عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 03-09-2004, 08:45 AM   #2
معلومات العضو
أبو البراء

لموقع ومنتدى الرقية الشرعية - مؤلف ( الموسوعة الشرعية في علم الرقى )
 
الصورة الرمزية أبو البراء
 

 

افتراضي

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :

جزاك الله خيراً أخي الشيخ الفاضل على هذه الوصية الجامعة والنافعة بإذن الله تعالى .
واسمح لي بورك في علمكم المشاركة بأمر اجتهدت فيه قدر المستطاع وبعد طول بحث وتفتيش وتقديم المصالح على المفاسد وقواعد إعمال الحديث أولى من إهماله والورع وغير هذا .
فألخص غاية ما وصلت إليه ، ولعل الله أن يمد في أعمارنا لننشر البحث كاملاً يسر الله ذلك .

فخلاصة القول والعلم عند الله على أمور :

أولاً : أن قراءة القرآن وأخذ الأجرة عليه عموماً حكمه محرم ، إلا ما دل الدليل على تخصيصه .

وهو الثاني : وهو الرقية الشرعية
والأحاديث في ذلك مشهورة معروفة ولكن لها ضابط فليس على اطلاقها ، وضابطها :
أن الجعل أو الأجرة لا تجوز إلا في حالة واحدة وهي حصول الشفاء وهذا الذي رتب عليه الجعل وأذن فيه النبي صلى الله عليه وسلم ومن تأمل الأحاديث صحيحها وضعيفها يعلم صحة ما أقول ، فكل الأحاديث جاءت بألفاظ الشفاء :
" فقام وليس به قلبه " " وما به من لمم " " كأنما نشط من عقال "

وهذا الذي أقول لست بدعاً به :

قال ابن عبد البر في التمهيد ( 6 / 241 ) تحقيق سعيد أحمد عراب ومحمد الفلاح :

" وفيه إباحة النشرة ، وإباحة عملها .
وقد قال الزهري في ذلك : أن هذا من العلم ، وإذا كانت مباحة فجائز أخذ البدل عليها ، وهذا إنما يكون إذا صح الإنتفاع بها ، فكل ما لاينتفع به بيقين فأكل المال عليه باطل محرم "

وهذا واضح في الدلالة .

وقال شيخ الاسلام ابن تييمية رحمه الله في مجموع الفتاوى ( 19 / 59 ) :

" وقد ثبت في الصحيحين حديث الذين رقوا بالفاتحة ، وقال النبي صلى الله عليه وسلم : " وما أدراك أنها رقية " ، وأذن لهم في أخذ الجعل على شفاء اللديغ بالرقية "

وغيرهم
وعلى هذا والعلم عند الله أنه لايجوز أخذ الجعل إلا بحصول الشفاء فقط .

والثالث : وهو الأولى والأفضل في الرقاة الربانيون الذين لايريدون من الناس جزاءاً ولا شكوراً حسبهم الأجر من ربهم على حسن صنيعهم وهو :

التعفف عن أخذ أموال الناس وإن حصل الشفاء
فلله در الرقاة المخلصون ما أعظم صنيعهم هذا وهم يلتمسون البركة والنفع والفائدة في رقيتهم للناس ، ولعل هذا مجرب وواقع مشهود وملموس ولا ينكره إلا حاسد :
أن من يتعفف عن أخذ الجعل يبارك الله له في رقيته ويعجل بالشفاءللناس ( مع الأخذ بالأسباب الآخرى )

ومن علىالعكس _ ولا أقول كلهم _ أنظر إلى حالهم وما آلت لهم تجارتهم بالناس _ لا كثر الله أمثالهم _ ولعل في كلام أخي الفاضل الشيخ أبو البراء نفع وكفاية وتذكير لهم بالله ليكفوا عن سوء صنيعهم .

وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه .

والله أعلم

محبكم
أبو الليث
عفا الله عنه

    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة