عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 01-03-2006, 11:53 AM   #5
معلومات العضو
عبدالعزيز قـابـي

إحصائية العضو






عبدالعزيز قـابـي غير متواجد حالياً

 

 
آخـر مواضيعي
 

 

افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو تراب
   أحبتي السلام عليكم ورحمة الله وبركاته سؤالي هو:ماهي علامات احتراق الجان داخل الجسد وكيف نحرقه ؟ وكيف يُحرق وهو من نار؟ وهل يكون في ذلك ضرر على المريض ؟ وجزاكم الله خيرا

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل "أبو تراب" السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
مثل هذا السؤال اطلعت عليه في سؤال أحد الرواد هنا: ويدعى "الحق مبتغاه"، يمنك أن تطلع عليه في مكانه.. وكان أن أجبته به:
.. ففي الوقت الذي تصف الرقية بأنها شرعية تقول بوجود نية الحرق أو نية الإحضار أو غيره؟؟ والحالة هذه أن الرقية إذا كانت بالفعل شرعية أي وفق ما شرعه الله وشرعه رسول الله صلعم فالواجب أن تكون خالية من هذا النوع من التفكير، وإلا فهي خرافية وأبعد ما تكون عن كونها شرعية.. وذلك للأسباب التالية:
أولا: إن الاعتقاد أن القرآن يحرق الجن لا أساس له من الصحة ولا دليل عليه، ولم يثبت في كتاب ولا سنة أن القرآن الكريم أحرق أحدا من الجن أبدا، بل الثابت أنهم سمعوا القرآن وتأثروا به وأمنوا وولوا إلى قومهم منذرين على ما قاله القرآن الكريم وأخبر به المصطفى صلى الله عليه وسلم..
والمعلوم أن الله عز وجل بين لنا في سورة الجن كيف أن الجن استمعت للقرآن وقارئه رسول الله صلى الله عليه وسلم فآمنوا به وصدقوا وولوا إلى قومهم منذرين غير خزايا ولا مفتونين.
- ففي سورة الجن، قال تعالى: قل أوحي إلي أنه استمع نفر من الجن فقالوا إنا سمعنا قرآنا عجبا يهدي إلى الرشد فآمنا به ولن نشرك بربنا أحدا...
فهؤلاء النفر من الجن الذين جاؤوا إليه صلى الله عليه وسلم وهو يقرأ القرآن يصلي به. جاؤوه في أول الأمر، متربصين ومتجسسين عليه، لينقلوا الخبر ويقدموا التقرير مفصلا إلى زعيمهم إبليس..
فماذا كان منهم؟ وإلى ماذا انتهى بهم أمرهم، وبماذا خرجوا؟. وأية نتيجة تلك التي توصلوا إليها؟. وكيف كان تأثير القرآن عليهم حينذاك؟.
فمع أنهم كانوا شياطين من جند إبليس، من النفر الذين يسترقون السمع من السماء، فقد صرحوا بنوعية التأثير الذي أحدثه القرآن فيهم: إنه بعد أن وجدوه قرآنا عجبا لم يقولوا سمعنا وأحترقنا أو سمعنا وجذبنا وأحضرنا، كما أنهم لم يقولوا طردنا أو أبعدنا. ولكن قالوا: فآمنا به، ولن نشرك بربنا أحدا.
إنهم حين سمعوا القرآن وأنصتوا له كان له فيهم أثر جميل، وكان لهم عليه رد جميل.. وهم بذلك أصدق بيانا واقدر على التصريح بحقيقة ما وقع لهم من أثر حين استماعهم للقرآن يتلى، وذلك بشهادة الله رب العالمين.
والأجدر بنا أن نقف مليا أمام تصريحهم هذا الذي زكاه الله تعالى في كتابه، فنأخذ بشهادته سبحانه ونصدق بها، ولا نتجاوزها إلى القول بغير حق.. ذلك خير له وأحسن تأويلا..
كما أنه قد ثبت عن الحبيب صلى الله عليه وسلم فيما رواه عن جابر بن عبد الله رضي الله تعالى عنه أنه قال: "خرج رسول الله على أصحابه فقرأ عليهم سورة الرحمن من أولها إلى آخرها فسكتوا. فقال: "ما لي أراكم سكوتا، لقد قرأتها على الجن ليلة الجن، وكانوا أحسن مردودا منكم. كنت كلما انتهيت عند قوله:  فبأي آلاء ربكما تكذبان، قالوا: لا بشيء من نعمك ربنا نكذب، فلك الحمد" رواه الترمذي في سننه (9/ 177،178 التحفة). والبيهقي في دلائل النبوة (2/232)، وصححه الألباني لشاهده عن ابن عمر الذي أخرجه ابن جرير الطبري في تفسيره، وانظر تخريج المشكاة (1/272) حديث رقم 861.
وفي رواية عن ابن عمر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ سورة الرحمن على أصحابه فسكتوا، فقال: "ما لي أسمع الجن أحسن جوابا لربها منكم، ما أتيت على قول الله تعالى: فبأي آلاء ربكما تكذبان، إلا قالوا: لا بشيء من آلائك ربنا نكذب فلك الحمد." رواه الحاكم (2/473)، وقال صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي.
أما الحديث عن نية الإحضار عند المعالج فيكفي أن نذكر على وجود المخالفة فيه قوله تعالى في سورة المؤمنون: "وقل رب أعوذ بك من همزات الشياطين وأعوذ بك رب أن يحضرون. الأية 97-98"
وللمزيد من التفصيل أحيلك على كتابي: "المنظور الإسلامي لعالم الجن والشياطين"، في فصله الأول من الباب الرابع: "هل حقا يهرب الشيطان ويحترق عند سماع القرآن؟".. والله تعالى أعلم..
أخوك الفقير إلى رحمة الله عبد العزيز
    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة