عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 29-03-2007, 04:11 AM   #13
معلومات العضو
الخزيمة
إشراقة إدارة متجددة

افتراضي


قال صاحب الدر المنثور

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير عن مجاهد رضي الله عنه في قوله {إِنَّا جَعَلْنَـٰهَا فِتْنَةً لّلظَّـٰلِمِينَ **[الصافات:36] قال: قول أبي جهل: إنما الزقوم التمر، والزبد أتزقمه.
وأخرج ابن أبي حاتم عن وهب بن منبه رضي الله عنه في قوله {طَلْعُهَا كَأَنَّهُ * رُءوسُ **[الصافات:56-972] قال: شعور الشياطين، قائمة إلى السماء.
وأخرج عبد الله بن أحمد بن حنبل في زوائد الزهد وابن المنذر عن أبي عمران الجوني رضي الله عنه قال: بلغنا أن ابن آدم لا ينهش من شجرة الزقوم نهشه إلا نهشت منه مثلها.



قال البغوي

وقال ابن الزبعري: لصناديد قريش إن محمداً يخوّفنا بالزقوم، والزقوم بلسان بربر الزبد والتمر، فأدخلهم أبو جهل بيته، وقال ياجارية: زقمينا فأتتهم بالزبد والتمر، فقال: تزقموا فهذا ما يوعدكم به محمد.
فقال الله تعالى: {فِتْنَةً لِّلظَّـٰلِمِينَ * إِنَّهَا شَجَرَةٌ تَخْرُجُ فِىۤ أَصْلِ ٱلْجَحِيمِ * طَلْعُهَا كَأَنَّهُ رُءُوسُ ٱلشَّيَـٰطِينِ * فَإِنَّهُمْ لاََكِلُونَ مِنْهَا**، قعر النار، وقال الحسن: أصلها في قعر جهنم وأغصانها ترتفع إلى دركاتها.
{أَصْلِ**، ثمرها سمي طلعاً لطلوعه، **ٱلْجَحِيمِ * طَلْعُهَا كَأَنَّهُ رُءُوسُ ٱلشَّيَـٰطِينِ **، قال ابن عباس رضي الله عنهما: هم الشياطين بأعيانهم شبه بها لقبحها، لأن الناس إذا وصفوا شيئاً بغاية القبح قالوا: كأنه شيطان، وإن كانت الشياطين لا ترى لأن قبح صورتها متصور في النفس، وهذا معنى قول ابن عباس والقرظي، وقال بعضهم: أراد بالشياطين الحيات، والعرب تُسمى الحية القبيحة المنظر شيطاناً. وقيل: هي شجرة قبيحة مرّة منتنة تكون في البادية تسميها العرب رؤوس الشياطين.




قال صاحب زاد المسير

واختلف العلماء: هل هذه الشجرة في الدنيا أم لا؟.
فقال قطرب: هي شجرة مرة تكون بأرض تهامة من أخبث الشجر. وقال غيره: الزقوم ثمرة شجرة كريهة الطعم. وقيل: إنها لا تعرف في شجر الدنيا وإنما هي في النار يكره أهل النار على تناولها.
قوله تعالى: {إِنَّا جَعَلْنَـٰهَا فِتْنَةً لّلظَّـٰلِمِينَ ** يعني للكافرين. وفي المراد بالفتنة ثلاثة أقوال:
أحدها: أنه لما ذكر أنها في النار افتتنوا وكذبوا. فقالوا: كيف يكون في النار شجرة والنار تأكل الشجر فنزلت هذه الآية، قاله قتادة. وقال السدي: فتنة لأبي جهل وأصحابه.
والثاني: أن الفتنة بمعنى العذاب قاله ابن قتيبة.
والثالث: أن الفتنة بمعنى الاختبار اختبروا بها فكذبوا، قاله الزجاج.
قوله تعالى: {تَخْرُجُ فِى أَصْلِ ٱلْجَحِيمِ ** أي في قعر النار. قال الحسن: أصلها في قعر النار وأغصانها ترتفع إلى دركاتها {طَلْعِهَا ** أي ثمرها وسمي طلعا لطلوعة {كَأَنَّهُ * رُءوسُ * ٱلشَّيـٰطِينِ **.
فإن قيل: كيف شبهها بشيء لم يشاهد؟ فعنه ثلاثة أجوبة:
أحدها: أنه قد استقر في النفوس قبح الشياطين وإن لم تشاهد فجاز تشبيهها بما قد علم قبحه. قال امرؤ القيس:
أيقتلني والمشر في مضاجعي ومسنونة زرق كأنياب أغوال

قال الزجاج: هو لم ير الغول ولا أنيابها ولكن التمثيل بما يستقبح أبلغ في باب المذكر أن يمثل بالشياطين، وفي باب المؤنث أن يشبه بالغول.
والثاني: أن بين مكة واليمن شجر يسمى رؤوس الشياطين فشبهها بها قاله ابن السائب.
والثالث: أنه أراد بالشياطين: حيات لها رؤوس ولها أعراف شبه طلعها برؤوس الحيات، ذكره الزجاج. قال الفراء: والعرب تسمي بعض الحيات شيطانا وهو حية ذو عرف قبيح الوجه.




قال الالوسي

{طَلْعُهَا كَأَنَّهُ رُءُوسُ ٱلشَّيَـٰطِينِ **.
{مِن طَلْعِهَا ** أي حملها، وأصله طلع النخل وهو أول ما يبدو وقبل أن تخرج شماريخه أبيض غض مستطيل كاللوز سمي به حمل هذه الشجرة إما لأنه يشابهه في الشكل أو الطلوع ولعله الأولى لمكان التشبيه بعد فيكون استعارة تصريحية أو لاستعماله بمعنى ما يطلع مطلقاً فيكون كالمرسل للأنف فهو مجاز مرسل.
{كَأَنَّهُ * هَمَزَاتِ ٱلشَّيـٰطِينِ ** أي في تناهي الكراهة وقبح المنظر والعرب تشبه القبيح الصورة بالشيطان فيقولون كأنه وجه شيطان أو رأس شيطان وإن لم يروه لما أنه مستقبح جداً في طباعهم لاعتقادهم أنه شر محض لا يخلطه خير فيرتسم في خيالهم بأقبح صورة، ومن ذلك قول امرىء القيس:
أتقتلني والمشرفي مضاجعي
ومسنونة زرق كأنياب أغوال
فشبه بأنياب الأغوال وهي نوع من الشياطين ولم يرها لما ارتسم في خياله، وعلى عكس هذا تشبيههم الصورة الحسنة بالملك وذلك أنهم اعتقدوا فيه أنه خير محض لا شرفيه فارتسم في خيالهم بأحسن صورة، وعليه قوله تعالى: {مَا هَـٰذَا بَشَرًا إِنْ هَـٰذَا إِلاَّ مَلَكٌ كَرِيمٌ ** (يوسف: 13) وبهذا يرد على بعض الملاحدة حيث طعن في هذا التشبيه بأنه تشبيه بما لا يعرف، وحاصله أنه لا يشترط أن يكون معروفاً في الخارج بل يكفي كونه مركوزاً في الذهن والخيال.
وحمل التشبيه في الآية على ما ذكر هو المروي عن ابن عباس. ومحمد بن كعب القرظي. وغيرهما، وزعم الجبائي أن الشياطين حين يدخلون النار تشوه صورهم جداً وتستبشع أعضاؤهم فالمراد كأنه رؤوس الشياطين الذين في النار، وفيه أن التشبيه عليه أيضاً غير معروف في الخارج عند النزول، وقيل: رؤوس الشياطين شجرة معروفة تكون بناحية اليمن منكرة الصورة يقال لها الاستن وإياها عنى النابغة بقوله:
تحيد عن استن سود أسافله
مثل الإماء الغوادي تحمل الحزما
قال الأصمعي: ويقال لها الصوم وأنشد:
موكل بشدوف الصوم يرقبه
من المغارب مهضوم الحشا زرم
وقيل: الشياطين جنس من الحيات ذوات أعراف، وأنشد الفراء:
عجيز تحلف حين أحلف
كمثل شيطان الحماط أعرف
أي له عرف، وأنشد المبرد:
وفي البقل إن لم يدفع الله شره
شياطين يعدو بعضهن على بعض
    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة