جزاك الله خيرا دكتورنا الفاضل عبدلله بن كرم على روعة هذا الموضوع الذي يمسّ شخصياتنا اختياراتنا وقراراتنا في الحياة
لو علم المرء ووعي ان احداث الحياة في تغيّر مستمر
ورد الفعل الذي اتخذه ازاء موقف قبل فترة
لا يعني بالضرورة ان يعطي انعكاسا لرد الفعل على موقف مشابه يمر به حاليا
لو فهم المرء ان الحياة مع الماضي
يفقده احساسه بحياته الحالية
ويفقده القدرة على التصرف حيال اي واقع يعيشه
ويضفي عليه التجمد
لو علم المرء ان العيش بانعكاسات سلبية ماضية
يورثه اللافعل تجاه كل ما يستجد في حياته
ويورثه الانهزامية والتقوقع
التقوقع ضمن كرة جليدية يزداد حجمها كلما استدارات ثم تعطل المخ وتوقف التفكير والاحساس والشعور.
لو فهم المرء ان الماضي قد مضى
وكل ما يعيشه اليوم هو اشباح ترافقه و غير موجودة الا بمخيلته وحده
ولن تعود ثانية حتى لو كانت المواقف شبيهة
فكل موقف يعتمد على وضعيات وظروف وشخصيات
فالشخص نفسه تتغير مفاهيمه للحياة وتتغير ظروفه وتتغير ردة فعله تجاه الامور
فما بالك بأشخاص مختلفين وظروف مختلفة ؟
لذا حاور ماضيك
وافهم كل حالة مررت بها
افهم ظروفها من كل النواحي
واعطي اعذارا وتعليلات لأخطاءك
اما في الجهل او التسرع او قلة الحكمة والاتزان او وجود حيثيات ضاغطة
ان محاورة نفسك في حد ذاتها احيانا كفيلة بحل كل العقد
اقترب من نفسك وحاورها برفق ولا تحاربها وتكرهها
انظر الى معظم المرضى النفسيين الذين ما ان يصلوا الى حبكة العقدة في تصرفاتهم الحالية
حتى تفكّ العقدة آليا دون حاجة الى علاجات
ان مخاوفنا وشكوكنا كالاسماك ونفسيتنا هي ذاك البئر العميق
فما ان تنشل تلك الاسماك من الماء
حتى تموت وتنتهي
وتعلم دوما
ان تعبر عن مشاعرك السلبية ولا تحتفظ بها
ان كبت المشاعر السلبية ، يؤدي ايضا الى كبت المشاعر الايجابية
فتختنق شخصيتنا بمشاعرها واحاسيسها
وتختنق افكارنا
فتموت ردود افعالنا