جزاك الله خيرا دكتورنا الفاضل عبدلله بن كرم
هي مشكلة البيوت العربية الام
وتعود المشكلة بأساسها الى ضعف الارتباط بين الزوجين
لكل فرد صفات وخصائص يتميز بها او يفتقر اليها
ومن هنا تأتي عملية التعويض والتغطية الضرورية من قبل كل طرف
في سبيل تكوين اساسات قوية في الصورة المبدأية للرسم البياني للهرم الزوجي المكون من زوج زوجة وابناء
هذا الترابط يؤثر عليه عدم تلاقي وجهات النظر تبعا للاختلاف الذي أُهملت معالجته كحاجة اساسية عند كل زوجين
وعدم الرغبة اصلا في فهم اطباع ونواقص الطرف الآخر بسبب الانانية وحب النفس
هذا التنافر يظهر على شكل خلافات متكررة يومية تحتد احيانا ، تماما كمن يسير بسفينة عاجزة عن مقاومة الرياح ولا يعرف اين ومتى يحدث الاعصار ، ولا يستطيع تحديد حجم خسائره
ولظروف واحتياجات مختلفة تستمر هذه الحياة المنهارة اصلا ،
احيانا كثيرة بحجة وجود الاطفال
رغم ان الاطفال هم النشافة التي تمتص كل مشاعر عدم الامن والاستقرار وانعدام السعادة والطمأنينة ، وتؤدي الى اختلال شخصياتهم
فعدم التوازن في التربية ينتج عنه عدم توازن في الشخصية
والى من يتذرعون بوجود الاطفال لاستمرار حياة منهارة
اقول لهم ، حسنا ، ماذا اثمر وجودكم لأطفالكم غير الحزن والاسى والقسوة والتقلب ؟؟؟
هل قمتم بخطوات عملية فعلا لصالح ابنائكم لتجنب هذه النزاعات
ام ان الاطفال هم آخر ما تفكرون به ؟؟؟
وهل تدركون الضريبة الفادحة الباهظة التي يمتصها الاطفال نتيجة وجودهم في هذا الجو المتوتر كل يوم ؟؟
هل سمع اطفالكم انهم سبب وجودكم في هذه الحياة المقلقة
؟؟
عادة ما يسمع الاطفال من ذويهم بطريقة مباشرة او غير مباشرة انهم سبب تحمل هذه الحياة
مما يعكس عند الاطفال شعورا بالذنب بأنهم سبب تعرض والدتهم للالم والحزن أو سبب معاناة ابيهم دوما
ذلك عدى عن شعورهم بالقهر لعدم قدرتهم على تجنيب اسرهم هذا العذاب
بالاضافة الى مشاعر الحزن والاسى الداخلية الموجودة لديهم المتمثلة بالشعور بالحرمان وعدم الاستقرار والتشرد
فهل تدركون ما عمق هذا التأثير في نفسية اطفالكم ، ؟؟
ما الفائدة التي يجنيها الاطفال من وجودكم في صورة عائلية مشوهة اذا كانوا هم آخر ما تفكرون به ؟
لو فكر كل منهم بمنفعة الاطفال لكانوا نأوا بأنفسهم عن هذه الخلافات
واذا لم يستطيعوا ذلك ،
ففي بعض الاحيان ،
يكون الانفصال علاجا للبيوت المتصدعة والنفسيات المتنافرة
خاصة اذا كان تفكير كل من الطرفين هو مصلحة الاطفال وابعادهم عن الجو المشحون المتوتر واستمرار الاهتمام بالعناية بهم ،