أعلم 0

السؤال الثاني : وقد سبق وأن حدثت مثل هذه الحالة وتم القتل من الجن ؟؟؟

وبهذه المناسبة أحب أن أقدم لك أخي الكريم بحثاً تحت عنوان ( اختطاف وقتل الجن للإنس ) ، حيث أنك مهتم في هذا الأمر ، وكي نجيب على سؤال مهم وهو هل للجن القدرة على قتل الإنسان أم لا ، وإليك ذلك كما ذكرته في كتابي ( منهج الشرع في علاج المس والصرع ) 0

قد يتساءل البعض عن إمكانية أو قدرة الجن والشياطين على القتل أو الاختطاف لأماكن مقفرة أو بعيدة ، ومن خلال تتبع النصوص القرآنية والحديثية يخلص المرء إلى إمكانية حصول ذلك فعلا ، وقد وقـع من ذلك شيء في عصر رسول الله صلى الله عليه وسلم كما ثبت من حديث فتى غزوة الخندق الذي كان حديث عهد بعرس فقتلته الجن ، وكذلك ما روي في سيرة سعد بن عبادة عندما بال في نفق فقتلته الجن 0

وفي حديث الإمام مسلم شاهد قوي على ذلك ، فقد ورد في صحيحه أنه قال :

( حدثنا محمد بن المثنى حدثنا عبد الأعلى عن داوود عن عامر قال : سألت علقمة : هل كان ابن مسعود – رضي الله عنه – شهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة الجن قال فقال علقمة أنا سألت ابن مسعود فقلت هل شهد أحد منكم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة الجن قال : لا ولكنا كنا مع رسول الله ذات ليلة ففقدناه فالتمسناه في الأودية والشعاب فقلنا استطير – أي طير - أو اغتيل قال فبتنا بشر ليلة بات بها قوم ، فلما أصبحنا إذا هو جاء من قبل حراء قال : فقلنا يا رسول الله فقدناك فطلبناك فلم نجدك فبتنا بشر ليلة بات بها قوم ، فقال : أتاني داعي الجن فذهبت معه فقرأت عليهم القرآن ، قال : فانطلق بنا فأرانا آثارهم وآثار نيرانهم وسألوه الزاد فقال لكم كل عظم ذكر اسم الله عليه يقع في أيديكم أوفر ما يكون لحما ، وكل بعرة علفت لدوابكم ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فلا تستنجوا بهما فإنهما طعام إخوانكم ) ( أخرجه الإمام مسلم في صحيحه - كتاب الصلاة ( 150 ) - برقم 450 ) 0

قال النووي : ( قوله " استطير أو اغتيل " معنى استطير طارت به الجن ، ومعنى اغتيل قتل سرا ، والغيلة هي القتل في خفية ) ( صحيح مسلم بشرح النووي – باختصار - 4 ، 5 ، 6 / 127 ) 0

ذكر موفق الدين المقدسي في كتابه ( المغني ) ، ورتب عليه حكما فقهيا في أحكام المفقود الغائب عن زوجته وأحواله هو :
ما ذكره الأثرم والجوزجاني بإسنادهما عن عبيد بن عمير قال : ( فقد رجل في عهد عمر ، فجاءت امرأته إلى عمر ، فذكرت ذلك له ، فقال : انطلقي ، فتربصي أربع سنين ، ففعلت ثم أتته فقال : انطلقي فاعتدي أربعة أشهر وعشرا 0 ففعلت ثم أتته 0 فقال : أين ولي هذا الرجل ؟ فقال : طلقها ففعل 0 فقال لها عمر : انطلقي فتزوجي من شئت 0
فتزوجت ، ثم جاء زوجها الأول ، فقال له عمر : أين كنت ؟ قال يا أمير المؤمنين استهوتني الشياطين ، فوالله ما أدري في أي أرض الله كنت ، عند قوم يستعبدونني ، حتى اغتزاهم منهم قوم مسلمون ، فكنت فيما غنموه ، فقالوا لي : أنت رجل من الإنس وهؤلاء من الجن ، فمالك ولهم ؟ فأخبرتهم خبري 0 فقالوا : بأي أرض الله تحب أن تصبح ؟ قلت المدينة هي أرضي 0
فأصبحت وأنا أنظر إلى الحرة 0 فخيره عمر إن شاء امرأته وإن شاء الصداق ، فأختار الصداق ، وقال : قد حبلت لا حاجة لي فيها ) ( المغني - 9 / 133 - 134 - قال أحمد : يروى عن عمر من ثلاثة وجوه ، ولم يعرف في الصحابة له مخالف ، وقد أورده ابن أبي الدنيا عن عبدالرحمن بن أبي ليلى ، ورواه الدارقطني في سننه مختصرا عن أبي عثمان - باب المهر - الجزء الثالث - حديث رقم ( 254 ) وقال في التعليق المغني على الدارقطني : الحديث رواه أبو شيبة في مصنفه في كتاب النكاح عن يحيى بن جعدة ، وروى عبدالرزاق في مصنفه عن مجاهد بنحو ذلك الحديث – وقد أخرجه البيهقي – 7 / 445 – 446 ، بسند صحيح من طريق قتادة عن أبي نضرة ، عن عبدالرحمن بن أبي ليلى ، أنظر منار السبيل – 2 / 88 ، وصحح اسناد القصة الألباني في " الإرواء " – 6 / 150 – برقم 1709 ) 0

قال شيخ الإسلام – رحمه الله - : ( والجن تخطف كثيراً من الإنس وتغيبه عن أبصار الناس وتطير به في الهواء ، وقد باشرنا من هذه الأمور ما يطول وصفه ) ( مجموعة الرسائل الكبرى – 2 / 307 ) 0

وقال – رحمه الله - : ( ونحن نعرف كثيراً من هؤلاء في زماننا وغير زماننا ، مثل شخص هو الآن بدمشق كان الشيطان يحمله من جبل الصالحية إلى قرية حول دمشق ، فيجيء من الهواء إلى طاقة البيت الذي فيه الناس ، فيدخل وهم يرونه ، ويجيء بالليل إلى باب الصغير فيعبر منه هو ورفقته وهو من أفجر الناس ، وآخر كان بالشويك في قرية يقال لها الشاهدة يطير في الهواء إلى رأس الجبل والناس يرونه وكان شيطان يحمله وكان يقطع الطريق ) ( مجموع الفتاوى - 35 / 112 ) 0

قال الذهبي في شرح سيرة سعد بن عبادة :

( قال الأصمعي : حدثنا سلمة بن بلال ، عن أبي رجاء قال : قتل سعد بن عبادة بالشام ، رمته الجن بحوران 0
قال الذهبي : ( قال الواقدي : حدثنا يحيى بن عبدالعزيز ، من ولد سعد ، عن أبيه قال : توفي سعد بحوران لسنتين ونصف من خلافة عمر 0 فما علم بموته بالمدينة حتى سمع غلمان قائلا من بئر يقول :
( قد ) قتلنا سيد الخــز000000000000000000000رج سعد بن عبــادة
( و ) رمينـاه بسهميـ0000000000000000000000ـن فلم نخط فــؤاده

فذعر الغلمان ، فحفظ ذلك اليوم ، فوجدوه اليوم الذي مات فيه 0
وإنما جلس يبول في نفق ، فمات من ساعته ، ووجدوه قد اخضر جلده ) ( سير أعلام النبلاء - 1 / 278 ) 0

قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله – مضعفاً حادثة قتل سعد بن عبادة : ( وقد رويَ أن الجن قتلته ) ( منهاج السنة النبوية – 8 / 581 ) 0

قال العلامة الشيخ محمد ناصر الدين الألباني – رحمه الله – عن إسناد قصة موت سعد بن عبادة – رضي الله عنه - : ( لا يصح ، على أنه مشهور عند المؤرخين ، حتى قال ابن عبدالبر في " الاستيعاب " ( 2 / 599 ) : ولم يختلفوا أنه وجد ميتاً في مغتسله ، وقد اخضرّ جسده 0
ولكني لم أجد له إسناداً صحيحاً على طريقة المحدثين ؛ فقد أخرجه ابن عساكر ( ج 7 / 63 / 2 ) عن ابن سيرين مرسلاً ، ورجاله ثقات ، وعن محمد بن عائذ ثنا عبد الأعلى به ، وهذا مع إعضاله ؛ فعبد الأعلى لم أعرفه ) ( إرواء الغليل – 1 / 94 ، 95 – برقم 54 ) 0

ولكن شيخ الإسلام – رحمه الله – أكد على حقيقة قدرة الجن والشياطين وإمكانية قتل الإنسان بقوله : ( وكثير من الناس قتلته الجن ) ( النبوات – ص 399 ) 0

وقد تكون الحكمة من نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم البول في الجحر أنها مساكن الجن روى النسائي بسنده عن قتادة عن عبدالله بن سرجس - رضي الله عنه - أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( لا يبولن أحدكم في جحر ) 0 قالوا لقتادة : وما يكره البول في الجحر ؟ قال : يقال إنها مساكن الجن ) ( ضعيف الجامع 6003 ) 0

وقد أورد الشيخ الألباني - رحمه الله - هذا الحديث في ضعيف أبي داوود وضعيف النسائي ، وذكر في صحيح الترغيب والترهيب الطبعة الأولى بأنه حديث صحيح ، وبعد البحث والتقصي تبين أن الشيخ الفاضل رجع عن تصحيحه لهذا الحديث كما ورد في الطبعة الثالثة من صحيح الترغيب والترهيب حيث أسقط الحديث وهذا يعني ثبوت ضعفه لدى الشيخ - حفظه الله - ونفع الله به الأمة الإسلامية 0
قلت : ومع ثبوت ضعف الحديث آنف الذكر إلا أن معناه صحيح ، فقد تكون تلك الجحور مأوى للحيات والعقارب ونحو ذلك ، وقد يتأذى الإنسان من البول في هذه الأماكن لوجود تلك الهوام فيها ، خاصة إذا أخذ بعين الاعتبار أن بعض الحيات قد تكون نوعا من أنواع الجن التي ذكرها رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح ، والله تعالى أعلم 0

وأما إمكانية الاختطاف فواقعة الحصول أيضا ، كما مر معنا آنفا ، وقد يتخذ الأمر وجهين مختلفين :

الأول : أن يتم ذلك الأمر دون تشكلهم بالإنسان ونحوه ، وقد يحصل أن يحملوا أولياءهم ومحبيهم وأية أمور عينية أخرى ، من مكان إلى مكان ومن بلد إلى بلد ، وقد أشار الحق تبارك وتعالى عن ذلك في محكم كتابه قائلا : ( قَالَ عِفْريتٌ مِنْ الْجِنِّ أَنَا ءاتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ تَقُومَ مِنْ مَقَامِكَ وَإِنِّى عَلَيْهِ لَقَوِىٌّ أَمِينٌ ) ( سورة النمل - الآية 39 ) 0

قال الشيخ عبدالرحمن السعدي - رحمه الله - في تفسيره لهذه الآية : ( العفريت هو القوي النشيط جدا – يقول : والظاهر أن سليمان إذ ذاك في الشام ، فيكون بينه وبين سبأ نحو مسيرة أربعة أشهر شهران ذهابا وشهران إيابا، ومع ذلك يقول هذا العفريت : أنا ألتزم بالمجيء به على كبره وثقله وبعده قبل أن تقوم من مجلسك الذي أنت فيه ) ( تيسير الكريم الرحمن - 5 / 579 ) 0

قال الشبلي الحنفي – رحمه الله - : ( لا شك أن الله تعالى أقدر الجن على قطع المسافة الطويلة في الزمن القصير بدليل قوله تعالى : ( قَالَ عِفْريتٌ مِنْ الْجِنِّ أَنَا ءاتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ تَقُومَ مِنْ مَقَامِكَ ) " سورة النمل – الآية 39 " ) ( نقلاً عن كتاب " وقاية الإنسان من السحر والجان والشيطان " – لأبي محمد جمال بن محمد بن الشامي – ص 66 ) 0

فإن كانت للجن والشياطين القدرة الخارقة على فعل ذلك ، فمن باب أولى القدرة على خطف إنسان ونحوه إلى حيث يريدون 0
وقد أشار إلى ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - حيث يقول :

( وإن لم يكن تام العلم بالشريعة فاستعان بهم فيما يظن أنه من الكرامات مثل أن يستعين بهم على الحج ، أو أن يطيروا به عند السماع البدعي ، أو أن يحملوه إلى عرفات ، ولا يحج الحج الشرعي الذي أمره الله به ورسوله ، وأن يحملوه من مدينة إلى مدينة ، ونحو ذلك فهذا مغرور قد مكروا به ) ( مجموع الفتاوى – 11 / 307 ) 0

ومن هنا تتضح قدرة الجن والشياطين على الطيران بالإنسان على خلقتهم التي خلقوا عليها دون رؤيتهم على حقيقتهم وإنما مشاهدة أثر ذلك 0

الثاني : أن يتم الاختطاف بعد تشكلهم بالإنسان ونحوه 0

وقد حصل من ذلك الكثير ونقل بالتواتر ، فأصبح الأمر مقبولا عقلا ونقلا والله تعالى أعلم 0

سئل فضيلة الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين عن إمكانية اختطاف الجن للإنس فأجاب - حفظه الله - : ( يمكن ذلك فقد اشتهر أن سعد بن عبادة قتلته الجن لما بال في جحر
فيه منزلهم فقالوا : نحن قتلنا سيد الخزرج سعد بن عبادة ورميناه بسهم فلم نخطئ فؤاده ، ووقع في خلافة عمر أن رجلا اختطفته الجن وبقي أربع سنين ثم جاء وأخبر أن جنا من المشركين اختطفوه فبقي عندهم أسيرا فغزاهم جن مسلمون فهزموهم وردوه إلى أهله 0 ذكر ذلك في منار السبيل وغيره ، والله أعلم ) ( الفتاوى الذهبية - ص 203 ) 0

سائلاً المولى عز وجل أن يوفقنا للعمل بكتابه وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ، وأن يرزقنا الإخلاص في القول والعمل 0

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ،،،

أخوكم المحب / أبو البراء أسامة بن ياسين المعاني 0

    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة