بارك الله فيكم أخيتي الفاضلة ( غيداء ) بالعموم الموضوع منقول من منتدانا الغالي والحبيب ، أما بخصوص ما تفضل به أخي الحبيب ومشرفنا القدير ( المؤمن بالله ) فلا أريد أن يفهم م هذا الكلام بأننا أصحاب غيبة وتتبع عورات البشر ، لا والله فلم يكن ذلك مما تربينا عليه جميعاً ، ولكن الحق في أن يفتضح أمر أمثال هؤلاء ، وبالنسبة للغيبة فلا بد أن نعلم بأنها ليست مذمومة على الإطلاق فلقد أجاز أهل العلم الغيبة في بعض الأحيان وذلك في ستة أسباب :
أولاً : المتظلم :
فيجوز للمتظلم أن يتظلم إلى السلطان والقاضي فيقول ظلمني فلان بكذا 0
ثانياً : الاستعانة على تغيير المنكر ورد العاصي إلى الصواب :
فيقول فلان يعمل كذا، ويكون مقصوده إزالة المنكر فإن لم يقصد ذلك كان حراماً.
ثالثاً : الاستفتاء :
فيقول للمفتي : ظلمني أبي وأخي أو زوجي... إلخ. فهذا جائز للحاجة والأحوط أن يقول: ما تقول في رجل كان من أمره كذا... إلخ.
رابعاً: تحذير المسلمين من الشر ونصيحتهم وذلك من وجوه :
منها جرح المجروحين من الرواة والشهود وذلك جائز بإجماع بل واجب للحاجة. ومنها: المشاورة في مصاهرة إنسان وهذا وارد عن النبي صلى الله عليه وسلم حيث قال : ( فأما معاوية فصعلوك لا مال له... الحديث) ( رواه مسلم ) . أو المشاورة في مشاركة إنسان أو إيداعه أو معاملته أو غير ذلك أو مجاورته ويجب على المشاور أن لا يخفي حاله بل يذكر المساوئ التي فيه بنية النصيحة، ومنها إذا رأى متفقهاً يتردد إلى مبتدع أو فاسق يأخذ عنه العلم فعليه نصيحته وتحذيره منه .
خامساً : أن يكون مجاهراً بفسقه أو بدعته كالمجاهر بشرب الخمر وما أشبه ذلك فيجوز ذكره بما يجاهر به .
سادساً : التعريف به :
فإذا كان معروف بلقب كالأعمش، والأعرج والأصم والأحول جاز تعريضهم بذلك، ويحرم إطلاقه على جهة النقص ولو أمكن تعريفه بغير ذلك لكان أولى ) (رياض الصالحين (450-451) والزاجر لابن الهيثمي ( 383-384 ).
هذه هي المواطن التي تجوز فيها الغيبة وأما ما سواها فلا تجوز أبداً .
فهل تعتقد بعد هذا العرض وإثبات ما تم اثباته في حق المذكور ، أن المسمى الشرعي ينطبق على الغيبة في حقه 0
أما بخصوص ما تفضلت به الأخ الفاضلة ( جنان ) فلا بد أن تكون الغاية شرعية والوسيلة شرعية لتحقيق المطلوب ، والشفاء أولاً وأخيراً من الله عز وجل 0
زادكم الله من فضله ومنه وكرمه ، مع تمنياتي لكم بالصحة والسلامة والعافية :
أخوكم / أبو البراء أسامة بن ياسين المعاني 0