عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 09-10-2012, 08:57 AM   #1
معلومات العضو
شذى الاسلام
إشراقة إدارة متجددة

افتراضي مآس وقصص مثيرة خلّفها التأويل الخاطيء


مآس وقصص مثيرة خلّفها التأويل الخاطيء


شهدت السنوات الأخيرة وبفضل التطور التقني والإعلامي، انتشار ظاهرة جديدة داخل المجتمعات العربية وهي ظاهرة "مفسري الأحلام" وذلك عبر القنوات الفضائية وعلى شبكة الإنترنت أو عبر الاتصال الهاتفي.

وساهم هذا الانتشار في زيادة الإقبال على هؤلاء "المفسرين" أو "المعبرين" حسب المصطلح الشرعي من قبل عامة الناس للتعبير عما يشاهدونه في مناماتهم علّهم يجدون جوابا شافيا لها بمقابل مادي قد يتجاوز أحيانا الآلاف من الريالات.

ولا يتوقف الأمر عند هذا الحد، إذ أن ممارسة تفسير الأحلام من قبل "المتطفلين على الصنعة" كثيرا ما كان سببا في فضائح تناقلتها الصحف وفي حالات أخرى تسبب في طلاق الزوجين بسبب شكوك الخيانة في أحدهما.

ولمعرفة وجهة نظر أحد "مفسري الأحلام" المعروفين التقت صحيفة "الوطن" السعودية الخميس 15-9-2005 بالشيخ المعروف محمد الشنقيطي الذي أورد قصصا مؤسفة عما سببه تفسير الحلم من قبل أشخاص ليس لهم من العلم ما يسمح لهم بأن يفسروا الأحلام.

ومن القصص التي أوردها الشيخ فهد الغامدي، حسب التقرير الذي أعده الزميل طارق نوفل لصحيفة "الوطن"، أن "أحد مفسري الأحلام في إحدى القنوات الكويتية قام بهدم عدد من البيوت حيث قام بتأويل رؤى عدد من المتصلين مثل شخص اتصل على المفسر وسرد له رؤياه فرد عليه بان قال له انتبه لزوجتك بمعنى أن زوجته تخونه وكان ذلك على الملأ وأمام مسمع الناس".

ويقول الشيخ فهد الغامدي إن "تفسير الرؤى علم يعتمد بالضرورة على الستر وأن يكون بين الرائي والمفسر فقط بعيد عن الناس والإعلام بشكل عام".

وأورد الشيخ أيضا قصة الرجل الذي قام بتطليق زوجته لأن المعبر قال إن زوجته تزني وهي عفيفة طاهرة, وكذلك المرأة التي رأت أن ثناياها سقطت وقام أحد المعبرين بتأويل الرؤيا على أنه سيموت لها اثنان من أهلها بينما يرى الشيخ أن التفسير الصحيح هو أنها "كانت تحضر للدراسات العليا وستقوم باستبدال المشرفين على رسالتها فقط".

وكذلك حادثة حصلت مع شخص وفسرها أحدهم بأنه سيموت وبقي الرائي ينتظر الموت مدة 3 أشهر ينتظر ملك الموت لينتزع روحه وبعد أن علم الشيخ فهد بقصته طلب منه أن يذكرها له رؤياه فلم يكن جوابه إلا أنه "سيرزق بولد ذكر ولم يكن هناك ما يشير إلى الموت لا من قريب ولا من بعيد".

ويقول الشيخ فهد الغامدي أن "علم تفسير الرؤى علم ظني وليس علم يقيني، والظن لا يجوز بيعه بأي حال (لأن الظن لا يغني من الحق شيئا). فأخذ المال على أمور ظنية أخذ مال بالباطل لأنه قد لا تقع الرؤية وقد تكون عكسية وقد تكون لغير الرائي والدليل إذا تطرق إليه الاحتمال بطلا الاستدلال".


ويمضي الشيخ في قوله "وهذه الطائفة من الناس والتي تقوم ببيع تفسير الرؤيا بمقابل مادي اجتهدوا والظاهر أنهم أخطأوا في اجتهادهم، والأصل أن هذا العلم لا يمكن لأحد أن يجزم به لا المعبر ولا المعبر له، حيث لا يعتبر التعبير صحيحا حتى يقع, فالفيصل فيه هو الوقوع, وإن كان اشترط بأن يأخذ مالا في حالة وقوعه فهذا عقد على مالا يملك لان المفسر لا يملك الوقوع وبيع مالا يملك غير جائز شرعا ولم يأت من السلف أن أحدا كان يأخذ أموالا مقابل تفسير الرؤى".

و حول كثرة انتشار بعض المعبرين أوضح الشيخ الشنقيطي "أن الأمة تحتاج إلى معبرين كثر كحاجتها إلى علماء وأطباء لأن هذا جزء من العلم ينبغي أن يكون له ناس لهم الأهلية فيه وعندهم المصداقية فيه فلو نظرنا إلى عدد الذين يرون لما أمكن حصرهم وبالمقابل المفسرون أو المعبرون فهم قلة".

وبين الشيخ محمد مدى كثرة الاتصالات التي ترد عليه حيث يقوم بشكل دوري بتغيير أرقام الاتصال به حيث يقول:" أنا شخصيا كنت أتلقى يوميا ما معدله 1000 اتصال حتى أنني مرضت ونصحني الطبيب بالابتعاد عن الجوال، وقمت بتغيير أرقام هواتفي أملا بالابتعاد عن الجوال الذي أصاب أذني بمرض, فالمفسرون مبتلون وهم مضطرون إلى أن يجدوا وقتا، فالأمة بحاجة إلى من يفسر لها ما تراه في المنامات على اعتبار أنها رسائل من الله، أو أحلام من الشيطان فينبه المعبر إلى أن الحلم من الشيطان فلا تأبه به فهي نوع من الاستشارات النفسية أو الربانية. أو قد تكون استشارات شيطانية إذا كان الحلم من الشيطان فالتعبير ضروري في هذه الفترة. حيث إن الرسول صلى الله عليه وسلم أشار إلى أن الأمة إذا اقتربت من القيامة كثر عندها المنامات وكثر عندها المعبرون وستكثر معها صدق الرؤيا (إذا تقارب الزمان لم تكد رؤية المؤمن تخطئ).

و أشار الشيخ إلى أن طريقة القياس يعتمد عليها عند فقد الأدلة الشرعية حيث إنه الرابع في ترتيب الأدلة الشرعية ولا يمكن للموهبة والقياس التضاد فهما مكملان لبعضهما البعض فالموهوب معروف أنه أفضل من المعبر الذي يعتمد فقط على القياس.

وحول التفريق بين المعبر الموهوب والمعبر الذي يعتمد على القياس هو أن المعبر الموهوب تجده يعطيك تفسيرا للرؤيا دون تردد وبشكل سريع لان الله يقذف في قلبه التعبير وأما الذي يعتمد على القياس فتجده يتردد في التعبير لأنه قد يجد للتعبير أكثر من جواب فيتردد في التأويل.

و من جهة أخرى أبدى الشيخ فهد الغامدي عدم رضاه التام عما يفعله بعض المفسرين من الظهور الإعلامي على حساب أسرار المتصلين من عامة الأمة حيث قال: "يجب على المفسر أن يكون حافظا للسر وألا يحاول التخاطب إلا مع من رأى الرؤيا لأن في عملية النقل خطر على الرائي حيث إنه من الممكن أن تكون عملية النقل غير مطابقة للواقع وقد يحدث نتيجتها عدم صحة التفسير وهذا في غير مصلحة الرائي".

واستدل على عدم إفشاء التعبير أو الرؤيا بقول الله تعالى في سورة يوسف: (قال يا بني لا تقصص رؤياك على اخوتك فيكيدوا لك كيدا إن الشيطان للإنسان عدو مبين).

وأشار الشيخ الغامدي إلى أن أحد الأشخاص عرض عليه أن يعمل معه لإنشاء شركة تستقبل مكالمات العامة الذين يبحثون عمن يفسر لهم رؤياهم على الرقم (700) بمقابل مادي قدره 30 ألف ريال يوميا، لكنه رفض، لأن هذا لا يجوز شرعا ومحرم وبيع المرء ما لا يملك غير جائز، والعلم أمانة من الله لا يجوز بيعها بأي حال.

ولم يشترط الشيخ الغامدي أن يكون المعبر أو المؤول مسلما فيمكن أن يكون غير مسلم كأن يكون يهوديا أو نصرانيا أو من أتباع أي ديانة. والأصل في المؤول أن يكون مسلما لأن التأويل عند المسلم حجة عليه وعمل صالح والأساس لدى المسلم ليس الأخبار بل الدعوة إلى الله.

و يطالب الشيخ الغامدي أن يكون المفسر أكثر حنكة وفطنه وأن يكون ذكيا في بعض المواقف التي تتطلب ذلك كشخص رأى رؤيا تفسر على أن أجله قريب فلا يعقل أن تخبر صاحبها بأن الموت أصبح قريبا منه ولكن تطلب من صاحبها الإكثار من الدعاء وصلة الرحم والصدقة لأنها وكما ورد في الأثر من أسباب إطالة عمر المرء.

وتعجب الشيخ الغامدي من تهافت جيل الشباب الحالي للتعاطي مع علم الرؤيا مع العلم أن الشيخ بن باز رحمه الله لم يكن في يوم من الأيام مفسرا مع أن علم الرؤى من أشرف العلوم حيث يعد علم التأويل من أنبل العلوم بعد علم النبوة. وأشار إلى أنه من الممكن أن يستعمل المفسر القياس بشرط توافر الموهبة والهبة من الله فالأصل هي الموهبة ومن ثم القياس.

================================================== =====

ملحوظة 1: (...ويقول الشيخ فهد الغامدي أن "علم تفسير الرؤى علم ظني وليس علم يقيني، والظن لا يجوز بيعه بأي حال (لأن الظن لا يغني من الحق شيئا). فأخذ المال على أمور ظنية أخذ مال بالباطل...) مع احترامنا للشيخ الغامدي...لا يتقاضى المفسر أجرا عن صحة التفسير، بل يتقاضى مالا على ما بذل من جهد واجتهاد، تماما كما يتقاضى الطبيب أجر العملية الجراحية سواء نجحت أم لم تنجح أو يحصل المطعم على مقابل ما باع لك من الطعام سواء أعجبك الطعام أم لم يعجبك...وهكذا. والأولى بالمفسر ألا يجبر الناس على أن يدفعوا له مالا وألا يسرف في أخذ أجرة على تفسيره للرؤى حتى لا تتحول إلى سلعة

ملحوظة 2: (...وحول التفريق بين المعبر الموهوب والمعبر الذي يعتمد على القياس هو أن المعبر الموهوب تجده يعطيك تفسيرا للرؤيا دون تردد وبشكل سريع لان الله يقذف في قلبه التعبير وأما الذي يعتمد على القياس فتجده يتردد في التعبير لأنه قد يجد للتعبير أكثر من جواب فيتردد في التأويل...)

التفرقة بين الموهبة والعلم أمر لا أستحسنه، فالرؤيا موهبة وعلم معا، والتوفيق من الله عز وجل قبل كل شيء. فالموهبة تعين على فهم العلم وحسن استخدامه، والعلم يثري الموهبة ويصقلها ويحسن توجيهها، وبالتالي، لا غنى للموهبة عن العلم ولا غنى للعلم عن الموهبة. والله تعالى المستعان.

ملحوظة 3: (...ولم يشترط الشيخ الغامدي أن يكون المعبر أو المؤول مسلما...)، بل يجب أن يكون المفسر مسلما مؤمنا صالحا، فعلم تفسير الرؤى يقوم على القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، وهو علم الأنبياء والصالحين على مر العصور، فهل يقوم به كافر بالقرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة؟!

ملحوظة 4: (...وتعجب الشيخ الغامدي من تهافت جيل الشباب الحالي للتعاطي مع علم الرؤيا مع العلم أن الشيخ بن باز رحمه الله لم يكن في يوم من الأيام مفسرا...) رحم الله تعالى الشيخ عبد العزيز بن باز، ولكن هل معنى أن فضيلته لم يكن مفسرا للرؤى أنه لا يوجد علم لتفسير الرؤى وأن نتجنب تفسير الرؤى وتعلمه؟! إن لم يكن الشيخ عبد العزيز بن باز مفسرا للرؤى، فقد كان محمد (صلى الله عليه وسلم) وصحابته الكرام يفسرون الرؤى، أوليس ذلك بكافٍ؟!

والله تعالى أعلم.

</b></i>
    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة