بسم الله الرحمن الرحيم
بارك الله فيك على هذه التذكرة الطيبة، ما أحوجنا إليها في زمن قل فيه الوفاء بين الزوجين وكثرت فيه المشاكل بينهما وتنوعت لأسباب ليس هنا مكان حصرها.
على كل حال المسألة ينبغي أن تكون متبادلة بحيث أن الرجال المسلمين قد غفلوا عن توصيات رسولنا الكريم لهم بالنساء خيراً ، ففهموا أن الأمر يعتبر تفضيلاً لهم على النساء وبأنهم في موقع الآمر الناهي الذي لا ينبغي أن يُرد له أمر.
كما قلت فإن المشاعر ينبغي أن تكون متبادلة، ولابد من اللين وخفض الجناح وسعة الصدر من قبل الرجل أكثر مما ينبغي أن يكون من جهة المرأة، ذلك أن المرأة تحتاج دوماً إلى المزيد من الحنان والعطف بحكم فطرتها وتكوينها ، وهذا من شأنه أن يقويها ويشجعها على العطاء، خاصة وأنها تحتل مكانة مرموقة في المجتمع ، فهي المربية والمعلمة والحاضنة والموجهة وهي الأم والأخت والزوجة والبنت، ما يدل على أن الرجال ينبغي أن يقدموا أكثر مما تقدمه لهم المرأة، فبصلاحها تصلح الناشئة وتصلح كذلك الأسرة ، وبالتالي تصلح الأمة ككل.
فإذا رأيت أن الرجل يحترم المرأة ويعطيها حقوقها الشرعية فاعلم أن مجتمعهم سيكون ناجحاً ومعطاء، لأن العلاقة الأساسية بين الرجل والمرأة علاقة متينة وناجحة ولابد أنها ستثمر ثماراً نافعة.
والعكس صحيح، فحتى لو كانت المرأة صالحة ولكنها ابتليت برجل متسلط لا يعرف حقوقها وفاقد للحنان والعواطف الطيبة اتجاه زوجته، فانتظر الشقاء في بيت الزوجية، وذرية فاسدة غير مؤهلة لحمل الأمانة، وبالتالي مجتمع فاسد لا يرجى منه الخير.
ونسأل الله أن يصلح أحوالنا ويوفقنا للعمل بكتاب الله وسنة رسوله في كل صغيرة وكبيرة، آمين.