الأخ الحبيب ( المحب في الله ) حفظه الله ورعاه
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،،
أما قولكَ : ( أفتونا مأجورين ) ، فاعلم يا رعاك الله بأنكَ ( قد استسمنت ذا ورم ) ، فما أنا إلا ناقل – يا رعاك الله – ولم أتصدر يوماً للفتوى فلست أهلاً لها ، ولا ممن تتوفر فيهم شروطها وأحكامها – غفر الله لنا ولكَ 0
عودة لما ذكر عن الإمام – حفظه الله تعالى - : ( وكان الشيخ له فهم من ناحية تسلط الجن على عقل المسلم وخاصه المؤمن من المستقيمين على الطاعه ويقول أن الجن لايستطيع أن ياثر على المسلم عن طريق مثلا السحر في تغير طاعته من الطاعه إلى العكس من معاصي وأعراض عن دينه والدخول في كل شذوذمن الأعمال وقال لى كيف يستطيع أن يتصرف فيه الشيطان وهو مؤمن وكيف يخلى الله بينه وبين الشيطان وضيع إيمانه أليس الله حرم الظلم على نفسه وعلى عباده وسألني ماحكم عمله هذا وهل يحاكم على أعماله في الأخره وما الحكمه في هذا ) 0
فاعلم أخي الحبيب بأن الإمام – وفقه الله لكل خير - فقد جانب الصواب فيما ذهب إليه ، والأصل في المسألة أخي الحبيب أن الإنسان كلما كان قريباً من الله بالذكر والدعاء وقراءة القرآن والإقبال على الطاعات والبعد على المعاصي كان بعيداً عن الشيطان ، والعكس بالعكس إلا لحكمة يعلمها الله سبحانه وتعالى وحده 0
ولنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم أسوة حسنه فقد تعرض للسحر ، ولم يكن ذلك عن طريق الجن ولكنه ابتلي صلى الله عليه وسلم 0
وأضرب لكَ شاهداً ومثلاً قوياً على أن الشيطان قد يؤثر على صلاة المؤمن :
عن عثمان بن العاص - رضي الله عنه - قال : ( لما استعملني رسول الله صلى الله عليه وسلم على الطائف ، جعل يعرض لي شيء في صلاتي ، حتى ما أدري ما أصلي 0 فلما رأيت ذلك ، رحلت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( ابن أبي العاص ؟ ) قلت : نعم ! يا رسول الله ! قال : ( ما جاء بك ؟ ) قلت : يا رسول الله ! عرض لي شيء في صلواتي ، حتى ما أدري ما أصلي 0 قال : ( ذاك الشيطان 0 ادنه ) فدنوت منه 0 فجلست على صدور قدمي0 قال ، فضرب صدري بيده ، وتفل في فمي، وقال : ( أخرج عدو الله ! ) ففعل ذلك ثلاث مرات 0 ثم قال : ( الحق بعملك ) ( أخرجه ابن ماجة في سننه - كتاب الطب ( 46 ) – برقم ( 3548 ) ، وقال الألباني حديث صحيح ، أنظر صحيح ابن ماجة 2858 – وصححه البصيري في " مصباح الزجاجة " – 4 / 36 – السنن ) 0
واعلم أخي الحبيب أن الشواهد على ذلك كثيرة جداًَ وقد عايشت ذلك مع أناس صالحين ابتلوا في هذا الأمر ، علماً بأن ذلك يقع ابتلاءاً وتمحيصاً للعبيد المؤمن ، لحكمة يعلمها الله سبحانه وتعالى ، والله تعالى أعلم 0
أما سؤالك : عن حكم وضع سماعة المسجل من القرآن على أعضاء المريظ مثل البطن ونحوه ، وما الحكمه من ذلك ؟؟؟
الجواب : لقد تعرضت لمسألة ( العلاج عن طريق الآلات الصوتية ) في كتابي الموسوم ( منهج الشرع في علاج المس والصرع ) ذكرت فيه الآتي :
يعمد بعض المعالِجين بالإيعاز للمرضى بسماع الرقية الشرعية عن طريق بعض الأجهزة الحديثة كالمسجل والمذياع أو استخدام الميكرفون ونحوه ، وأقول بخصوص هذه المسألة ما قلته في المسألة السابقة ، فإن كانت الرقية المسموعة أو المرئية هي رقية شرعية متضمنة آيات من كتاب الله أو أحاديث عن المصطفى صلى اله عليه وسلم شريطة أن ينصت المريض للرقية ، فلا حرج في ذلك ، علما بأن اتباع هذه الطريقة وبهذه الوسيلة لا تغني عن الرقية ، لأن الرقية عمل يحتاج لاعتقاد ونية ومباشرة وغير ذلك من أمور أخرى قد يحتاج إليها المعالِج ، ومن هنا كان الأولى أن تستخدم هذه الطريقة في حالات الضرورة ولبعض الحالات التي تعاني من أمراض روحية بسيطة كالعين والحسد والسحر أو تلك التي تعاني من الاقتران البسيط ، أما الحالات التي تعاني من الأمراض الروحية الصعبة كالسحر والعين والحسد الشديد أو الاقتران الخطير فهذه كلها لا تنصح البتة باستخدام هذا الأسلوب بسبب صعوبة التعامل مع الحالة والتي تحتاج إلى متمرس له خبرة وباع في هذا المجال ، ودون توفر مثل تلك الخبرة والدراية فقد يؤدي ذلك لمفاسد شرعية عظيمة والله تعالى أعلم 0
سئلت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء عن تشغيل جهاز التسجيل على آيات من القرآن لعدة ساعات عند المريض وانتزاع آيات معينة تخص السحر وأخرى للعين ، وأخرى للجان 00 ؟
فأجابت حفظها الله - : ( تشغيل جهاز التسجيل بالقراءة والأدعية لا يغني عن الرقية لأن الرقية عمل يحتاج إلى اعتقاد ونية حال أدائها ومباشرة للنفث على المريض والجهاز لا يتأتى منه ذلك ) ( جزء من فتوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء - الفقرة الثامنة - برقم ( 20361 ) وتاريخ 17 / 4 / 1419 هـ ) 0
سئل فضيلة الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين عن حكم العلاج بواسطة الآلات الصوتية ، فأجاب - حفظه الله - : ( لا بأس بذلك ) ( منهج الشرع في علاج المس والصرع ) 0
وسئل - حفظه الله - عن بعض من يرقون بالرقى الشرعية ويقومون بجمع من سيقرؤون عليهم في مكان واحد ويستخدمون المكرفون في ذلك ، فما حكم القراءة عليهم مجتمعين ؟ وما حكم استخدام المكرفون ؟؟؟
( ذكر بعض القراء أن ذلك جرب فأفاد وحصل الشفاء لكثير من المصابين ، وذلك إن سماع المصروع لتلك الآيات والأدعية والأوراد يؤثر في الجان الذي يلابسه ، فيحدث أن يتضرر ويفارق الإنسي ، وإن هذا القرآن هو شفاء كما وصفه الله تعالى ، فيؤثر في السامع ولو لم يحصل من القارئ نفث على المريض ، ومع ذلك فإن الرقية الشرعية هي أن الراقي يقرب من المريض ويقرأ عنده الآيات وينفث عليه ويمسح أثر الريق على جسده بيده ، ويسمعه الآيات والأدعية حتى يتأثر بسماعها ، فعلى هذا متى تيسر أن يرقى كل واحد منفرداً فهو أفضل ، وإن شق عليه فعل ما ذكر من القراءة في المكبر ، مع إخباره بأن تأثيرها أقل من تأثير القراءة الفردية ، والله أعلم ) ( منهج الشرع في علاج المس والصرع ) 0
وهنا لا بد من الإشارة لأمر هام حيث يعمد بعض الناس بتشغيل جهاز تسجيل يحتوي على آيات أو سور من القرآن الكريم وتركه في المنزل حماية ووقاية من الجن والشياطين ، وقد سئل سماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز عن حكم ترك القرآن في المنزل إذا كان لا يوجد أحد في المنزل ( جهاز تسجيل ) وتشغيل القرآن في المنزل حماية ووقاية للبيت من الجن والشياطين ؟؟؟
فأجاب - رحمه الله - : ( لا أعلم فيه شيء ) ( منهج الشرع في علاج المس والصرع - فتوى مسجلة بصوت الشيخ بتاريخ 8 شعبان 1419 هـ ) 0
وكما تبين من أقوال علماء الأمة فيجوز وضع السماهة على الأذن أو على البطن أو أي مكان آخر ، وهذا من الأسباب الحسية في العلاج والاستشفاء ، وقد ثبت عند أثبات المعالجين نفع وفائدة هذه الطريقة للحالات المرضية ، والله تعالى أعلم 0
هذا ما تيسر لي أخي الحبيب ( المحب في الله ) ، مع تمنياتي لكَ بالصحة والسلامة والعافية :
أخوكم المحب / أبو البراء أسامة بن ياسين المعاني 0