ذكرت دراسة امريكية - بريطانية جديدة ان تناول كميات ضئيلة من الملح يساعد على تفادي الإصابة بأمراض جهاز الدوران بالربع والأمراض القلبية الخطيرة بالخمس. واشارت الدراسة الى ان نسبة الملح المثلى التي ينصح تناولها هي 6 غرامات يوميا. وطالما حذر الأخصائيون من أن تناول كميات كبيرة من الملح يزيد من أخطار الإصابة بمرض ارتفاع الضغط الدموي الذي يزيد بدوره من إمكانية الإصابة بالأزمات القلبية والجلطات.
أما الدراسة الجديدة التي نشرت في المجلة الطبية البريطانية تستدل بالبراهين التي يربط بين الملح وأمراض القلب، وتقيس الضرر الذي قد يخلفه الملح على صحة الإنسان.
واكتشف الباحثون انه حين يقلل الذين هم على حافة الإصابة بضغط الدم المرتفع تناول الصوديوم بنسبة بين 25 و35 في المائة فإنهم يقللون بنسبة 25 في المئة احتمالات إصابتهم بمرض أوعية القلب. ويستمر هذا المفعول الخاص بتقليل الاحتمال ما بين 10 أعوام و15 عاما.
وبحثت الدكتورة نانسي كوك وزملاؤها في بريجهام ومستشفى النساء وكلية طب هارفارد في بوسطن حالات أكثر من ثلاثة آلاف شخص شاركوا في دراسة خاصة ببحث آثار تناول غذاء قليل الملح على ضغط الدم المرتفع.
وذكروا في تقرير بموقع الدورية الطبية البريطانية على الانترنت ان من التزموا بتناول طعام قليل الملح قلت احتمالات إصابتهم بمختلف أنواع مرض أوعية القلب حتى 10 الى 15 عاما لاحقة.
وكانت نسبة وفياتهم أقل 20 في المائة من الآخرين الذين تناولوا طعاما عاديا.
وكتبوا يقولون “دراستنا تقدم دليلا فريدا على ان تقليل الصوديوم قد يقي من الإصابة بمرض أوعية القلب ويجب ان يزيل أي قلق لايزال موجودا من أن تقليل الصوديوم قد يكون ضارا”.
وهناك صلة واضحة بين تناول الملح وضغط الدم المرتفع وقد أوصى المعهد القومي للقلب والرئة والدم الذي مول هذه الدراسة الأمريكيين بتقليل تناول الملح.
وقال المعهد ان ما يزيد على 65 مليون أمريكي بالغ واحد من كل ثلاثة يعانون من ارتفاع ضغط الدم بمعدل يزيد على 140/90. كما ان 59 مليون آخرين يعانون من حالات ما قبل ضغط الدم المرتفع التي يكون ضغط الدم فيها عند 120/80 أو أعلى.
ويزيد متوسط الملح في طعام الأمريكيين والبريطانيين كثيرا عن 2300 ملليجرام يوميا التي يوصي بها المعهد القومي للقلب والرئة والدم والخبراء.
وقال فريق كوك ان الملح قد يؤثر في الشرايين وصحة القلب بأشكال تفوق ضغط الدم. وقالوا ان الصوديوم قد يجعل الأوعية الدموية أقل قدرة على الانبساط والانقباض وقد يصلب خلايا القلب.
وتوضح الدراسة أن الناس الذين ينقصون من كمية الملح المستهلكة في حميتهم، ينقصون بذلك إمكانية الإصابة بأمراض متعلقة بالقلب بنسبة 25% خلال السنوات العشر أو العشرين المقبلة من أعمارهم.
أما أخطار الموت بسبب أمراض القلب، فتتقلص ب 20 %.
وكان كل المشاركين في الدراسة العلمية البالغ عددهم 3126 شخصا كلهم يعانون من ضغط دموي عادي إلى مرتفع.
وخلال التجارب العلمية، قلّص المشاركون استهلاكهم من الملح (الصوديوم) بنسبة تراوحت بين 25% إلى 35%، أي بما يقدر بين 10 غرامات و7 غرامات.
وبناء على التجارب الطبية تبّين أن الذين خفّضوا من مستوى استهلاكهم للملح يبقون على تلك المستويات لمدى البعيد.
وقال البروفيسور غراهام ماكغريغور، وهو مستشار طبي أخصائي في أمراض القلب في مستشفى سانت جورجس بلندن “إن هذه الدراسة مهمة للغاية. إنها تظهر بأن الناس الذين يخفّضون من استهلاكهم للملح يقلصون إمكانية إصابتهم بأمراض القلب، أو الجلطات، أوالإخفاقات القلبية. إنه لم تكن لدينا أدلة كافية من قبل”.
واستطرد البروفيسور ماكغريغور يقول: “إننا نتحدث عن تقليص طفيف في كمية الملح المستهلكة لكن له تأثير كبير على تقليص الخطر”.
يشار إلى أن ثلث أرباع الملح الذي نأكله موجود في الطعام الذي نشتريه.
وقال البروفيسور إن 6 غرامات من الملح نسبة سهلة البلوغ إذا ما انتقى الناس ما يستهلكونه.
وأضاف الخبير يقول إن العبء الآن يقع على صناع المواد الغذائية للحد من كميات الملح المستخدمة في الأطعمة التي يصنعونها.
تجدر الإشارة إلى أن كمية الصوديوم في المواد الغذائية المصنعة تذكر عادة على غلاف العلب التي تحفظ فيها هذه المواد، ولمعرفة كمية الملح المستعملة، تضرب كمية الصوديوم في 2.5 .