لغة السماء
عربية لغة الكتاب المنزل
عربية لغة النبي المرسل
بك أنزل الرب الكريم كتابه
ليكون نبراس الورى المترتل
ومحمد الأميّ أقرىء أحرفاً
ما كان يقرأ قبلها لم يفعل
فأضاء ما بين الأراضي والسما
نور يزاح به الظلام وينجلي
حملت شرائع ربنا قرشية
رقراقة أغصانها لم تذبل
لغة السماء وللعلوم منارة
وشعاع نورك في الورى كالمشعل
لا تجزعي من قول حساد أتوا
وصدورهم بالحقد غلية مرجل
أيضر ذا عقل يشيع صوابه
نزق خفيف في ثياب المثقل؟
فكفاك تشريفاً بأنك في العلا
لغة الجنان فأبشري وتجملي
إني عشقت الحرف يشرق نوره
من نور آيات الكتاب الأمثل
قلبي ترنم والشفاه ومقلتي
بحروف نور بالمعارف تمتلي
سأظل أنشر عطر طيب حروفها
حتى يعاين فضلها في المحفل
وأظل أسعى في سبيل مبادئي
حتى أبلّغ مقصدي أو مقتلي
أنس حسام النعيمي
الله يحفظها
تبكي على خطب أصاب شديد
تبكي وفرط الحزن كيف يفيد؟
تبكي على لغة جفاها أهلها
ويظن عن جهل بها التعقيد
اختارها ربي لسان كتابه
أترى الكرامة بعد ذلك تزيد؟
واليوم نسمع جاهلين يقودهم
أعداؤهم فكلامهم ترديد
إذ قال قائلهم بكل تبجح
“لغة العدو تفوقها وتزيد!”
إن كنت ذا ذوق فذوقك فاسد
هيهات! لكن دأبك التقليد
ويقول “حتام التمسك بالذي
أفنته أزمنة فليس يعود”؟
الله يحفظها بحفظ كتابه
فاعمل على هدم فأنت شديد!
ولئن رأيت الناس كلهم أبوا
لغتي وقالوا “أحمق وبليد!”
سأظل أسبح في ظلال بيانها
سيصيب قومي بعدها تشريد
لغتي سأبقى ما حييت متيماً
إني أحبك والقصيد شهيد
عبد الرحمن العباني