عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 22-07-2009, 04:21 PM   #1
معلومات العضو
لقاء
اشراقة ادارة متجددة

I15 (*:*سبل التعامل مع الاكتئاب لدى المسنين !!*:*)

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


سبل التعامل مع الاكتئاب لدى المسنين


كما وعدتكم سنتحدث عن سبل التعامل الممكنة مع الشخص المكتئب وقد كتبتها على شكل نقاط حتى يسهل فهمها ولكن قبل الدخول في هذا الموضوع أحتاج إلى تحديد معاني الألفاظ بشكل دقيق لمنع أي لبس:


الشخص المسن يقصد به من بلغ العقد السابع من العمر أي أن عمره ستون سنة فما فوق.

المكتئب هو المصاب بمرض الاكتئاب وليس مجرد الحزن العابر الذي يمر بالجميع حسب ظروفهم الحياتية. مرض الاكتئاب حالة مرضية تؤدي إلى تغيرات واضحة على المستوى النفسي والسلوكي والجسماني.

الأمثلة على هذه التغيرات كثيرة وتشمل

الانقطاع عن المناسبات الاجتماعية,

الشكوى من ضيقة الصدر بشكل مستمر,

كثرة البكاء,

انخفاض مستوى العناية الشخصية,

قلة الحديث مع أفراد العائلة,

الشكوى الزائدة من أعراض جسدية غامضة ليس لها تفسير واضح,

اضطراب النوم والشهية,

التعب المستمر,

القلق الشديد وظهور مخاوف جديدة,

التفكير المستمر بالموت أو تمنيه,

ظهور أوهام وأفكار غير معهودة على الشخص المسن وغير منطقية لكنها متوافقة مع تفكيره المكتئب مثل الاعتقاد الجازم أنه يجلب الحظ السيئ لعائلته وأن موته قادم لا محالة قريبا وأنه عبئ على عائلته.

هذا الأعراض تزداد حدتها مع الوقت وتصبح ملحوظة من الجميع.


• سبل التعامل هي أساليب سلوكية يتم استعمالها بغرض مساعدة الشخص على التكيف مع جزئية معينة من المرض أو الوصول للحل إن وجد ولا تمثل بحد ذاتها علاجا شافيا. وهي بذلك تختلف عن الأسلوب العلاجي الذي يحتاج دراسة وخبرة لتطبيقه.


إن مرض الاكتئاب مرض معقد تتداخل عوامل وأسباب نفسية واجتماعية وجسما نية وروحية في تكوينه وتعزيز استمرار يته ويمضي المختصون سنوات في دراسته لبناء خبرة كافية في تشخيصه ومعرفة أنواعه وبالتالي تقديم خدمة جيدة للمصابين به.

وإذا صاحب مرض الاكتئاب أعراض ذهانية مثل الهلاوس والتخيلات أو أعراض خرف مثل عدم القدرة (وليس الرغبة) على الاعتناء بالنفس فهذه حالات تحتاج إلى تقييم جسدي ونفسي كامل لدى المختصين وليس مجرد نصائح عامة.


بعد هذا التوضيح المختصر أرجو أن يكون واضحا للجميع أن ما سنتحدث عنه عبارة عن سبل عامة للتعامل مع المرض والمصاب به, وهي ليست بديلا عن المختصين ولكنها عامل مساعد.


النقاط اللاحقة, فيما عدا الثلاث الأولى, لا أنصح بتطبيقها على جميع المصابين بالاكتئاب بشكل أعمى إذ أنها تمثل فقط ما يمكن عمله وليس ما يجب عمله, وبالتالي يجب أن يسبق تطبيقها تفكير وتأن لمعرفة مدى مناسبتها للحالات الفردية.


1-الحصول على رأي خبير:


إذا لوحظ على شخص مسن علامات اكتئاب مشابهة لما سبق ذكره فيجب تقييمه بواسطة طبيب نفسي ممن له دراية بشؤون المسنين.

والسبب هو وجود عدة عوامل قد تؤدي إلى ظهورأعراض شبيهة بأعراض الاكتئاب مثل اضطرابات الغدة الدرقية وفقر الدم وانخفاض مستوى بعض الفيتامينات واستعمال بعض أدوية القلب والستيرويدات

كما أن الاكتئاب الذي يحصل لأول في عمر متأخر قد يكون عرضا مبكرا لمرض الرعاش (باركينسون) أو الزهايمر.

2-دور الأدوية:

إذا كانت الأدوية المضادة للاكتئاب اختيارا علاجيا فيجب التأكد أن المسن يأخذ فقط ما يناسبه من ناحية عدد الأدوية وجرعاتها لتفادي ظهور أعراض جانبية مزعجة قد تؤدي إلى التوقف عن استعمال العلاج فيفقد سببا مهما لتحسنه.

لذلك إذا أخذت قريبك المسن إلى طبيب نفسي فاسأله بالتفصيل, وهذا من حقك, عن أنواع الأدوية وآثارها الجانبية وتداخلاتها مع الأدوية الأخرى التي يستعملها المريض (يستحسن إحضارها معه).

واعلم أن أدوية الاكتئاب تحتاج إلى حوالي ستة أو ثمانية أسابيع من الاستعمال المنتظم لتعطي تأثيرها الكامل, فتحلى بالصبر.


3-التعامل مع أفكار الموت:


تحصل أحيانا لدى الشخص المسن أفكار متكررة بخصوص الموت مثل تمنيه وعدم ممانعته بشكل يختلف عن أسلوبه المعتاد في التعامل مع موضوع الموت.

إذا تطور هذا التفكير إلى مرحلة التخطيط للانتحار أو محاولته فعلا فهذا يعتبر من الطوارئ الطبية ويجب عمل تقييم طبي بشكل سريع مع طبيب نفسي في مستشفى لأنه قد يتطلب التنويم في قسم الأمراض النفسية.

4-شجع المريض على العلاج :


توقع أن دورك في البحث عن العلاج أساسي خصوصا أن الكبار في السن لا يتقبلون مسألة البوح بمشاعرهم بسهولة وبالتالي لا يبحثون عن حل وتستمر معاناتهم لفترة طويلة.

لا تهدد المريض أو ترغمه على العلاج إلا في حالات الضرورة القصوى مثل محاولة الانتحار والاكتئاب الذهاني.


5-العناية بنفسك:

الاعتناء بشخص مكتئب أو العيش معه لفترة طويلة يؤثر بشكل سلبي على المحيطين به. حافظ دائما على حد فاصل بين مشاعرك ومشاعرالمريض. اتباع النقاط التالية سيكون عاملا مساعدا بإذن الله.


6-دور الاستماع والتفهم:


هذه أقوى أسلحتك في مواجهة مرض مثل الاكتئاب, استمع للمكتئب وتفهم وجهة نظرة وعلاقتها بسلوكه وأفكاره الاكتئابية ولا تقفز بشكل سريع للاستنتاجات. اقبله بكل ما فيه من مساوئ فهذا سيساعده على تقبل نفسه.

هذا مختلف كثيرا عن الدخول في نقاشات منطقية ومتاهات حوارية مع المريض لتغيير وجهة نظره كما سيأتي لاحقا.


7-احترام استقلالية المريض:


لا تجعل رغبتك في مساعدة المريض دافعا لقيادة حياته بالنيابة عنه. صحيح أن الاكتئاب يضعف قدرة الإنسان على إدارة حياته ويزرع إحساسا بعدم الكفاءة, ولكن إذا قام أفراد العائلة بعمل حتى المهام البسيطة بالنيابة عن المريض فان ذلك يعزز من إحساسه بالنقص ويضعف استقلاليته.

البديل المناسب هو تشجيع المريض على اتخاذ قراراته وإدارة حياته مع أقل قدر ممكن من التدخل حتى نحافظ على إحساسه بالاحترام والتقدير.

8-محاولة الإقناع:


الإحساس بأن الإنسان عبأ على عائلته يسبب لهم الأذى ويرهقهم بمشاكله والشكوى المستمرة بهذا الخصوص أمر ملحوظ مع الكثير من المسنين المكتئبين.

من المتعب جدا محاولة أقناع المريض بعكس ذلك, فقط قل للمريض أنك (أذكر صلة القرابة) وأنك تسعد بخدمته ولا تحاول تغيير رأيه بحوار منطقي فهذا عادة غير مجدي.

9-التعامل مع الإحساس بالخوف:


الخوف من البقاء وحيدا مشكلة يحس بها الكثيرون من المسنين المكتئبين. في هذه الفترة يحتاج المسن الى رفقة وصحبة شبه دائمة أو دائمة إذا كان الخوف مسيطرا عليه, ولا يحتاج إلى اللوم والاستهزاء فتأثيرهما عكسي.

العلاج الدوائي عادة مفيد في مثل هذه الحالات ولكنه يحتاج لبعض الوقت كما ذكرت سابقا.

10-التعامل مع الرغبة في العزلة:


إذا لاحظت لدى المسن رغبة في العزلة كجزء من أعراضه الاكتئابية فحاول تفهمها قدر الامكان قبل محاولة تغييرها. الانعزال كثيرا ما يكون انعكاسا لإحساس المكتئب أنه غير مرغوب في وجوده ( أظهر رغبتك في صحبته حتى لا يصبح إهمال الآخرين له تأكيدا لأفكاره), أو عدم وجود رغبة حقيقية في مجالسة الآخرين ( في هذه الحالة انتظر إلى أن يستجيب للعلاج ولكن لا تهمله).


11-الأنشطة المنظمة والترويحية:


اعرف مفاتيح شخصيته واستعملها إلى أقصى حد ممكن لتحسين مزاجه ورفع معنوياته. إذا كان يحب الهواء الطلق فخذه في نزهات متكررة, إذا كان اجتماعيا يحب الناس فخذه إلى التجمعات العائلية حتى لو لم يرغب بالكلام ( إذا وافق بالطبع).

إذا كان شخصا متدينا أو به شيء من التدين فان قراءة القرآن أو الاستماع إليه والى المحاضرات وسيلة مناسبة لتخفيف حدة الاكتئاب.

الهدف من هذا كله مساعدة المريض على تجربة النجاح ولو في مهمة بسيطة مثل الخروج من المنزل, هذا النجاح يساعد على تخفيف الإحساس بالفشل والدونية الذي يصاحب الاكتئاب.



12-التعامل مع الأفكار السلبية:


عندما يبدأ المريض بذكر تصوراته السلبية عن محيطه وبيئته بشكل مبالغ فيه إلى درجة أنه يركز على أسوأ مافيهما ويقلل من أهمية المكتسبات الايجابية

فان بالمكان مساعدته بطريقتين:

الأسلوب المعرفي البحت- تذكيره بالايجابيات, تصور الحياة لو كانت أسوأ مما هي عليه

الأسلوب السلوكي البحت- كتابة الايجابيات في ورقة على شكل نقاط ( مثلا: "صحتي الجسدية ممتازة رغم أني مكتئب"),

عدم مناقشة الأفكار السلبية معه بشكل متكرر( تكرار النقاش بدون هدف واضح كثيرا ما يثبت الفكرة السلبية).

13-دور العائلة وأهمية تثقيفها:

من الأفضل أن يتفق المحيطون بالشخص المكتئب على استراتيجية موحدة للتعامل معه وأن ينموا ثقافتهم النفسية.
إن تفاوت مستوى فهمهم للمشكلة قد يؤدي إلى آراء متفاوتة وحلول متناقضة. والمريض قد يفسر هذا كله بشكل سلبي بحت يتماشى مع تفكيره الاكتئابي ويؤكده. مثلا إذا احتاج المريض إلى التنويم في المستشفى لأنه يفكر بالانتحار فانه قد يعتقد أن أبنائه الذين وافقوا على هذا القرار يرغبون التخلص منه ومن همومه. أما إذا رأى موقفا متماسكا من جميع أفراد أسرته فان هذا يذكره بسوء وضعه ويساعده على تقبل المشكلة والتعامل معها.



في الختام أرجو أن يكون في هذه النقاط فائدة لقارئيها وأتمنى أن يذكر الاعضاء في هذا المنتدى آرائهم بخصوصها وأن يشاركونا تجاربهم الشخصية ان وجدت.

المصدر منتدى الحصن النفسي

    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة