عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 27-01-2012, 03:28 PM   #4
معلومات العضو
فاديا
القلم الماسي
 
الصورة الرمزية فاديا
 

 

افتراضي

عندما كنتُ أتعثّر في صباي
كانت أمي تقول لي
ستكبرين وتنسين

فكم أتمنى أن أصغر الآن
فأكبر .. لأنسى !

كنت في حزني أتقلب بين مراحله المملة
لم أترك كتابا في علم الحزن الا قرأته وحفظت ما فيه
اقنع نفسي أنني أترك مرحلة وأنتقل لأخرى وأن وقت الانتهاء من عملية الحزن قريب
ولكنني في كل مرحلة أتوهم فيها أني سرت إلى الأمام ، تجدّ ظروف أخرى تعيدني إلى حلقته الحلزونية
أيقنت أنني سأبقى في هذه الدوائر

كم يتعبني ما أتخموني به من نصائح
أن أشغل نفسي
أرهقت نفسي في الأعمال
ولم يتغير حزني

عندما تكون حزينا
لا يجب أن تستمع الى النصائح
ولا تفعل ما تشعر أنك مجبر على فعله
افعل فقط ما تشعر برغبة أن تفعله

كانت لي صديقة كلما زارتني قالت لي
ستكون الأمور على ما يرام
و كل شيء سيصبح ذكرى
وأنني سأنسى
وسأعود كأنما لم يحدث شيء

ورغم يقيني بأن ما نريد أن ننساه
ننسى كل شيء عداه
وأن محاولتنا على النسيان
تشبه محاولتنا على تذكر ما لا نعرفه
وأنني فارقتُ الحياة منذ داهمني الألم
وعبثا أعيد الحياة إلى الحياة
وأن ترميم البشر لا ينفع كترميم الأبنية
إلا أنني كنت أحب أن أرى صديقتي تلك
فتقول لي أن كل شيء على ما يرام سيكون

الخارج من حزن كبير
كالخارج من غرفة العمليات بعد بتر جزء من أعضائه وزرع أخرى مكانها
كلما أوهم نفسه أن يده حقيقية
يحدث ما يؤكد له أنها ليست كذلك
يمضي حياته في محاولة التأقلم مع وضعه الغريب
ولا يعود أبدا كما كان
يشعر كأنه وُلد الى الحياة ثانية
ولكنه وُلد كبيرا وناضجا
لو كان طفلا يحبو لكان اطمأنّ أن غيره سيعتني به
ولكنه هنا بحاجة الى أن يكبر بمفرده
فمتى أكبر .. وأنسى


أحب صديقتي تلك

عندما أتعرقل في دوائر الحزن
فأعود وانتكس

أحتاج إليها لتطمئنني إلى الأوهام
وتقول لي أن كل شيء سيكون على ما يرام
وأن وأن وأن
وكل ما تقول

كم أحب صديقتي حين تقول ما تقول !

    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة